أسعد بن مهذب بن مينا بن زكريا المماتي المصري أبي المكارم

ابن الخطير

تاريخ الولادة544 هـ
تاريخ الوفاة606 هـ
العمر62 سنة
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

الشيخ أبو المكارم أسعد بن الخطير بن مهذب بن مين ابن زكريا بن أبي قدامة المماتي المصري الكاتب الشاعر القاضي، المتوفى بحلب في سلخ جمادى الأولى سنة ست وستمائة، عن اثنتين وستين سنة.

الترجمة

الشيخ أبو المكارم أسعد بن الخطير بن مهذب بن مين ابن زكريا بن أبي قدامة المماتي المصري الكاتب الشاعر القاضي، المتوفى بحلب في سلخ جمادى الأولى سنة ست وستمائة، عن اثنتين وستين سنة.
كان ناظر الدواوين بمصر وله فضائل ومصنفات منها "نظم سيرة السلطان صلاح الدين" و"نظم كتاب كليلة ودمنة" و"ديوان شعر" وكان هو وجماعته نصارى فأسلموا. ومماتي لقب لجده الأعلى ابن مليح لقب به. لأنه أكثر الصدقة والإطعام في غلاء مصر فكانوا إذا رأوه ناداه كل منهم مماتي فاشتهر به. ذكره ابن خلكان.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

أسعد (أبو المكارم) بن مهذّب (الملقب بالخطير أبي سعيد) بن مينا بن زكريا، ابن مماتي:
 وزير أديب. كان ناظر الدواوين في الديار المصرية. مولده بمصر ووفاته بحلب. وكان نصرانيا، فأسلم هو وجماعته في ابتداء الدولة الصلاحية. قال القفطي: من أقباط مصر في عصرنا، وكان جده جوهريا، يصبغ البلور صبغة الياقوت فلا يعرفه إلا الخبير بالجواهر. له (قوانين الدواوين - ط) و (نظم سيرة السلطان صلاح الدين) و (نظم كليلة ودمنة) و (ديوان شعر) و (الفاشوش في أحكام قراقوش - ط) وهو ينسب إلى السيوطي، خطأ، و (لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة - خ) استخلصه من ذخيرة ابن بسام، في خزانة ولي الدين باستنبول، الرقم 2636 .
-الاعلام للزركلي-

 


