وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى مصلح الدّين مُوسَى بن مُوسَى الاماسي
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى حَافِظًا للكتب فِي جَامع السُّلْطَان بايزيدخان ببلدة اماسيه وَلِهَذَا اشْتهر بَين الانام بحافظ الْكتب قرا ببلاده على عُلَمَاء عصره ثمَّ ارتحل الى بِلَاد الْعَجم وَقَرَأَ على علمائها ايضا ثمَّ ارتحل الى بلادالعرب وقرا على علمائها ايضا ثمَّ حج وأتى بلادالروم واتصل بِخِدْمَة الْمولى الْفَاضِل افضل زَاده ثمَّ سلك مَسْلَك التصوف وَحصل مِنْهُ حظا عَظِيما ثمَّ تقاعد فِي بَلْدَة اماسيه ليقرىء الطّلبَة ويفتي النَّاس وَيعلم الصّبيان وَكَانَ من بَرَكَات الله تَعَالَى فِي أرضه وَكَانَ سليم الطَّبْع حَلِيم النَّفس متواضعا متخشعا متدينا متورعا صَحِيح العقيدة مرضِي السِّيرَة لذيذ الصُّحْبَة محبا للخير وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْعُلُوم كلهَا سِيمَا التَّفْسِير والْحَدِيث وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والادبية وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي الاصول وَالْفِقْه وَكَانَ الْفِقْه نصب عينه قَلما يُوجد من يستحضره مثله وصنف كتابا فِي الْفِقْه جمع فِيهِ متونا عشرَة من الْمُتُون الْمَشْهُورَة وَحذف مكرراتها وَاخْتَارَ فِي ترتيبه طَرِيقا حسنا وَسَماهُ بمخزن الْفِقْه وَكتب بعباراته شرحا بلغ ثَلَاثِينَ كراسا بِخَطِّهِ الدَّقِيق روح الله روحه
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.