علي بن محمد بن محمد بن وفا أبو الحسن القرشي

ابن وفا علي

تاريخ الولادة759 هـ
تاريخ الوفاة807 هـ
العمر48 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • القاهرة - مصر
  • مصر - مصر

نبذة

عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْحسن الْقرشِي الْأنْصَارِيّ كَذَا رَأَيْته بِخَط بَعضهم السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الشاذلي الْمَالِكِي الصُّوفِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن وفا وَمن ذكر فِي آبَائِهِ مُحَمَّدًا ثَالِثا فقد وهم

الترجمة

عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْحسن الْقرشِي الْأنْصَارِيّ كَذَا رَأَيْته بِخَط بَعضهم السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الشاذلي الْمَالِكِي الصُّوفِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن وفا وَمن ذكر فِي آبَائِهِ مُحَمَّدًا ثَالِثا فقد وهم. ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ هُوَ وَأَخُوهُ فِي كَفَالَة وصيهما الشَّيْخ مُحَمَّد الزلعي فأدبهما وفقههما، وَكَانَ هَذَا على أحسن حَال وأجمل طَريقَة فَلَمَّا بلغ سبع عشرَة سنة جلس مَكَان أَبِيه وَعمل الميعاد وشاع ذكره وَبعد صيته وانتشر أَتْبَاعه وَذكر بمزيد الْيَقَظَة وجودة الذِّهْن والترقي فِي الْأَدَب والوعظ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَت أَكثر إِقَامَته فِي الرَّوْضَة قريب المشتهى، وَكَانَ يقظا حاد الذِّهْن. اشْتغل بالأدب والوعظ وَحصل لَهُ أَتبَاع وأحدث ذكرا بألحان وأوزان يجمع النَّاس عَلَيْهِ، وَله نظم كثير واقتدار على جلب الْخلق مَعَ خفَّة ظَاهِرَة اجْتمعت بِهِ مرّة فِي دَعْوَة فأنكرت على أَصْحَابه إيماءهم إِلَى جِهَته بِالسُّجُود فَتلا هُوَ وَهُوَ يَدُور فِي وسط السماع فأينما توَلّوا فثم وَجه الله فَنَادَى من كَانَ حَاضرا من الطّلبَة كفرت كفرت فَترك الْمجْلس وَخرج هُوَ وَأَصْحَابه قَالَ: وَكَانَ أَبوهُ معجبا بِهِ وَأذن لَهُ فِي الْكَلَام على النَّاس وَهُوَ دون الْعشْرين انْتهى. وَهَذَا غير مُسْتَقِيم مَعَ كَونه فِي الدُّرَر أرخ موت وَالِده فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فَالله أعلم ثمَّ قَالَ شَيخنَا: وَله من التصانيف الْبَاعِث على الْخَلَاص فِي أَحْوَال الْخَواص والكوثر المترع من الأبحر الْأَرْبَع يَعْنِي فِي الْفِقْه وديوان شعر وموشحات وفصول مواعظ وشعره ينعق بالاتحاد المفضي إِلَى الْإِلْحَاد وَكَذَا نظم أَبِيه فِي أَوَاخِر أمره نصب فِي دَاره منبرا وَصَارَ يُصَلِّي الْجُمُعَة هُوَ وَمن يصاحبه مَعَ أَنه مالكي الْمَذْهَب يرى أَن الْجُمُعَة لَا تصح فِي الْبَلَد وَلَو كبر إِلَّا فِي الْمَسْجِد الْعَتِيق من الْبَلَد قَالَ وَمن شعره:
(أَنا مكسور وَأَنْتُم أهل جبر ... فارحموني فَعَسَى يجْبر كسري)

(يَا كرام الْحَيّ يَا أهل العطايا ... انْظُرُوا لي واسمعوا قصَّة فقري)
وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه اشْتغل بالأدب والعلوم وتجرد مُدَّة وَانْقطع ثمَّ تكلم على النَّاس ورتب لأَصْحَابه أذكارا بتلاحين مطبوعة استمال بهَا قُلُوب الْعَوام ونظم ونثر وَكَانَ أَصْحَابه يتغالون فِي محبته وَفِي تَعْظِيمه ويفرطون فِي ذَلِك، لَقيته مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَسمعت كَلَامه وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبِيه: من درره أَنه أنشأ قصائد على طَرِيق ابْن الفارض وَغَيره من الاتحادية وَنَشَأ ابْنه على طَرِيقَته فاشتهر فِي عصرنا كاشتهار أَبِيه ثمَّ أَخُوهُ أَحْمد من بعده ثمَّ ذُرِّيتهمْ ولأتباعهم فيهم غلو مفرط، وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ جميل الطلعة مهابا منظما صَاحب كَلَام بديع ونظم جيد وتعددت أَتْبَاعه وَأَصْحَابه ودانوا بحبه واعتقدوا رُؤْيَته عبَادَة واتبعوه فِي أَقْوَاله وأفعاله وبالغوا فِي ذَلِك مُبَالغَة زَائِدَة وَسموا ميعاده المشهد وبذلوا لَهُ رغائب أَمْوَالهم هَذَا مَعَ تحجبه وتحجب أَخِيه التحجب الْكثير إِلَّا عِنْد عمل الميعاد أَو البروز لقبر أَبِيهِم أَو تنقلهم إِلَى الْأَمَاكِن بِحَيْثُ نالا من الْحَظ مَا لم يرتق إِلَيْهِ من هُوَ فِي طريقهم حَتَّى مَاتَ يَعْنِي بمنزله فِي الرَّوْضَة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَدفن عِنْد أَبِيه بالقرافة قَالَ: وَلم أر قطّ جَنَازَة من الخفر مَا رَأَيْت على جنَازَته وَأَصْحَابه أَمَامه يذكرُونَ الله بطريقة تلين لَهَا قُلُوب الجفاة وَقَالَ غَيره: كَانَ فَقِيها عَارِفًا بفنون من الْعلم بارعا فِي التصوف حسن الْكَلَام فِيهِ يعجب الصُّوفِيَّة غالبه مستحضرا للتفسير بل لَهُ تَفْسِير ونظم جيد وديوانه متداول بِالْأَيْدِي وجيد شعره أَكثر من رديئه وَأما نظمه فِي التلاحين والخفائف وتركيزه للأنغام فغاية لَا تدْرك وتلامذته يتغالون فِيهِ إِلَى حد يفوق الْوَصْف انْتهى. وللحافظ الزين الْعِرَاقِيّ الْبَاعِث على الْخَلَاص من حوادث الْقصاص قرأته على من سَمعه مِنْهُ أَشَارَ فِيهِ للرَّدّ على صَاحب التَّرْجَمَة وَقَالَ لي شَيخنَا التقي الشمني إِن مُصَنفه الْمَاضِي عمله لرده، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.

