خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل:
شاعر، من الكتاب. ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في بيروت، وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858 م، ثم جعل مديرا للجريدة الرسمية ومطبعتها في سورية، فمديرا للأمور الأجنبية فيها. ونظم الشعر الكثير، وتوفي في بيروت. له ديوان في ستة أجزاء سماها (زهر الربى - ط) و (العصر الجديد - ط) و (السمير الأمين- ط) و (الشاديات - ط) و (النفحات - ط) و (الخليل - خ) وله قصص ورسائل، منها (النعمان وحنظلة) وكتاب (وَي إذن لست بافرنجي) و (مختصر روضة المناظر) لابن الشحنة .
-الاعلام للزركلي-
خليل خوري
مؤسس الصحافة العربية في سوريا
تمهيد في النهضة العلمية الحديثة ونصارى الشام
نريد بالنهضة العلمية الحديثة الانتقال الذي أصاب آداب اللغة العربية في القرن الماضي على أثر اختلاطنا بأهل التمدن الحديث، واقتباسنا علومهم المبنية على المشاهدة والاختبار، واقتفائنا آثارهم في إنشاء المطابع والجرائد وغيرها من عوامل التمدن، وكان العلم قبل هذه النهضة لا يزال على النمط القديم الذي بني على أنقاض التمدن اليوناني والفارسي منذ نيف وألف سنة، فكان معولهم في الطب على ابن سينا والزهراوي، وفي الحيوان على الجاحظ والدميري، وفي الكيمياء على جابر والرازي، وفي النبات على ابن البيطار، وقس على ذلك سائر العلوم الطبيعية والرياضية، على أنهم قلما كانوا يشتغلون بهذه العلوم، وإنما كان معولهم في الأجيال الوسطى على العلوم اللسانية؛ كالصرف والنحو والشعر، وبعض العلوم الأدبية؛ وكان ذلك قاصرا تقريبًا على المسلمين – ولا سيما من حيث الشعر واللغة جريًا على سنة الاستمرار ولما جاءنا التمدن الحديث، وقد حمله إلينا نصارى الغرب، كان نصارى الشام أسبق إلى اقتباسه من المسلمين.
وإذا أعملنا الفكرة في تاريخ هذه النهضة في الشام على الخصوص رأيناها مرت في نموها على ثلاثة أطوار: الأول يبدأ بدخول إبراهيم باشا الشام سنة 1832م، وينتهي بحادثة سنة 1860م؛ لأن إبراهيم حمل معه غرض أبيه من التقريب بين الطوائف المختلفة ليجتمع العرب تحت لوائه وينصروه في تأييد دولته، والتفت إلى نصارى الشام على الخصوص لقيام بعض رجالهم في نصرته، وكانت مصر قد سبقت سائر المشرق إلى إنشاء المدارس على النمط الحديث ولا سيما الطب وكان مع إبراهيم جماعة من الأطباء المتخرجين في مدرسة الطب المصرية، وأراد مثل ذلك للسوريين فأجاز لهم إرسال عدد من أبنائهم إلى مدرسة الطب المصرية يتعلمون فيها على نفقة حكومتها - جعل ذلك قاعدة متبعة لم تبطل إلا من عهد قريب.
لم تطل إقامة إبراهيم في الشام فخرج منها سنة 1840م وخلف في نفوس أهلها احتراما للعائلة الخديوية، ورغبة في وادي النيل، وشوقا إلى علومه، فأمه كثيرون تلقوا فيه الطب وغيره، وعادوا إلى بلادهم ينشرون ثمار رقيهم بين أهليهم وذويهم؛ فحدثت في نفوس القوم نهضة رافقها قدوم بعض جالية الإفرنج من المبشرين، وترغيب الناس في تعليم أبنائها مجانا، فنبغ من نصارى الشام غير واحد من الأدباء والشعراء كاليازجي الكبير، وكرامة، ومراش، وحسون، ودلال، وبعضهم اشتغل بالعلوم العصرية كالدكتور مشاقة بالشام، وآخرون بالتاريخ كطنوس الشدياق، ونبغ في هذا الطور أيضا مارون النقاش واضع علم التمثيل في اللغة العربية.
