عَليّ بن أَحْمد بنخيران الْبَغْدَادِيّ، أَبُو الْحسن وَهُوَ ابْن خيران الأجبر.
لَهُ مُخْتَصر فِي الْفِقْه سمي ب: " اللَّطِيف " وجيز لطيف مَعَ كَثْرَة أبوابه، لَا أعلم أَكثر أبواباً مِنْهُ، قيل: إِنَّهَا ألف ومئتان وَتِسْعَة أَبْوَاب، وَكتبه أَربع وَسِتُّونَ كتابا، كتاب الْحِوَالَة فِيهَا خَمْسَة أَبْوَاب، والتفليس ثَلَاثَة عشر بَابا، وَالضَّمان تِسْعَة.
وَمن أحاسن كِتَابه قَوْله فِي أَخْلَاق الشَّاهِد: وَلَا يحدث بِكُل مَا يخْطر بِبَالِهِ، ويعلق كَلَامه بقوله: يحْتَمل وَيُشبه وَنَحْو ذَلِك، وَلَا يُطلق من لَفظه إِلَّا مَا حسن، وَمَا لَا يتَعَلَّق بِهِ عَلَيْهِ عيب.
وَحكى فِيمَا إِذا جَاءَ بِشَاهِدين وأجلسهما وَرَاء ستر ليسمعا مَا يجْرِي بَينه وَبَين خَصمه حَتَّى يشهدَا بذلك عَلَيْهِ من غير أَن يستر عَنْهُمَا قَول أبي عَليّ ابْن خيران: إِنَّه لَا تجوز شَهَادَتهمَا من اخْتِيَاره، خلافًا للإصطخري.
وَذكر فِيهِ فِي الْأَقْضِيَة آداباً يحْتَاج إِلَيْهَا لم تذكر فِي المبسوطات، وَاسْتحبَّ للْقَاضِي فِي دُخُوله إِلَى الْبَلَد الَّذِي وليه أَن يلبس عِمَامَة سَوْدَاء، لِأَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] دخل يَوْم فتح مَكَّة وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء.
وَحكى أَن بعض أَصْحَابنَا لم يجوز بيع لبن الآدميات.
وَذكر فِي الْوتر قنوت الْحسن وَالصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، ثمَّ قَالَ: وَيَدْعُو بِمَا أحب، ثمَّ يَقُول: رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة وقنا بِرَحْمَتك عَذَاب النَّار، ثمَّ يسْجد لَهُ، وَحسن الحَدِيث أَنه كَانَ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] إِذا دَعَا بِدُعَاء دَعَا بِهَذَا مَعَه.
وَقَالَ فِي النّفاس فِي المبتدأة إِذا جَاوز سِتِّينَ: قد قيل: إِن السِّتين كلهَا نِفَاس، وَحكى أَيْضا قولي الْغَالِب والأقل. وَالْأول عَجِيب غَرِيب، وَقَالَ بِهِ أَحْمد فِيمَا أَحسب، قد ذكره غير وَاحِد من الْعِرَاقِيّين.
-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-