 

علي بن محمد بن محمد بن وفا، أبو الحسن القرشي الأنصاري الشاذلي المالكي:
متصوف، إسكندري الأصل. مولده ووفاته بالقاهرة.
له مؤلفات، منها " الوصايا - خ " رسالة، و " الباعث على الخلاص في أحوال الخواص " و " العروش - خ " في شستربتي (3692) و " الكوثر المترع من الأبحر الأربع " في الفقه، و " المسامع الربانية - خ " تصوف، و " مفاتيح الخزائن العلية - خ " تصوف، و " ديوان شعر وموشحات - خ " قال السخاوي: وشعره ينعق بالاتحاد المفضي إلى الإلحاد، وكذا نظم أبيه في أواخر أمره. وقال أيضا: كثر أتباعه وأتباع أبيه فرتب لهم أذكارا بتلاحين كان يستميل بها قلوب العوام. وأثنى عليه المقريزي، فقال: كان جميل الطريقة، مهيبا معظما، دان أصحابه بحبه، واعتقدوا رؤيته عبادة وبذلوا له رغائب أموالهم. وقال الشعراني: لم ير في مصر أجمل منه وجها ولا ثيابا "  .

-الاعلام للزركلي-

 

الخطيب أبو الحسن علي ابن العارف بالله محمد وفا القرشي الشاذلي: الشائع الذكر البعيد الصيت الجليل القدر الشيخ الكامل القطب الواصل تركه والده صغيراً وأخاه أحمد في كفالة الزيلعي. ووالدهما أخذ عن الشيخ داود ما خلا. ترجم لأهل هذا البيت جماعة منهم الشعراني في طبقاته وقال في حق أبي الحسن المذكور وكان في غاية من الظرف والجمال وله نظم شائع وموشحات ظريفة ومؤلفات شريفة أعطى لسان الفرق والتفصيل زيادة على الجمع وقليل من الأولياء من أعطى ذلك وله كلام عال في الأدب ووصية نفيسة في مجلدات من تآليفه كتاب الباعث على الخلاص في أحوال الخواص والكوثر المترع في أحوال الأبحر الأربع وديوان شعر وموشحات كثيرة وتفسير. قال أبو الطيب بن علوان: هو سيدنا وجد الطبقة ونقطة الدائرة على الإطلاق قطب الوجود ونقطة أهل الشهود، سمعت منه كثيراً من حكمه وهي أكثر من أن نأتي عليها، ومن كلامه قصيدة تزيد على الألفين قالها ارتجالاً منها:
دع الحساد هلكى في المجال ..... فقد وجبت لك الرتب العوالي
تنعم أنت في دعة وكشف ..... وذرهم في التجالد والجدال
مولده سنة 761 هـ وتوفي في ذي الحجة سنة 807 هـ[1404م].


 شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف

الأستاذ علي بن محمد وفا.
ذكر له الشعراني ترجمة كاملة في "طبقاته"، وقال: كان في غاية الظرف والجمال، لم ير في مصر أجمل منه وجهًا ولا ثيابًا، وله نظم شائع، وعدة مؤلفات شريفة، وكان يقول: علماء السوء أضرُّ على الناس من إبليس، يلبسون الحقَّ بالباطل، ويزيدون الأحكام على وفق الأغراض والأهواء بزيغهم وجدالهم، فمن أطاعهم، ضلَّ سعيهُ، وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، فاستعذ بالله منهم، واجتنبهم، وكن مع العلماء الصادقين. وكان يقول: من المتفقهين تستفيد دعوى العلم بأحكام الدين، ومن العلماء العاملين تستفيد العمل بأحكام الدين، فانظر أيُّ الفائدتين أقربُ قُربى عند رب العالمين، فاستمسكْ بها. وكان يقول: لا تطلب ألا يكون لك حاسد، ولا ألا يحسدك حاسد؛ فإن الحكم الوجودي اقتضى مقابلة النعم بالحسد، فمن طلب ألا يكون له حاسد، فقد طلب ألا تكون له نعمة، ومن طلب الوقاية من شر الحاسد المتحققِ الحسد، فقد طلب ظهور النعمة عليه مع الأمان من التشويش ومن فيها، فافهم. فلذلك قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 1 - 5] وأتى: بإذا، ولم يقل: إن حسد، فافهم! انتهى. قلت:
هُمْ يُحْسَدون وشَرُّ الناسِ كُلَّهِمِ ... مَنْ عاشَ في الناس يومًا غيرَ محسودِ
اللهمَّ لك الحمدُ على ما جعلتني محسودًا لأعدائي، ولم تجعلْني حاسدًا، فقِني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.