قردة بْن نفاثة السلولي، من بني عَمْرو بْن مُرَّةَ بْن صعصعة بن معاوية ابن بَكْر بْن هوازن، كَانَ شاعرا، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي جماعة من بني سلول، فأمره عليهم بعد أن أسلم وأسلموا، فأنشأ يقول:
بان الشباب فلم أحفل بِهِ بالا ... وأقبل الشيب والإسلام إقبالا
وقد أروّي نديمي من مشعشعةٍ ... وقد أقلب أوراكا وأكفالا
الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
وقد قيل: إن البيت قوله: الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي للبيد. قال أَبُو عُبَيْدَة: لم يقل لبيد فِي الإسلام غيره. وكان قد عُمَر مائة وخمسين سنة. وقردة هَذَا هُوَ الَّذِي يقول:
أصبحت شيخا أرى الشخصين أربعةً ... والشخص شخصين لما مسني الكبر
لا أسمع الصوت حَتَّى أستدير لَهُ ... وحال بالسمع دوني المنظر العسر
وكنت أمشي على الساقين معتدلا ... فصرت أمشي على مَا ينبت الشجر
إذا أقوم عجنت الأرض متكئا ... على البراجم حَتَّى يذهب النفر
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.
قردة بن نفاثة السلولي
قردة بْن نفاثة بْن عَمْرو بْن ثوابة بْن عَبْد اللَّه بْن تميمة السلولي وهذه النسبة لولد مرة بْن صعصعة بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوازن، ومرة أخو عَامِر بْن صعصعة، نسب ولد مرة إِلَى أمهم سلول بِنْت ذهل بْن شيبان بْن ثعلبة.
وكان شاعرًا، وطال عمره حتَّى قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جماعة من بني سلول فأمره عليهم بعد أن أسلم وأسلموا، فأنشأ يَقُولُ:
بان الشباب فلم أحفل بِهِ بالًا وأقبل الشيب والإسلام إقبالًا
وَقَدْ أروي نديمي من مشعشعة وَقَدْ أقلب أوراكًا وأكفالًا
فالحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتَّى اكتسيت من الْإِسْلَام سربالًا
وقيل: إن هَذَا البيت: فالحمد لله ...، قاله لبيد، ولم يقل فِي الْإِسْلَام غيره، قاله أَبُو عبيدة، وقَالَ قُرَّدة أيضًا.
أصبحت شيخًا أرى الشخصين أربعة والشخص شخصين لما مسني الكبر
لا أسمع الصوت حتَّى أستدير لَهُ وحال بالسمع دوني المنظر العسر
وكنت أمشي عَلَى الساقين معتدلًا فصرت أمشي عَلَى ما تنبت الشجر
إِذَا أقوم عجنت الأرض متكئًا عَلَى البراجم حتَّى يذهب النفر
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو مُوسَى: كذا أورده أَبُو الْفَتْحِ الأزدي، وابن شاهين، وهو تصحيف، وَإِنما هُوَ فروة بالفاء، وَقَدْ تقدم ذكره.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
قردة بن نفاثة: بنون مضمومة وفاء خفيفة ويعد الألف مثلثة، السلولي ، ابن عمرو بن ثوابة بن عبد اللَّه بن تميمة بن عمرو بن مرّة بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن ومرة أخو عامر بن صعصعة الّذي ينسب إليه بنو عامر. وأما بنو مرّة فنسبوا إلى أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان.
ذكره ابن السّكن، وابن شاهين، وأبو عمر في القاف، وكذلك أبو الفتح الأزديّ وغيره، وبه جزم ابن الكلبيّ، وابن سعد، وأبو حاتم السّجستانيّ والمرزباني وغيرهم.
وذكره ابن مندة في الفاء [568] فقال: فروة. والأول أقوى وعكس ذلك أبو الفتح الأزدي، وابن شاهين فذكراه في القاف، وهو تصحيف، وإنما هو فروة- بالفاء والواو.
قلت: فروة الّذي تقدم غير هذا، ذاك جذامي، وهذا سلولي، فأنى يجتمعان؟ وقد عجبت من تقرير ابن الأثير كلام أبي موسى مع تحققه بمعرفة الأنساب من أن فروة الّذي أشار إليه لم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وإنما أسلم في حياته، فقتلته الروم من أجل ذلك.
وقد تقدّم ذلك في فروة بن عامر الجذامي في القسم الثالث، فإن أحد ما قيل في اسم أبيه نفاثة كما تقدم في ترجمته واضحا.
قال أبو حاتم السّجستانيّ في المعمّرين، قالوا: إنه عاش مائة وأربعين سنة، وأدرك الإسلام فأسلم وقال ابن سعد والمرزباني: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وأخرج ابن شاهين وابن السّكن بسند واحد إلى عمر بن ثوابة بن تميمة بن قردة بن نفاثة، حدثني أبي عن أبيه عن جده قردة بن نفاثة أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وبايعه، فقال: اسمع مني يا رسول اللَّه، فأنشده:
بان الشّباب فلم أحفل به بالا ... وأقبل الشّيب والإسلام إقبالا
وقد أروّي نديمي من مشعشعة ... وقد أقلّب أوراكا وأكفالا
فالحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتّى اكتسيت من الإسلام سربالا
[البسيط] وساق تمام القصيدة،
فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «الحمد للَّه الّذي عرّفك فضل الإسلام، وجعلك من أهله» .
قال المرزبانيّ: ويروى أن البيت الّذي أوله
فالحمد للَّه
من شعر لبيد بن ربيعة، وأنه لم يقل في الإسلام غيره.
قلت: يحتمل أن يكون الخاطران تواردا، ويؤيده أن المنسوب للبيد
حتى تسربلت بالإسلام.
وقال ابن عبد البرّ: عاش قردة مائة وخمسين سنة، وهو القائل:
أصبحت شيخا أرى الشّخصين أربعة ... والشّخص شخصين لمّا مسّني الكبر
وكنت أمشي على السّاقين معتدلا ... فصرت أمشي على ما ينبت الشّجر
[البسيط]
وكان قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في جماعة من بني سلول فأسلموا، فأمّره عليهم.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.
قَرِدَةُ بْنُ نُفَاثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَوَابَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَمَّرَ وَطَالَ عُمْرُهُ، وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ:
[البحر البسيط]
بَانَ الشَّبَابُ فَلَمْ أَحْفِلْ بِهِ بَالًا ... وَأَقْبَلَ الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ إِقْبَالَا
وَقَدْ أَرْوَى نَدِيمِي مِنْ مُشَعْشَعَةٍ ... وَقَدْ أَقْلَبَ أَوْدَاكًا وَأَكْفَالَا
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ لَمْ يَأْتِنِي أَجَلِي ... حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الْإِسْلَامِ سِرْبَالَا
-طبقات ابن سعد الطبقة الرابعة من الصحابة ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك-
فروة بن نفاثة السلولي: يأتي في قردة، بالقاف والدال.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.