طليحة بن خويلد الأسدي
تاريخ الوفاة | 21 هـ |
مكان الوفاة | نهاوند - إيران |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
طليحة بن خويلد الأسدي.
ارتد بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وادعى النبوة، وكان فارسا مشهورا بطلا، واجتمع عليه قومه، فخرج إليهم خالد بن الوليد في أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانهزم طليحة وأصحابه، وقتل أكثرهم، وكان طليحة قد قتل هو وأخوه عكاشة بن محصن الأسدي [وثابت بن أقرم ] ، ثم لحق بالشام، فكان عند بني جفنة حتى قدم مسلما مع الحاج المدينة، فلم يعرض له أبو بكر، ثم قدم زمن عمر بن الخطاب، فَقَالَ له عمر: أنت قاتل الرجلين الصالحين- يعني ثابت بن أقرم، وعكاشة بن محصن، فَقَالَ: لم يهني الله بأيديهما وأكرمهما بيدي. فَقَالَ: والله لا أحبك أبدا. قَالَ: فمعاشرة جميلة يا أمير المؤمنين. ثم شهد طليحة القادسية، فأبلى فيها بلاء حسنا.
وذكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ مُقْرِنٍ: استشر واستعن في حربك بطليحة، وعمرو بن معديكرب، ولا تولهما من الأمر شيئا، فإن كل صانع أعلم بصناعته.
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.
طليحة بن خويلد
طليحة بْن خويلد بْن نوفل بْن نضلة بْن الأشتر ابن حجوان بْن فقعس بْن طريف بْن عمرو بْن قعين بْن الحارث بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر الأسدي الفقعسي، كان من أشجع العرب، وكان يعد بألف فأرسل، قال الواقدي: قدم وفد أسد بْن خزيمة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهم طليحة بْن خويلد سنة تسع ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أصحابه، فسلموا وقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، جئناك نشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك عبده ورسوله، ولم تبعث إلينا، ونحن لمن وراءنا، فأنزل اللَّه تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} الآية.
فلما رجعوا تنبأ طليحة في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأرسل إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرار بْن الأزور الأسدي ليقاتله فيمن أطاعه، ثم توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعظم أمر طليحة، وأطاعه الحليفان أسد وغطفان، وكان يزعم أَنَّهُ يأتيه جبريل بالوحي، فأرسل إليه أَبُو بكر رضي اللَّه عنه، خَالِد بْن الْوَلِيد، فقاتله بنواحي سميراء وبزاخة، وكان خَالِد قد أرسل ثابت بْن أقرم، وعكاشة بْن محصن، فقتل طليحة أحدهما، وقتل أخوه الآخر، وكان معه عيينة بْن حصن، فلما كان وقت القتال أتاه عيينة بْن حصن، فقال: هل أتاك جبريل؟ فقال: لا، فأعاد إليه مرتين، كل ذلك يقول: لا، فقال عيينة: لقد تركك أحوج ما كنت إليه! فقال طليحة: قاتلوا عن أحسابكم، فأما دين فلا دين!.
