أكرم بن هبة الله القبطي كريم الدين أبي الفضائل

تاريخ الوفاة724 هـ
مكان الوفاةأسوان - مصر
أماكن الإقامة
  • القدس - فلسطين
  • أسوان - مصر
  • القرافة - مصر
  • قوص - مصر
  • مصر - مصر

نبذة

أكْرم بن هبة الله القبطي كريم الدّين الْكَبِير تسمى أَيْضا لما أسلم عبد الْكَرِيم يكنى أَبَا الْفَضَائِل تعانى الخدم بِالْكِتَابَةِ سجن وأحيط بأمواله فَوجدَ لَهُ شَيْء كثير جدا ثمَّ أفرج عَنهُ بعد عشرَة أَيَّام وَأمر أَن يُقيم بالقرافة ثمَّ نفي هُوَ وَولده إِلَى الشوبك ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقُدس حبس ببرج القلعة ثمَّ نفي إِلَى أسوان فَوجدَ مشنوقاً سنة 724

الترجمة

أكْرم بن هبة الله القبطي كريم الدّين الْكَبِير تسمى أَيْضا لما أسلم عبد الْكَرِيم يكنى أَبَا الْفَضَائِل كَانَ أَبوهُ يعرف بِالْعلمِ ابْن السديد تعانى الخدم بِالْكِتَابَةِ فَأول مَا كتب عِنْد قراقوش وَالِي قوص ثمَّ جاور حَيّ الأشرفي ثمَّ قرر فِي اسْتِيفَاء الْبيُوت فَلَمَّا عَاد بيبرس الجاشنكير من وقْعَة شقحب سنة 702 طلبه واستسلمه وَقَررهُ فِي مُبَاشرَة ديوانه ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ وظائف خَاله التَّاج ابْن سعيد الدولة فِي رَجَب سنة 709 فَلَمَّا فر المظفر بيبرس طلبه النَّاصِر من بيبرس لما أقطعه صهيون وَطلب مِنْهُ الْأَمْوَال الَّتِي توجه بهَا فأرسلها مَعَه وَكَانَ شَيْئا كثيرا فأحضرها فَقبض عَلَيْهِ وصادره على مائَة ألف دِينَار وَكَانَ شَدِيد الحنق عَلَيْهِ لِأَنَّهُ فِي أَيَّام حجر بيبرس عَلَيْهِ مَا كَانَ يصرف لَهُ شَيْء مِمَّا يَطْلُبهُ إِلَّا بِخَط كريم الدّين وَكَانَ يُؤثر رضَا بيبرس فَتغير عَلَيْهِ ثمَّ تلطف الْفَخر نَاظر الْجَيْش وَغَيره بالناصر حَتَّى سامحه بِكَثِير من مَال المصادرة وأحضره بَين يَدَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن أَمْوَال بيبرس فوعده أَن يُخرجهَا لَهُ مِمَّن هِيَ عِنْده فوعده بالجميل إِن وفى فَفعل وَلم يزل يتتبع الودائع شَيْئا فَشَيْئًا حَتَّى ظهر على مَا لَا يُوصف قدره من كثرته ثمَّ ولاه النَّاصِر بيع تَرِكَة بيبرس وَيحمل النّصْف لبيت المَال وَالنّصف لبِنْت بيبرس فَشدد كريم الدّين على زَوْجَة بيبرس حَتَّى أخرجت من الْجَوَاهِر شَيْئا كثيرا فَحمل بَعْضهَا للناصر وصانع الْأُمَرَاء بِالْبَعْضِ فقرره النَّاصِر فِي وكَالَته لما مَاتَ أَحْمد بن عَليّ ابْن عبَادَة وَكيله وَذَلِكَ فِي سنة 10 عشر ثمَّ قَرَّرَهُ فِي نظر خاصه وَهُوَ أول من سمي نَاظر الْخَاص ثمَّ لم يزل بالناصر حَتَّى أوقع بالوزير عبد الله بن الغنام وَقرر ابْن أُخْته كريم الدّين الصَّغِير فِي نظر الدولة وأبطل الوزارة فَصَارَت الْأُمُور كلهَا منوطة بِهِ ورزق السعد فِي حركاته بِحَيْثُ أَن النَّاصِر أحَال عَلَيْهِ بعض الفرنج بِسِتَّة عشر ألف دِينَار ثمن أَشْيَاء ابتاعها