محمد بن عبد الرحمن العلوي
وفي زوال يوم الخميس ثامن عشر رجب (عام تسعين ومائتين وألف) توفي السلطان الجليل سيدي محمد بن عبد الرحمن بن هشام بمدينة مراكش، العالم المشارك المطلع المتأنى في الأمور. استخلفه والده على فاس عام خمسة وخمسين ومائتين وألف وتولى قيادة الجيش المغربي في وقعة إسلي عام ستين ومائتين وألف. وبعد جلوسه على العرش احتلت اسبانيا مدينة تطوان، له مآثر تذكر وخصوصا بمدينة فاس، منها بناء ضريح الشيخ أحمد الشاوي كما تقدم، وبناء مسجد عظيم بفاس الجديد، وبناء مدرسة الوادي بحومة مصمودة وجعلها مسجدا تقام به صلاة الجمعة بعد ما هدم بيوتها وجعل لها صومعة وذلك حين أصبح رجل مذبوحا بها لأن بيوتها كانت تسكنها العامة فقط إلى غير ذلك. تولى الملك بعد موت أبيه المولى عبد الرحمان كما تقدم، ودفن بروضة جده المولى علي بباب أيلان بمراكش، وقد مرت بك بعض حوادثه.
إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع- لعبد السلام بن عبد القادر ابن سودة.