الفَرَبْرِيُّ:
المُحَدِّثُ الثِّقَةُ العَالِمُ، أبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مَطَرِ بنِ صَالِحِ بنِ بِشْرٍ الفِرَبْرِيُّ، رَاوِي "الجَامِعِ الصَّحِيْحِ" عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيِّ، سَمِعَهُ مِنْهُ بِفَرَبْرَ مَرَّتينِ.
وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: عَلِيِّ بنِ خَشْرَمَ لَمَّا قدم فربر مرابطًا. وقد أخطأ من زعم أنه سمع من
قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، فَمَا رَآهُ. وَقَدْ وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَمَاتَ قُتَيْبَةُ فِي بلدٍ، آخرَ سنَة أَرْبَعِيْنَ.
أَرَّخَ مَوْلِدَهُ أبي بَكْرٍ السَّمْعَانِيُّ فِي "أَمَاليه"، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً وَرِعاً.
قلتُ: قَالَ: سَمِعْتُ "الجَامِع" فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَمَرَّةً أُخْرَى سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الفَقِيْه أبي زَيْد المَرْوَزِيُّ، وَالحَافِظُ أبي عَلِيٍّ بنُ السَّكن، وَأبي الهَيْثَمِ الكُشْمِيهَنِيُّ، وَأبي مُحَمَّدٍ بنُ حَمُّوَيْه السَّرَخْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنُ شَبُّوْيَه، وَأبي حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النُّعَيمِيُّ، وَأبي إسحاق إبراهيم ابن أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ حَاجِب الكُشَانِيُّ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الجُرْجَانِيّ، وَآخَرُوْنَ، وَالكُشَانِيّ آخرهم موتًا.
وَقَدْ عَلَّى فِي أَوَائِل "الصَّحِيْح" حَدِيْثِ مُوْسَى وَالخَضِرِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بنُ خَشْرَم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَهَذَا ثَابِت فِي رِوَايَة ابْن حَمُّوَيْه دُوْنَ غَيْرهِ.
وَكَانَ رِحلَة المُسْتَمْلِي إِلى الفِرَبرِي فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَسَمَاع ابْن حَمُّوَيْه مِنْهُ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَقَالَ أبي زَيْد المَرْوَزِيّ: رَحَلْتُ إِلَى الفَرَبرِي سنَة ثَمَان عَشْرَةَ.
وَقَالَ الكُشْمِيهَنِيّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بفَرَبر "الصَّحِيْح" فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ.
وَيُرْوَى -وَلَمْ يَصِحَّ- أَنَّ الفَرَبْرِيَّ قَالَ: سَمِعَ "الصَّحِيْحَ" مِنَ البُخَارِيّ تِسْعُوْنَ أَلفَ رَجُل، مَا بَقِيَ أَحَدٌ يَرْوِيْهِ غَيْرِي.
قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ بَعْد الفَرَبْرِيّ أبي طَلْحَةَ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزْدَوِيُّ النَّسَفِيّ، وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَفَربر: بِكَسْر الفَاء وَبفتحهَا، وَهِيَ مِنْ قرَى بُخَارَى حَكَى الوَجْهين القَاضِي عِيَاض، وَابْن قُرْقُول، وَالحَازِمِيُّ. وَقَالَ: الفَتْحُ أشهر، وأما ابْنُ مَاكُوْلاَ، فَمَا ذَكَرَ غَيْرَ الفَتْحِ.
أَخْبَرَنَا أبي الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن قايماز، وخديجة بنت محمد، وطائفة، قال: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، وَأَخْبَرَنَا سُنقُر القضَائِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ رُوزْبَه، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أبي الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا الدَّاوُوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا الفِرَبْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أبي عَاصِم، عَنْ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَوْم عَاشُورَاءَ إِنْ شَاءَ صَامَ".
أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، فَوَقَعَ لَنَا بدلاً عَالِياً.
مَاتَ الفَرَبرِي لعشرٍ بَقِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ، سنَة عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ أَشرفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ.
وَمَاتَ مَعَهُ إِبْرَاهِيْمَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَة، وَعَمُّه عَبْد الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ابنُ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ، وَأبي أَسِيد أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ أَسِيدٍ المَدِيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوْنَ بن خَالِدٍ، وَأبي الحسن بن جوصا.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايمازالذهبي
أ – الفَرَبْرِي (231- 320هـ)
المحدث الثقة العالم أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفَرَبْرِي، راوي (الجامع الصحيح) عن أبي عبد الله البخاري، سمعه منه بفَرَبْر مرتين.