ولما انهزم طليحة لحق بنواحي الشام، فأقام عند بني جفنة حتى توفي أَبُو بكر، ثم خرج محرمًا في خلافة عمر بْن الخطاب، فقال له عمر: أنت قاتل الرجلين الصالحين، يعني ثابت بْن أقرم، وعكاشة؟ فقال طليحة: أكرمهما اللَّه بيدي، ولم يهني بأيديهما، وَإِن الناس قد يتصالحون عَلَى الشنان، وأسلم طليحة إسلامًا صحيحًا، وله في قتال الفرس في القادسية بلاء حسن، وكتب عمر بْن الخطاب إِلَى النعمان بْن مقرن رضي اللَّه عنهما: أن استعن في حربك بطليحة، وعمرو ابْن معديكرب، واستشرهما في الحرب، ولا تولهما من الأمر شيئًا، فإن كل صانع أعلم بصناعته.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
طُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ الْأَشْتَرِ بْنِ جَحْوَانَ بْنِ فَقْعَسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قُعَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَكَانَ طُلَيْحَةُ يُعَدُّ بِأَلْفِ فَارِسٍ لِشِدَّتِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَبَصَرِهِ بِالْحَرْبِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَافِدِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ تِسْعٍ , وَفِيهِمْ طُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، وَقَالَ مُتَكَلِّمُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَجِئْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَمْ تَبْعَثْ إِلَيْنَا بَعْثًا , وَنَحْنُ لِمَنْ وَرَاءَنَا سِلْمٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا، قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ، بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17] " قَالُوا: فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ ارْتَدَّ طُلَيْحَةُ وَأَخُوهُ سَلَمَةُ بِبَنِي أَسَدٍ فِيمَنِ ارْتَدَّ مِنْ أَهْلِ الضَّاحِيَةِ، وَادَّعَى طُلَيْحَةُ النُّبُوَّةَ، فَلَقِيَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِبَزَاخَةَ، فَأَوْقَعَ بِهِمْ، وَهَرَبَ طُلَيْحَةُ حَتَّى قَدِمَ الشَّامَ، فَأَقَامَ عِنْدَ آلِ جَفْنَةَ الْغَسَّانِيِّينَ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ خَرَجَ مُحْرِمًا بِالْحَجِّ، فَقَدِمَ مَكَّةَ، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ قَالَ: يَا طُلَيْحَةُ , لَا أُحِبُّكَ بَعْدَ قَتْلِ الرَّجُلَيْنِ الصَّالِحِينَ: عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ، وَثَابِتِ بْنِ أَقْرَمَ. وَكَانَا طَلِيعَتَيْنِ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَلَقِيَهُمَا طُلَيْحَةُ وَسَلَمَةُ ابْنَا خُوَيْلِدٍ فَقَتَلَاهُمَا، فَقَالَ طُلَيْحَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَجُلَيْنِ أَكْرَمَهُمَا اللَّهُ بِيَدِي، وَلَمْ يُهِنِّي بِأَيْدِيهِمَا، وَمَا كُلُّ الْبُيُوتِ بُنِيَتْ عَلَى الْمَحَبَّةِ، وَلَكِنْ صَفْحَةٌ جَمِيلَةٌ , فَإِنَّ النَّاسَ يَتَصَافَحُونَ عَلَى الشَّنَآنِ. وَأَسْلَمَ طُلَيْحَةُ إِسْلَامًا صَحِيحًا وَلَمْ يُغْمَصْ عَلَيْهِ فِي إِسْلَامِهِ، وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ، وَنَهَاوَنْدَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَتَبَ عُمَرُ: أَنْ شَاوِرُوا طُلَيْحَةَ فِي حَرْبِكُمْ، وَلَا تُوَلُّوهُ شَيْئًا
-طبقات ابن سعد الطبقة الرابعة من الصحابة ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك-
طليحة بن خويلد الأسدي، من أسد خزيمة: متنبئ، شجاع، من الفصحاء، يقال له (طليحة الكذاب) كان من أشجع العرب، يعد بألف فارس - كما يقول النووي - قدم على النبي صلّى الله عليه وسلم في وفد بني أسد، سنة 9 هـ وأسلموا. ولما رجعوا ارتدّ طليحة، وادعى النبوة، في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوجه إليه ضرار بن الأزور، فضربه ضرار بسيف يريد قتله، فنبا السيف، فشاع بين الناس أن السلاح لا يؤثر فيه. ومات النبي صلى الله عليه وسلم فكثر أتباع طليحة: من أسد، وغطفان، وطيِّئ. وكان يقول: إن جبريل يأتيه. وتلا على الناس أسجاعا أمرهم فيها بترك السجود في الصلاة. وكانت رايته حمراء. وطمع بامتلاك المدينة، فهاجمها بعض أشياعه، فردهم أهلها. وغزاه أبو بكر، وسير إليه خالد بن الوليد، فانهزم طليحة إلى بزاخة (بأرض نجد) وكان مقامه في سميراء (بين توز والحاجر - في طريق مكة) وقاتله خالد، ففرّ إلى الشام. ثم أسلم بعد أن أسلمت أسد وغطفان كافة. ووفد على عمر، فبايعه في المدينة. وخرج إلى العراق، فحسن بلاؤه في الفتوح. واستشهد بنهاوند .
-الاعلام للزركلي-