حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني:
شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصفا بالسخاء. له ديوان سماه (الدر اليتيم - ط) وكتاب (العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل - ط) جزان، و (الأشجان في مراثي خير إنسان - خ) و (دمية القصر في شعراء العصر - خ) وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين .
-الاعلام للزركلي-
حيدر بن سليمان بن داود بن سليمان
أديب له في الأدب اليد الطولى، ومن التأليف في أنواع العلوم ما يشهد له بكمال المعرفة فروعاً وأصولا، ولقد ترجمه السيد حسن بن السيد هادي العاملي فقال:
البارع فلا يبلغ كنهه المادح وإن أطنب، والواصف وإن أسهبن لأنه قد استغرق جميع صفات الكمال، وفاز منها بأعلى القداح نصيباً حتى جل عن الأضراب والأمثال، وكيف تجد له من مثيل، وقد جاء في سائر نظمه بكل معنى جليل، يبهر السامعين، ويبهت المنشدين. وله من المصنفات في كتب الأدب كتابه المسمى بالعقد المفصل، في قبيلة المجد المؤثل، الذي دل على سعة باعه، وغزارة اطلاعه، وأما شرف نفسه فلا يحتاج لشهرته إلى بينة وبرهان، وأنى وقد امتلأ بذكره المشرقان والمغربان، وتحلى جيد الدهر بعقد مفخره، وأضاءت بسواد مفارق الأيام لوامع درره، ولقد كان مع قلة ذات يده يترفع عما يتصف به الشاعر، وألزم نفسه بالرثاء والمدح للنبي والأطايب من عترته وذويه كابراً بعد كابر، ومن جرى على مثالهم من العلماء، والسادات الفضلاء، فيا له من ماجد بلغ من السخاء حداً تضوع في الخافقين نشره، فطوى ذكر من قد سلف من أهل المكارم صيته وذكره، وكان في عباداته وأوراده وأذكاره، سواء في حضره وأسفاره. يجنب العين لذيذ النوم اللذيذ مناجاة ربه، مواظباً على التهجد يتنفس عن قلب أقلقه خوفه من الله كأن القيامة قامت إلى جنبه، مع ما لازمه من العلل الموهية لصفات قوته، وهو مع ذلك يتجدد نشاطه على العبادة كأنها بعض فطرته:
وإذا حلت الهداية قلباً ... نشطت للعبادة الأعضاء
إلى أن قال: وأما مولده الطاهر فإنه ولد ليلة النصف من شعبان من شهور سنة ستٍ وأربعين بعد الألف والمائتين هجرية، وتوفي وله من العمر تسع وخمسون سنة. وأما وفاته فإنه توفي عشية الأربعاء ليلة التاسعة من شهر ربيع الآخر من شهور السنة الرابعة بعد الثلاثمائة والألف هجرية. ومن نظمه رحمه الله تعالى وقد حرره في ضمن كتاب:
في فمي لم يزل لذكرك نشر ... طيب واختبر بذاك النسيما
وبمرآة فكري لم يزل شخصك ... نصب العينين مني مقيما
وعلى النحر من علاك ثنائي ... ليس ينفك عقده منظوما
لا تظن البعاد يحجب عني ... منك ذيالك المحب الكريما
أنت عندي بالذكر أحضر من ... قلبي بقلبي فكن بذاك عليما
لست أقوى لحمل عتبك يا من ... حملت فخره المعالي قديما
فائن من غرب عتبك اليوم عني ... فبه قد تركت قلبي كليا
ومن نظمه:
ظن العذول أدمعي تناثرت ... حمراً لعمري غره ما يبصره
وإنما يقدح زند الشوق في ... قلبي ومن عيني يطير شرره
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.
حیدر سليمان الحلي (1246-1304ه)
هو السيد حيدر سليمان الحلي، ولد سنة 1246ه بالحلة إحدى بلاد بغداد، وهو من وجوه أعيان الشعراء المشهورين، ومن شعره:
زارت على رقبة عذالها فاقتبل العمر بإقبالها
طيبة الأردان ما استخبرت بالمندل الرطب كأمثالها
مقتطفات من كتاب: أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، تأليف: أحمد تيمور باشا.