وفَرَبْر المنسوب إليها: قرية من قرى بخارى على طرف جيحون. قال النّووي: وهي بكسر الفاء، وفتح الراء، وإسكان الباء الموحدة، ويقال: بفتح الفاء أيضاً.
وممن ذكر الوجهين في الفاء: القاضي أبو الفضل عياضٌ، وابن قُرقُول صاحب (مطالع الأنوار)، وأبو بكر الحازمي، قال الحازميُّ: والفتح أشهر، ولم يذكر ابن ماكولا غيره.
وقال القاسم بن يوسف التُّجيبي: الفَرَبْرِي هو بفتح الفاء وبكسرها معاً، والأشهر فيه عند المشايخ الفتح ، وبالوجهين قرأناه وسمعناه.
وقال أبو بكر السَّمعاني في ((أماليه)) : وُلِد الفَرَبْرِي سنة إحدى وثلاثين ومئتين قال: وكان ثقةً ورعاً وقد سمع الفَرَبْرِي من قتيبة بن سعيد وعليّ بن خَشْرَم ، فشارك البخاري ومسلمًا في الرواية عنهما.
قال الذهبي: وقد أخطأ من زعم أنه سمع من قتيبة بن سعيد، فما رآه، وقد ولد في سنة إحدى وثلاثين ومائتين ومات قتيبة في بلد آخر سنة أربعين .
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في فاتحه (فتح الباري) من الروَاة الذين رَوَوْا (الجامع الصحيح) عن الإمام البخاري وسمعوه منه: أربعة، وهم:
1- أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفَرَبْرِي .
2- وأبو إسحق إبراهيم بن معقل بن الحجاج النَّسفي.
3- وأبو محمد حماد بن شاكر النَّسوي.
4- وأبو طلحة منصور بن محمد بن علي البَزْدَوِي.
وقد عَلّى في أوائل (الصحيح) حديث موسى والخضر، فقال: حدثناه علي بن خشرم، حدثنا سفيان بن عيينة، وهذا ثابتٌ في رواية ابن حمُّويه دون غيره.
قال أبو نصر الكلاباذي: كان سماع محمد بن يوسف الفَرَبْرِي لهذا الكتاب من محمد بن إسماعيل البخاري مرّتين: مرة بفَرَبْرِ في سنة ثمان وأربعين ومئتين، ومرة ببخارى في سنة اثنتين وخمسين ومئتين.
وقال أبو علي إسماعيل ابن محمد بن أحمد بن حاجب الكُشاني: سمعتُ محمد بن يوسف – يعني الفَرَبْرِي – يقول : سمعت ( الجامع الصحيح) من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بفَرَبْرِ في ثلاث سنين: في سنة ثلاث وخمسين، وأربع وخمسين، وخمس وخمسين ومئتين.
مات الفَرَبْرِي لعشرٍ بقين من شوال سنة عشرين وثلاث مئة ، وقد أشرف على التسعين.
رحمه الله رحمة واسعة.
من مقدمة صحيح البخاري للمحقق الشيخ محمد زهير بن ناصر الناصر.
محمد بن يوسف بن مطر، أبو عبد الله الفربري:
أوثق من روى (صحيح البخاري) عن مصنفه. سمعه منه مرتين، الأولى سنة 248 والثانية 252 ورواه عنه كثيرون. نسبته الى (فربر) من بلاد بخارى، اختلفوا في ضبطها وما ذكرناه عن ياقوت، وفيهم من فتح الفاء .
-الاعلام للزركلي-
أبو عبد الله، محمدُ بنُ يوسفِ بنِ مطرِ بنِ صالحِ بنِ بشرِ "الفربري" رح.
راويةُ "صحيح البخاري" عنه، رحل إليه الناس، وسمعوا منه هذا الكتاب.
ولد في سنة 231، وتوفي ثالث شوال سنة 320. ونسبته إلى فَرَبْر - بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وفي آخرها راء ثانية -، وهي بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى، وهو آخر من روى "الجامع الصحيح" عن البخاري - رحمه الله تعالى -.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.