محمد ابن المولى الفاضل بهاء الدين
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 851 و 951 هـ |
نبذة
الترجمة
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الشَّيْخ محيي الدّين مُحَمَّد ابْن الْمولى الْفَاضِل بهاء الدّين
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي عنفوان شبابه من طلبة الْعلم الشريف قَرَأَ اولا على وَالِده ثمَّ قَرَأَ على الْمولى الْفَاضِل خطيب زَاده ثمَّ قَرَأَ على الْمولى الْفَاضِل مصلح الدّين الْقُسْطَلَانِيّ ثمَّ قَرَأَ على الْمولى الْفَاضِل ابْن الْمُعَرّف معلم السُّلْطَان بايزيدخان ثمَّ مَال الى طَريقَة التصوف فوصل الى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى محيي الدّين الاسكليبي وَوصل عِنْده غَايَة متمناه من معارف الصُّوفِيَّة وَأَجَازَ لَهُ بالارشاد وَجلسَ مُدَّة فِي وَطنه بالي كسْرَى ثمَّ اتى مَدِينَة قسطنطينية ثمَّ جلس فِي زَاوِيَة شَيْخه بِالْمَدِينَةِ المزبورة بعد وَفَاة الشَّيْخ عبد الرحيم المؤيدي وربى كثيرا من المريدين كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما عَاملا فَاضلا كَامِلا عابدا زاهدا صَاحب ورع وتقوى ملازما لحدود الشَّرِيعَة ومراعيا لاداب الطَّرِيقَة وَكَانَ قوالا بِالْحَقِّ وَلَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَكَانَ عَالما بالعلوم الشَّرْعِيَّة الاصلية والفرعية وعالما بالتفسير والْحَدِيث ماهرا فِي الْعُلُوم الْعَرَبيَّة والعقلية وَله شرح للفقه الاكبر للامام الاعظم ابي حنيفَة رَحمَه الله جمع فِيهِ بَين طَريقَة الْكَلَام وَطَرِيقَة التصوف واتقن الْمسَائِل غَايَة الاتقان حَتَّى رقاها من الْعلم الى العيان وَله رسائل كَثِيرَة فِي التصوف وَغَيره لَا يُمكن تعدادها وَلما مرض الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ الجمالي الْمُفْتِي مُدَّة كَبِيرَة وَعجز عَن كِتَابَة الْفَتْوَى وَقيل لَهُ اختر من الْعلمَاء من يَنُوب منابك فِي كِتَابَة الْفَتْوَى اخْتَار الْمولى المرحوم الشَّيْخ الْمَذْكُور من بَين الْعلمَاء لوثوقه بفقاهته وورعه وتقواه وَمن غرائب مَا جرى بيني وَبَينه أَنِّي اذ كنت مدرسا باحدى الْمِدْرَاس الثمان رَأَيْت فِي الْمَنَام ان النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم اهدى الي تاجا من الْمَدِينَة المنورة وَوَقعت لي هَذِه الْوَاقِعَة فِي الثُّلُث الاخير من اللَّيْل فَقُمْت وَكنت اطالع تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ فِي ذَلِك الزَّمَان فاشتغلت بمطالعته وَلما صليت صَلَاة الْفجْر جَاءَ الي اُحْدُ واتى بِالسَّلَامِ من قبل الشَّيْخ الْمَذْكُور وَقَالَ قَالَ الشَّيْخ الْوَاقِعَة الَّتِي رَآهَا اللَّيْلَة معبرة بانه سيصير قَاضِيا بعد رُؤْيَة هَذِه الْوَاقِعَة مَا دخل عَليّ اُحْدُ قبل ذَلِك الرجل الَّذِي اتى بِالسَّلَامِ من قبل الشَّيْخ فَعلمت انه من قبيل الْكَشْف لَهُ فَذَهَبت اليه بعد أَيَّام فَذكرت لَهُ هَذِه الْوَاقِعَة وَتَعْبِيره لَهَا فَقَالَ نعم هُوَ كَذَلِك فَقلت أَنا لَا أطلب الْقَضَاء فَقَالَ لاتطلب وَلَكِن اذا أعطي بِلَا طلب مِنْك فَلَا ترده وَكَانَ هَذَا أحد أَسبَاب قبولي منصب الْقَضَاء وَتكلم رَحمَه الله تَعَالَى فِي زمن الْوَزير إِبْرَاهِيم باشا بِكَلَام حق فِي بعض الامور فتكدر الْوَزير الْمَزْبُور عَلَيْهِ لذَلِك فخافوا على الشَّيْخ من جِهَته ونصحوا لَهُ بِالسُّكُوتِ عَن أَمْثَال هَذَا الْكَلَام فَقَالَ الشَّيْخ غَايَة مَا فِي الْبَاب ان يقدر على ثَلَاثَة اما الْقَتْل وانه شَهَادَة واما الْحَبْس وَهُوَ الْعُزْلَة وَالْخلْوَة وَالْعُزْلَة طريقتنا واما النَّفْي عَن الْبَلَد وَهُوَ هِجْرَة واحتسب على ذَلِك ثَوابًا من الله تَعَالَى ذهب رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة احدى وَخمسين وَتِسْعمِائَة الى الْحَج وَلما رَجَعَ مِنْهُ فِي السّنة الْقَابِلَة مَاتَ ببلدة قيصرية وَدفن بهَا عِنْد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم القيصري الَّذِي هُوَ شيخ شَيْخه قدس الله سرائرهم
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.