ويبدأ الطور الثاني بالحوادث المشئومة التي أصابت بلاد الشام سنة 1860م، فاهتزت جوانبها وانتقل المصابون من أهلها إلى بيروت، وداخلت فرنسا في شئونها، ووجدت سائر الأمم وسيلة لإنفاذ المبشرين، فابتنوا المدارس الكبرى، وألفوا الجمعيات، وطبعوا الكتب في العلوم الحديثة وغيرها؛ فنشأت طائفة من الأطباء والعلماء والكتاب أنشئوا الصحف وألفوا الكتب أو نقلوها أو لخصوها، وأصبحت بيروت مبعث العلوم العصرية ومنشأ رجال الصحافة وكتَّاب الأدب والسياسة وفي هذا الطور نبغ مؤسسو هذه النهضة، وفيهم أشهر كتاب الشام وشعرائها في القرن الماضي، كالبستاني واليازجي والشدياق وأديب ونقاش وشميل وتقلا ونوفل ومشاقة وخوري وغيرهم، وأكثرهم من المسيحيين اللبنانيين ووافق ذلك قيام إسماعيل على عرش الخديوية المصرية، وقد رغب الناس في النزوح إلى مصر، ونشط أهل الأدب، فنزح إليها جماعة منهم أنشئوا فيها الصحف ومثلوا الروايات وألفوا الكتب ونظموا الشعر وينقضي هذا الطور بالانقلاب السياسي الذي أصاب مصر على أثر الحوادث العرابية.
والطور الثالث يبدأ بالاحتلال الإنكليزي بمصر لتكاثر الوفود من أدباء السوريين في أثنائه إلى وادي النيل للعمل بالأدب أو التجارة أو خدمة الحكومة أو الزراعة أو غيرها، وكان لهم شأن كبير في الحركة العلمية والمالية والصحافية، وكانت الهجرة في أول الأمر قاصرة على المسيحيين، ثم تطرقت إلى المسلمين، فهاجر منهم جماعة من الكتاب والعلماء لأسباب لا محل لها هنا؛ فكأن الشام في الطور الثالث من نهضتها قد تقهقرت إلى الوراء، أو أنها وقفت حيث كانت ويمتاز هذا الطور في بيروت بنبوغ طائفة من أدباء المسلمين اشتغلوا بالصحافة والعلوم الحديثة، فضلا عن الأدب والشعر.
فالنهضة العلمية في الشام مرت على ثلاثة أطوار، يبدأ كل منها بفتح أو ثورة ولا نزال في الطور الثالث.
خليل الخوري
ولد سنة 1836م في الشويفات من أعمال لبنان، ثم انتقلت عائلته إلى بيروت مهجر اللبنانيين؛ ولا سيما بعد دخولها في حوزة الدولة المصرية على عهد إبراهيم، ولم يكن فيها مدارس كبرى، فتلقى مبادئ العلم في بعض المدارس الطائفية للروم الأرثوذكس على ما تأذن به أحوال ذلك العصر، وكان فيه ذكاء ونشاط، ونفسه تبغي العلى فطلب الرقي من طريق القلم، ولا سبيل إليه - يومئذ - إلا بخدمة الحكومة، وهي عسيرة على غير المسلمين إلا لمن تفقه بالعلم وأتقن اللغة التركية؛ فأخذ يتعلمها، وتعلم اللغة الفرنساوية على أساتذة مخصوصين حتى أتقنهما تكلما وكتابة، فتاقت نفسه للاشتغال بالقلم، فأقدم على الصحافة - وهو أول من فعل ذلك في الشام - فأنشأ جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1857م قبل انقضاء الطور الأول من هذه النهضة وهو في الحادية والعشرين من عمره، وما زالت تصدر وحدها في بيروت حتى صدر الجنان للبستاني سنة 1870م، وظلت الحديقة تصدر إلى سنة 1906م فأوقفها مراعاة لصحته.
وأفضت مصر إلى سعيد باشا سنة 1854م، وشخص إلى الشام سنة 1859م، وأقام في بيروت ثلاثة أيام، فاحتفل به وجهاؤها، وكان إذا مشى في الطرقات نثر الذهب على الناس، فأحبوه ورغبوا في بلده، ولا يقدم على ذلك غير الأديب الهمام، فشخص صاحب الترجمة إلى مصر، وكان ينظم الشعر من صباه، فنظم قصيدتين رفعهما إلى سعيد باشا، وحظي بمقابلته فأعجبه أدبه وذكاؤه، فعهد إليه أن يؤلف كتابا في تاريخ مصر، فعاد إلى سوريا والحرب الأهلية ناشبة أظفارها، وقد جرت المذابح في دمشق وحاصبيا ودير القمر وغيرها، وألف الباب العالي لجنة دولية، مندوبها العثماني فؤاد باشا الشهير، فاحتاج إلى رجل يحسن التفاهم بينه وبين الناس فوقع اختياره على صاحب الترجمة، فتعيَّن في معيته، وكان رفيقه في مهمته، ولما رجع فؤاد ظل خليل بمعية قبولي باشا إلى الفراغ من تلك المهمة.
