الشيخ بابا يوسف السفر يحصاري
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ بَابا يُوسُف السّفر يحصاري
كَانَ منتسبا الى طَريقَة الشَّيْخ الْحَاج بيرام وَكَانَ صَاحب أدب ووقار وَكَانَ مراعيا لِآدَابِ الشَّرِيعَة ومحافظا لحدود الطَّرِيقَة وَكَانَ يعظ النَّاس وَيذكرهُمْ الله تَعَالَى وَكَانَ لنَفسِهِ تَأْثِير عَظِيم فِي النُّفُوس وَلما بنى السُّلْطَان بايزيدخان جَامِعَة بِمَدِينَة قسطنطينية حضر السُّلْطَان بايزيدخان الْجَامِع فِي اول جُمُعَة بعد بنائِهِ فَصَعدَ الشَّيْخ الْمَذْكُور الْمِنْبَر وَالسُّلْطَان حَاضر يسمع فوعظ النَّاس وَذكرهمْ وَحصل من نَفسه تَأْثِير عَظِيم فِي قُلُوب السامعين حَتَّى غلب عَلَيْهِم الْحَال وَحصل لَهُم شوق عَظِيم وَلما شَاهد هَذَا الْحَال بعض السامعين من النَّصَارَى المستمعين من خَارج الْجَامِع أسلم ثَلَاثَة مِنْهُم على يدالشيخ ففرح السُّلْطَان بايزيدخان لذَلِك فَرحا عَظِيما وَأَعْطَاهُمْ مَالا جزيلا وَأمر الوزراء بالاحسان اليهم فَاجْتمع لَهُم أَمْوَال عَظِيمَة كل ذَلِك ببركة الشَّيْخ الْمَزْبُور ثمَّ بعد ذَلِك احب السُّلْطَان بايزيدخان الشَّيْخ الْمَذْكُور محبَّة عَظِيمَة فَصَاحب مَعَه وَعقد مَعَه عقدالابوة والبنوة وَأوصى اليه السُّلْطَان بايزيدخان ان يَجِيء اليه اذا قصدالحج ثمَّ ذهب الشَّيْخ الى وَطنه وَبعد مُدَّة أُشير الى الشَّيْخ فِي الْوَاقِعَة بَان ينظم كتابا عِنْد الْحجر الاسود بِمَكَّة المشرفة وَكَانَ لَا يقدر على النّظم قبل ذَلِك فسهل عَلَيْهِ بعد ذَلِك طَريقَة النّظم وَذهب الى قسطنطينية وَدخل على السُّلْطَان بايزيد خَان فاعطاه السُّلْطَان بايزيدخان مِقْدَارًا من الذَّهَب وَقَالَ ان هَذَا المَال حصل لي من طَرِيق الْحَلَال وَقد حصل ذَلِك بكسب يَدي وأوصاه ان يَجعله فِي قنديل الصَّدقَات فِي التربة المطهرة صلوَات الله تَعَالَى وَسَلَامه على ساكنها وَأَن يَقُول عِنْد التربة المطهرة يَا رَسُول الله ان راعي امتك العَبْد المذنب بايزيد يُقْرِئك السَّلَام وَأرْسل هَذَا الذَّهَب الْحَاصِل من طَرِيق الْحَلَال ليصرف الى زَيْت قنديل تربتك وتضرع اليك ان تقبل صدقته فامتثل الشَّيْخ امْرَهْ وَفعل كَمَا أوصاه ثمَّ ان الشَّيْخ حج وجاور بِمَكَّة المشرفة سنة وَكتب الْكتاب الَّذِي امْر بِهِ عندالحجر الاسود وَصَارَ كتابا حافلا وَفتح الله عَلَيْهِ هُنَاكَ من المعارف مَا لم يخْطر بِبَالِهِ قبل ذَلِك وأدرجها فِي ذَلِك الْكتاب ثمَّ انه أَتَى الْمَدِينَة المنورة وَلبس حلسا من أحلاس الدَّوَابّ وَأمر بَان يشد يَدَاهُ خلف ظَهره وأتى الْقبَّة الشَّرِيفَة سحبا على وَجهه باكيا متضرعا مستشفعا بصاحبها صلوَات الله تَعَالَى وَسَلَامه عَلَيْهِ وَكَانَ خَارج الْقبَّة عَصا لَهَا شان عَظِيم يحفظها خدام التربة المقدسة وَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشَّيْخ الْمَذْكُور بَان يَأْخُذ تِلْكَ الْعَصَا ويشقها ثَلَاث قطع وَيَضَع قِطْعَة مِنْهَا فِي تربة السَّيِّد البُخَارِيّ بِمَدِينَة بروسه وَقطعَة اخرى مِنْهَا فِي تربة الشَّيْخ الْحَاج بيرام بِمَدِينَة انقره وَقطعَة اخرى فِي تربة شيخ آخر نسي الرَّاوِي اسْمه وَلما أَرَادَ الشَّيْخ الْمَذْكُور اخذ الْعَصَا نازعه خدام التربة المطهرة الى ان حضر رئيسهم فَأَمرهمْ بدفعها اليه باشارة اليه من النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ ان الشَّيْخ أَتَى وَطنه فَفعل بالعصا كَمَا أَمر وَتُوفِّي بِمَدِينَة قسطنطينية فِي أَوَائِل سلطنة السُّلْطَان سليم خَان وَدفن فِي جوَار ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك الْبَارِي
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.