أحمد بن محمد المنزلاوي: أحمد بن محمد بن داود، الشيخ الصالح الورع الزاهد محيي السنة المحمدية في دمياط، والمنزلة الشيخ شهاب الدين المنزلاوي. كان محدثاً فقيهاً، صوفياً كريماً، يخدم الفقراء بنفسه كما كان والده، وكان يقري الضيوف كثيراً، وتظهر عليه الخوارق في ذلك، فربما وضع الماء والأرز في القمر، فيجعل الله تعالى فيه الدسم من لبن وغيره حتى، يقول الضيف: ما ذقت ألذ منه، وربما ملأ الإبريق من البئر شيرجاً أو عسلاً للضيوف، وكان له هيبة عند الحكام، وكان قائماً بشعار السنة في بلاد المنزلة، وإزالة المنكر بحيث لا يقدر أحد أن يتظاهر فيها بمعصية، أو ترك صلاة. توفي سنة إحدى وخمسين وتسعمائة، ودفن عند والده بالسمية عن نيف وثمانين سنة.
كان ملازماً للعمل بالكتاب والسنة لا يزيغ عنها في شيء من أحواله، وكان يدرس العلم ويقرىء كتب التصوف في زاويته على بحيرة دمياط وتنيس، وكان يقول: من أراد حفظ السنة فليعمل بها، فإنها تتقيد عنده ولا ينساها، وكان مورداً للضيوف الواردين من دمياط والصادرين.
- الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة -
الشيخ شهابُ الدين بنُ محمدِ بنِ داود المنزلاويُّ - رضي الله عنه -.
قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في "طبقاته الكبرى" في حقه: الشيخ الصالح السني المحمدي، كان ملازمًا للعمل بالكتاب والسنة، ما رأت عيني بعد الشيخ محمد بن عثمان (وجدنا في طبقات الشعراني: محمد بن عنان، وليس ابن عثمان، (ج 2 ص 187).) أضبطَ للسنة منه، وكان يقول: من أراد حفظ السنة، فليعمل بها؛ فإنها تتقيد عنده، ولا ينساها، وكان يدرس العلم، ويقرأ كتب التصوف في زاويته على بحيرة دمياط.
وكان موردًا للضيوف الواردين من دمياط والصادرين، صحبته - رضي الله عنه - نحوًا من أربعين سنة، ما رأيته قط زاغ عن السنة في شيء من أحواله، انتهى.
مات سنة 951 عن نيف وثمانين سنة. وقال في ترجمة والده: محمد بن داود وولده الشيخ شهاب الدين، كان يُضرب به المثل في اتباع الكتاب والسنة، وما رأيت في عصري هذا أضبطَ منه للسنة، ولا من الشيخ يوسف الحريثي، انتهى.
أَهِيمُ بِلَيْلَى ما حَيِيتُ وَإِنْ أَمُتْ ... أُوَكِّلْ بِلَيْلَى مَنْ يَهيمُ بِها بَعْدي
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.