وكان في أثناء ذلك يشتغل بتأليف تاريخ مصر، ففرغ منه سنة 1864م، وقد صارت الخديوية إلى إسماعيل باشا، فحمل الكتاب إليه فأجازه بألفي جنيه، ولم نقف على ذلك الكتاب ولا سمعنا به قبل البحث عن ترجمة هذا الفقيد. وعاد خليل إلى سوريا وقد أصبح موضع إعجاب رجال الدولة، فجعلت الحكومة جريدته رسمية لنشر أوامرها وأخبارها.
ولما أُنشئت مطبعة سورية وجريدتها عهدت إليه بإدارتها، وأوعزت إليه حكومة لبنان على عهد فرنكو باشا أن يصدر جريدته باللغتين العربية والفرنساوية، وبذلت في مقابل ذلك ثلاثة آلاف قرش كل شهر، وعهدت إليه الحكومة العثمانية بتفتيش المدارس غير المسلمة في سوريا، وعينته مديرا للمطبوعات فيها، وهي توالي عليه الإنعام بالرتب والنياشين، ثم عينته سنة 1880م مديرا للأمور الأجنبية في ولاية سوريا، وظل في هذا المنصب حتى أحيل على المعاش قبيل وفاته.
وكان له شقيق أديب اسمه سليم، فيه نشاط أخيه وذكاؤه، فاشترك مع سميه المرحوم سليم شحادة في تأليف معجم مطول في التاريخ والجغرافية - لو تم لكان أحسن ذخيرة لآداب اللغة العربية - سميَاه آثار الأدهار.
فتوفي سليم الخوري سنة 1875م، ولم يصدر من الكتاب إلا بضعة أجزاء، فتوقف العمل وكانت تلك الوفاة صدمة قوية على صاحب الترجمة، وخسارة كبيرة على اللغة العربية.
صفاته وأعماله.
كان (رحمه الله) طويل القامة، حيوي المزاج، قوي البنية، أبيض اللون، أشهل العينين، أسود الشعر، بشوشا مع هيبة ووقار، وكان دمث الأخلاق، حسن المحاضرة، رقيق الجانب، ميالا إلى البساطة، بعيدا عن الأبهة والبهرجة، رحب الصدر، متوقد الذهن، سريع الخاطر، رقيق الإحساس، وتظهر رقة شعوره على الخصوص في شعره الغزلي، وكان وجيها، حسن الوفادة، بيته منزل الولاة والوزراء، يرتاحون فيه من عناء الأسفار، وله صداقة مع رجال الدولة، وكلمته نافذة عندهم، ونال الأوسمة والنياشين من معظم دول أوروبا، فضلا عن رتب الدولة العلية ونياشينها.
وجمع إلى الوجاهة والسياسة الأدب والشعر، فرافق هذه النهضة من أولها، وكان له شأن في أكثر عواملها؛ فقد رأيت أنه مؤسس الصحافة السورية، وقد أنشأ مطبعة نشر فيها عدة كتب وهو من مؤسسي الشعر المصري، وكان شاعرا مطبوعا يميل بشعره إلى السهولة والرشاقة، وقد نظم الشعر في صباه وشبابه وكهولته وشيخوخته، وله عدة دواوين مطبوعة أكثرها في الغزل والمديح والتهنئة والرثاء، وأكثر مدحه للسلاطين ورجال الدولة؛ ولذلك سموه شاعر الدولة، وكان لطريقته بالشعر العصري وقع حسن لدى المستشرق رينو الفرنساوي، فنقل مثالا منها إلى اللغة الفرنساوية نشره في المجلة الآسيوية الفرنساوية وفي الديبا وغيرهما.
