عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عِيسَى اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّاعِر أَخُو الْبَدْر حُسَيْن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن العليف. ولد فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بحلى من الْيمن وَقدم مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة فقطنها وامتدح أَهلهَا وأمرائها بِمَا دلّ على فَضله وَمن ذَلِك قصيدة أَولهَا:
(إِن نَام بعد فِرَاق الْحَيّ إنساني ... فَمَا أقل مراعاتي وإنساني)
وَقَوله يمتدح مقبل بن نخبار بن مُحَمَّد صَاحب الينبع وَقد آوى إِلَيْهِ:
(حَملتنِي والمدح قَود المهارا ... وامتطينا نطوي عَلَيْهَا القفارا)
إِلَى أَن قَالَ:
(يَا أَبَا ماجد عدتك اللَّيَالِي ... وتسعى بك الْعَدو المرارا)
(مَا تمخضت بَين فَخذي لكاع ... من نزار وَلَا رضعت الجوارا)
معرضًا بذلك لمخدومه ببركات بن حسن بن عجلَان أَمِير مَكَّة وعتب عَلَيْهِ قَوْله فَلَمَّا بلغه توعده فخاف فارتحل إِلَى فاس ثمَّ إِلَى بَغْدَاد وخراسان ثمَّ إِلَى الْهِنْد حَتَّى مَاتَ بهَا سنة سبع وَأَرْبَعين، وَمن الْعجب أَنه قَالَ حِين مُفَارقَته لمَكَّة:
(وَلما رَأَيْت الْعَرَب خانوا عَن الوفا ... ومالوا عَن الْمَعْرُوف صافيت فَارِسًا)
فَكَانَ الفأل موكلا بنطقه لم ير مَكَّة بعْدهَا، وَحكى ذَلِك عَن أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي رحمهمَا الله وَختم هَذِه القصيدة بقوله:
(ولي الْفضل والضيع إِذا مَا ... نزلت بِي على الْمُلُوك المهارى)
وَبَلغنِي أَن لَهُ قصيدة بليغة نبوية أودعها فِي ديوَان لَهُ مُشْتَمل على قصائد غالبها صوفية أَولهَا:
(هَذَا النَّبِي الَّذِي فِي طيبَة وقبا ... لَهُ النُّبُوَّة تَاج وَالْقُرْآن قبا)
وَقَالَ أَنه مَا قَرَأَهَا أحد فِي لَيْلَة جُمُعَة عشر مَرَّات إِلَّا رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.