مِنْهُم وَلم يكن عِنْده حَاصِل فَأرْسل إِلَى تجار الكارم ليقترض مِنْهُم فَحَضَرُوا بَابه فتفاوضوا مَعَ الفرنج الَّذين يطالبون بِالْمَالِ فاتفق أَنهم كَانَ لَهُم قبل الفرنج بَقِيَّة من بضائع قدر عشْرين ألف دِينَار فطالبوهم فوعدوهم أَن يعطوهم الْمبلغ الَّذِي عِنْد كريم الدّين فَبَلغهُ ذَلِك فأحضرهم واحتال للكارمية بالمبلغ وَكتب لَهُم بِهِ إشهادا وألزم الفرنج بتكملة بَاقِي مَا عَلَيْهِم للكارمية فَانْصَرف الْكل شاكرين وَبلغ النَّاصِر أَنه أوفاهم فعظمت مَنْزِلَته عِنْده فَإِنَّهُ كَانَ يتَحَقَّق أَنه لم يكن عِنْده إِذْ ذَاك مَال حَاصِل فظهرت لَهُ كِفَايَته ونبل فِي عينه وخلع عَلَيْهِ خلعة مذهبَة وَأَشَارَ عَلَيْهِ الْقُضَاة أَنه ولاه جَمِيع مَا ولاه الله من الْأُمُور وأحبه حبا زَائِدا وَصَرفه فِي جَمِيع أُمُوره فَصَارَ الأكابر من الْأَطْرَاف يكاتبونه ويهادونه وَمرض مرّة فزينت لَهُ مصر لما دخل الْحمام ولعبت ... وَبَلغت عدَّة الشموع الَّتِي أوقدت ألفا وسِتمِائَة موكبية وَحج مَعَ النَّاصِر سنة 719 وَبلغ من عَظمته أَن الْمُؤَيد لما ولاه النَّاصِر حماة سُلْطَانا بهَا أَمر كريم الدّين بتجهيزه فَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ فَلَمَّا ودعه قبل الْمُؤَيد يَده وَقَالَ مَا لي مَال أكافيك بِهِ إِلَّا الدُّعَاء وَفِي سنة 721 وَقعت فِي ابْن جمَاعَة مرافعة بِسَبَب جَامع ابْن طولون ففوض النَّاصِر نظره لكريم الدّين فباشره مُبَاشرَة هائلة حَتَّى وفر من متحصله ضعف مَا كَانَ يصرف وَبنى لَهُ الطاحون وَغَيرهَا ثمَّ بنى لَهُ النَّاصِر دَارا ببركة الْفِيل ثمَّ حج صُحْبَة خوند طغاي حجتها الْمَشْهُورَة وَفِي الْجُمْلَة فَإِنَّهُ بلغ فِي رفيع الْمنزلَة مَا لم يبلغهُ أحد من كبار الدولة التركية وَلم يزل يسْعَى بِمَالِه وهداياه بَين النَّاصِر وَأبي سعيد حَتَّى عقد الصُّلْح وخطب للناصر على مِنْبَر تبريز ثمَّ أفرط فِي الإنعام على الْأُمَرَاء والحريم السلطاني والخاصكية فانعكس الْأَمر عَلَيْهِ وَعظم على النَّاصِر مَا يُعْطِيهِ لَهُم بِغَيْر مشورته فَقبض عَلَيْهِ فِي رَابِع عشر ربيع الآخر سنة 723 وأحيط بأمواله فَوجدَ لَهُ شَيْء كثير جدا ثمَّ أفرج عَنهُ بعد عشرَة أَيَّام وَأمر أَن يُقيم بالقرافة هُوَ وَولده وَلَا يَجْتَمِعَانِ بِأحد وَوجدت أوقافه وَقيمتهَا مَا يزِيد على سِتَّة آلَاف ألف دِرْهَم فَأشْهد عَلَيْهِ أَنه كَانَ اشْتَرَاهَا من مَال السُّلْطَان ثمَّ نفي هُوَ وَولده إِلَى الشوبك ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقُدس فسكن مدرسة بهَا ثمَّ حضر إِلَيْهِ فِي ربيع الأول سنة 724 قطلوبغا المعزي وأوقع الحوطة عَلَيْهِ وأحضره هُوَ وَولده إِلَى مصر فحبسا ببرج القلعة ثمَّ نفي إِلَى أسوان فَوجدَ مشنوقاً فِي شَوَّال مِنْهَا

-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-