وذكره لامارتين الفرنساوي الشهير في مؤلفاته، وأثنى عليه وأظهر إعجابه به، وكانت بينهما صداقة ومراسلة، على أنه كان صديقا لكثيرين من أدباء معاصريه من شعراء الترك والفرس والعرب، وأشهر دواوينه (زهر الربى) و (العصر الجديد) و (السمير الأمين) و (الشاديات) (والفتحات) وكلها مطبوعة وتحتوي على ما نظمه إلى سنة 1884م، أما منظوماته بعد ذلك فهي مجموعة في ديوان كبير لم يطبع، ويمتاز عن سائر الشعراء أنه لم يستجد بشعره قط، ولولا ضيق المقام لأتينا بأمثلة من منظومه، وأحسنه في النسيب.
وله - فضلا عن الشعر - كتب ومقالات في مواضيع شتى، أكثرها منشور في جريدته، ومنها رواية (النعمان) و (حنظلة) المشهورة، وهي التي نظمها بعد ذلك المرحوم الشيخ خليل اليازجي وسماها (المروءة والوفاء)، وترجمها إلى الفرنساوية ميشيل بك سرسق وله رواية اجتماعية أخلاقية نشرها في الحديقة اسمها (وي إذن لست بإفرنجي) وترجم عن التركية كتاب تكملة العبر لصبحي باشا، وهو تتمة تاريخ ابن خلدون، وطبعه وتولى إدارة ترجمة الدستور التي قام بها المرحوم نوفل نوفل، وطبع مجلديه الأول والثاني، ونشر عدة كتب مفيدة، وله خطب كثيرة بعضها غير مطبوع، وكان منشطا للمشروعات الأدبية الخيرية من الجمعيات أو المدارس أو الصحف أو غيرها.
ولصاحب الترجمة حادثة غريبة في زواجه يندر اتفاقها؛ وذلك أنه أحب في شبابه نحو سنة 1860م سيدة فاضلة من آل بسترس، اسمها كاتبة ابنة موسى بسترس، وكانت من العلم والأدب على جانب عظيم، وقد حال أهلها دون اقترانهما، وزفت كاتبة إلى وجيه من آل نوفل، ثم توفيت وله منها ابنتان، فتزوج خليل إحداهما (ظافر) سنة 1887م، ولم تعش معه إلا سنة - رحمهما الله.
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر، تأليف جُرجي زيدان، ج/2 – ص: 151 – 156.
خليل الخوري
(1836 ـ 1907م)
أصله ونشأته: هو خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل بن عبده الخوري، ولد في 28 تشرين الأول سنة 1836م في الشويفات من أعمال جبل لبنان، وانتقل به والده إلى بيروت فتلقى أصول اللغة العربية في مدرسة الروم الأرثوذكس، وزاولها حتى أتقنها، ثم تعلم اللغتين التركية والفرنسية على أساتذة مخصوصين فأجاد فيهما.
في الصحافة: وفي سنة 1858م أنشأ صحيفة (حديقة الأخبار) فكانت أول جريدة عربية صدرت برخصة رسمية، وكان من رجال النهضة الأدبية في القرن التاسع عشر بما وضعه من التآليف.
أدبه: نظم المترجم الشعر منذ حداثته، فنبغ في هذا الفن كما شهد له بذلك الشيخ ناصيف اليازجي في قصيدة مدحه بها وختمها بهذين البيتين:
يا هلالاً قد أرانا
في الدجى وجهاً جميلا
سوف نلقى منك بدرا
كاملاً يدعى خليلا
خلَّف هذا الشاعر المجيد ستة دواوين شعرية في مواضيع مختلفة بلغ مجموع أبياتها 10874 بيتاً، وهـي: 1 ـ زهـر الربـى في شعر الصبا، 2 ـ العصر الجديد، 3 ـ السمير الأمين، 4 ـ الشاديات، 5 ـ النفحات، 6 ـ الخليل، والديوان الأخير لم يطبع بعد، وقد نظم الشعر في أربعة أدوار حياته فتىً وشابًّا، وكهلاً وشيخاً، وشعره طبيعي منسجم من السهل الممتنع، وقد تناول في شعره الغزل والمديح والتهنئة والرثاء، وامتاز بمدح السلاطين حتى دعي (شاعر الدولة)، وقد نال الوسام المجيدي، وترجم بعض أشعاره إلى اللغة الفرنسية الموسيو رينو رئيس الجمعية الآسيوية في باريس، كان شاعراً مطبوعاً سيال القريحة، واسع الخيال، لطيف المعاني، رقيق الغزل، مكثراً من النسيب وإيضاح خفايا الحب ووصف وقائع المحبين، حتى سمي «قيس زمانه وجميل عصره»، وعُدَّ من مشاهير العرب الممتازين بالوصف الغرامي، وما خلا شعره من لمحات فلسفية وردت في بعض قصائده، وقد عزَّ الشعر بعدم استخدامه إياه وسيلة للاستجداء وجني المال.
