أحمد بن حسن بن محيي الدين طبارة: صحافي، من أهل بيروت، شهيد. تعلم في المدرسة السلطانية وعمل في تحرير جريدة (ثمرات الفنون) 17 عاما. ثم أنشأ جريدة (الاتحاد العثماني) يومية على أثر إعلان الدستور (سنة 1908 م) وأغلقتها الحكومة، فأصدر جريدة (الإصلاح) وناصر الحركة الإصلاحية التي قامت في بيروت، متصلة بالدعوة إلى طلب (اللامركزية) وانتخب للذهاب إلى باريس مع من ذهب لحضور المؤتمر العربيّ السوري فيها سنة 1912 م فكان أحد أعضائه البارزين. واعتقله الترك في أثناء الحرب العامة الأولى فحوكم في (عاليه) وقتل شنقا في بيروت مع من شنق من دعاة القومية العربية .-الأعلام للزركلي-
الشيخ أحمد طبارة
(1870 ـ 1916م)
مولده ونشأته: هو ابن المرحوم حسن طبارة، وقد سبق أن أوضحنا أصل الأسرة في ترجمة الشاعر الشيخ محمد طبارة المنشورة في الصحيفة 340 من هذا الجزء.
ولد الشهيد المترجم في بيروت سنة 1287ﻫ ـ 1870م، وتلقى علومه على أعلام عصره، فكان خطيباً لجامع النوفرة، وساهم كثيراً في الإصلاح والوعظ والإرشاد، ودخل معترك الصحافة فحرر جريدة ثمرات الفنون، وفي 22 أيلول سنة 1908م أصدر جريدة الاتحاد العثماني، فكانت في طليعة الجرائد البيروتية، وشارك في عوامل كبيرة من النهضة العلمية والأدبية لم يتوفق فيها غيره، وقد تفنن بأساليب السياسة، ووقف قلمه البليغ لمقاومة رجال العهد التركي.
في المؤتمر العربي: وفي عام 1913م كان عضواً في المؤتمر العربي اللامركزي الذي عقد في باريس وأميناً له، وألقى أثناء انعقاده محاضرة ضد السياسة التركية نزلت كالصاعقة على رجال الحكم العثماني.
آثاره: هو مؤسس أول مطبعة إسلامية في بيروت، وطبع فيها معظم ما ظهر من الأشعار والدواوين في عهد الدستور العثماني.
كان أديباً وناثراً مجيداً، ورغم مهامه في الشؤون الصحفية والسياسية فقد وضع سلسلة من الكتب العلمية والمدرسية لا تزال حتى اليوم تدرس في المدراس الأهلية.
ومن آثاره المعروفة كتاب (فتح الرحمن لطلاب آيات القرآن)، تجلت في معانيه مواهبه الأدبية، ونشر مصوراً لكتاب (كليلة ودمنة)
إعدامه: لما نشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م زج المترجم بالسجن، ثم حكم عليه بالإعدام شنقاً، فكان في عداد القافلة التي أعدمت في ليل 6 أيار سنة 1916م، وأبدى شجاعة وصبراً وهو يردد قول الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي:
وإن الذي يسعى لتحرير أمة
يهون عليه السجن والنفي والشنق
أعلام الأدب والفن لأدهم الجندي ج 2 ص 374