ومن شعره البديع في الغزل:
ذهب العقل فمن يرجعه
وسطا العشق فمن يمنعه
بدر حسن قد سباني حسنه
جل باري لطفه مبدعه
شفني وجد به تيمني
حبه حيرني برقعه
فأنا الآن معنى حائر
ليس تطفي ناره أدمعه
أسرتني بالهوى الخود التي
سلبت رشدي فلا ترجعه
غادة ذابت من اللطف كما
ذاب قلبي والهوى يصرعه
نصفها ذاب من اللطف كما
ماس ذاك الخصر إذ تدفعه
تتجلى بجمال وبها
ولها الحسن انتهى أجمعه
عقرب الشعر على الفرق لوى
يجذب القلب كما يلسعه
وجلا الصدر سني فجر على
مطلع الصبح علا مطلعه
أنجم الأزرار دارت حوله
تمنع النهد ولا تمنعه
ومنها:
مسها حر الهوى فانعطفت
لمحب مزقت أضلعه
ثم مالت حينما خالجني
أملٌ عن فكرتي تنزعه
أعرضت عني وقالت يا فتى
أنت لا تعلم ما تصنعه
رح إلى أهلك عني إنما
أنت صبٌّ غره مطمعه
مؤلفاته: ألف رواية تمثيلية، النعمان وحنظلة، وكتاب أخلاقي بعنوان (وي إذن لست بإفرنجي)، وضعه على أسلوب القصة وضمنه انتقاداً دقيقاً على الأخلاق والعادات، و(خرابات سوريا)، وهو خطاب ألقاه في آذار سنة 1859م في الجمعية العلمية في بيروت، و(تاريخ مصر)، وضعه بإيعاز من سعيد باشا خديو مصر، وقد أكمله وقدمه للخديو إسماعيل فأجازه عليه بألفي جنيه، و(النشائد الفؤادية)، يتضمن ترجمة فؤاد باشا الصدر الأعظم مع القصائد التي نظمها له المؤلف، و(تكملة العبر)، عربه عن كتاب تاريخي، وهو تتمة لتاريخ ابن خلدون يتضمن اقتسام قواد الإسكندر الكبير ممالكه بعد وفاته، و(الكواكب العثمانية في تاريخ الدولة العلية)، وهو تاريخ شعري منقطع النظير يتضمن منشأ سلاطين آل عثمان وعلو شأن دولتهم، وهو من بحر واحد وقافية واحدة، وفيه ما يزيد على (3100) بيت، ومقتطف تاريخي من كتاب (روضة الأوائل والأواخر لابن الشحنة).
وبالنظر لعزة نفسه وعدم استجدائه بشعره فقد نال عدة جوائز مهمة أتحفه بها الملوك والعظماء.
خدماته: وبعد فتنة سوريا سنة 1860م عينه فؤاد باشا مأموراً بمعيته، وفي سنة 1865م فوضت إليه ولاية سورية بإدارة مطبعتها وجريدتها الرسمية، وفي سنة 1870م عين مفتشاً للمكاتب غير الإسلامية ومديراً للمطبوعات في ولاية سورية، وفي سنة 1880م عين مديراً للأمور الأجنبية، ومن مآثره أنه أنشأ الجمعية الخيرية الأرثوذكسية في بيروت.
قرانه: وفي سنة 1887م سافر إلى لندن فاقترن بتاريخ 4 آب بالسيدة ظافر بنت حبيب نوفل، وحفيدة موسى بسترس، وعاد العروسان إلى بيروت، وبعد مئة يوم من تاريخ قرانه أصيب المترجم بفقد زوجته وهي في الخامسة والعشرين من عمرها.
وفاته: وفي 29 تشرين الأول سنة 1907 توفاه الله، فأقيم له مأتم عظيم.
أعلام الأدب والفن لأدهم الجندي ج 2 ص 333