الأسعد ابن مماتي
القاضي الأسعد أبو المكارم أسعد بن الخطير أبي سعيد مهذب بن مينا بن زكريا بن أبي قدامة ابن أبي مليح مماتي المصري الكاتب الشاعر؛ كان ناظر الدواوين بالديار المصرية، وفيه فضائل، وله مصنفات عديدة ونظم سيرة السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى، ونظم كتاب كليلة ودمنة، وله ديوان شعر رأيته بخط ولده ونقلت منه مقاطيع، فمن ذلك قوله:
تعاتبني وتنهى عن أمرٍ ... سبيل الناس أن ينهوك عنها
أتقدر أن تكون كمثل عيني ... وحقك ما علي أضر منها وله في شخص ثقيل رآه بدمشق:
حكى نهرين ما في الأر ... ض من يحكيهما أبدا
حكى في خلقه ثورى ... وفي أخلاقه بردى وقد أخذ ابن مماتي معنى بيته هذين من قول بعضهم:
ضاهى ابن بشران مدينة جلق ... فكلاهما يوم الفخار فريد
ألفاظه بردى، وصورة خلقه ... ثورى، ونقص العقل من يزيد وله من جملة قصيدة طويلة:
لنيرانه في الليل أي تحرقٍ ... على الضيف إن أبطا وأي تلهب
وما ضر من يعشو إلى ضوء ناره ... إذا هو لم ينزل بآل المهلب وله في غلام نحوي:
وأهيف أحدث لي نحوه ... تعجباً يعرب عن ظرفه
علامة التأنيث في لفظه ... وأحرف العلة في طرفه ومن شعره ثلاثة أبيات مذكورة في ترجمة يحيى بن نزار المنبجي في حرف الياء، وفي شعره أشياء حسنة.
وذكره العماد الصبهاني في كتاب " الخريدة " وأورد له عدة مقاطيع، ثم أعقبه بذكر أبيه الخطير، وذكر كثيرا من شعره، فمن ذلك قوله في كتمان السر وبالغ فيه:
وأكتم السر حتى عن إعادته ... إلى المسر به من غير نسيان وذاك أن لساني ليس يعلمه ... سمعي بسر الذي قد كان ناجاني وقال: لقيته بالقاهرة متولي ديوان جيش الملك الناصر، وكان هو وجماعته نصارى فأسلموا في ابتداء الملك الصلاحي
وللمهذب ابن الخيمي في الأسعد ابن مماتي المذكور يهجوه:
وحديث الإسلام واهي الحديث ... باسم الثغر عن ضمير خبيث
لو رأى بعض شعره سيبويه ... زاده في علامة التأنيث وكان الحافظ أبو الخطاب ابن دحية المعروف بذي النسبين، رحمه الله تعالى، عند وصوله إلى مدينة إربل، ورأى اهتمام سلطانها الملك المعظم مظفر الين ابن زين الدين، رحمه الله تعالى، بعمل مولد النبي صلى الله عليه وسلم، حسبما هو مشروح في حرف الكاف من هذا الكتاب عند ذكر اسمه، صنف له كتابا سماه
" التنوير في مدح السراج المنير "، وفي آخر الكتاب قصيدة طويلة مدح بها مظفر الدين، أولها:
لولا الوشاة وهم ... أعداؤنا ما وهموا وقرأ الكتاب والقصيدة عليه، وسمعنا نحن الكتاب على مظفر الدين في شعبان سنة ست وعشرين وستمائة والقصيدة فيه، ثم بعد ذلك ريت هذه القصيدة بعينها في مجموعة منسوبة إلى الأسعد ابن مماتي المذكور، فقلت: لعل الناقل غلط، ثم بعد ذلك رأيتها في ديوان الأسعد بكمالها، مدح بها السلطان الملك الكامل، رحمه الله تعالى، فقوي الظن. ثم إني رأيت أبا البركات ابن المستوفي قد ذكر هذه القصيدة في تاريخ إربل عند ذكر ابن دحية، وقال: سألته عن معنى قوله فيها:
يفديه من عطا جما ... دى كفه المحرم فما أحار جوابا، فقلت: لعله مثل قول بعضهم:
تسمى بأسماء الشهور فكفه ... جمادى وما ضمت عليه المحرم قال: فتبسم وقال: هذا أردت، فلما وقفت على هذا ترجح عندي أن القصيدة للأسعد المذكور، فإنها لو كانت لأبي الخطاب لما توقف في الجواب، وأيضاً فإن إنشاد القصيدة لصاحب إربل كان في سنة ست وستمائة. والأسعد المذكور توفي في هذه السنة كما سيأتي، وهو مقيم بحلب لاتعلق له بالدولة العادلية، وبالجملة فالله أعلم لمن هي منهما.
وكان الأسعد المذكور قد خاف على نفسه من الوزير صفي الدين بن شكر، فهرب من مصر مستخفيا وقصد مدينة حلب لائذا بجناب السلطان الملك الظاهر، رحمه الله تعالى، وأقام بها حتى توفي في سلخ جمادى الأولى سنة ست وستمائة يوم الأحد، وعمره اثنتان وستون سنة، رحمه الله تعالى، ودفن في المقبرة المعروفة بالمقام على جانب الطريق بالقرب من مشهد الشيخ علي الهروي.
وتوفي أبوه الخطير في يوم الأربعاء سادس شهر رمضان من سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
ومينا: بكسر الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح النون وبعدها ألف.
ومماتي - بفتح الميمين والثانية منهما مشددة وبعد الألف تاء مثناة من فوقها وهي مكسورة وبعدها ياء مثناة من تحتها - وهو لقب أبي مليح المذكور وكان نصرانياً، وإنما قيل له مماتي لأنه وقع في مصر غلاء عظيم، وكان كثير الصدقة والإطعام، وخصوصاً لصغار المسلمين، فكانوا إذا رأوه ناداه كل واحد منهم مماتي، فاشتهر به، هكذا اخبرني الشيخ الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري، نفع الله به، ثم انشدني عقيب هذا القول مرثية فيه وقال: أظن هذين البيتين لأبي طاهر لان مكنسة المغربي، وهما:
طويت سماء المكرما ... ت وكورت شمس المديح
من ذا أؤمل أو أرجي ... بعد موت أبي المليح ثم كشفت عنهما فوجدتهما له، فيه مدائح أيضاً [وكان أبو الطاهر ابن مكنسة خصيصاً بأبي مليح مماتي جد الأسعد المذكور؛ وكان في بستانه المعروف بظاهر مصر، مجاور جامع راشدة الحاكمي، منظرته المعروفة بالنزهة ولها البئر الموصوف ماؤها بشدة البرد والحلاوة في الصيف حتى إن صاحب قصر الحكمة كان ينفذ من يأخذ من مائها لشربه، وفيها يقول ابن مكنسة من جملة قصيدة يمدحه بها ويصف المنظرة:
ومن عجائبها البئر التي انفردت ... بالقر في الحر والأمواه تضطرم
كأنما ماؤها في كل هاجرة ... ريق الحبيب عقيب الهجر وهي فم]
وكان الأسعد المذكور قد مرض فعاده بعض أصحابه فوجده يغسل ويمزق أوراقاً تعاليق بخطه، فسأله عن السبب فقال: إني نظرت في العلوم فوجدتها مواهب من الله تعالى لا بكثرة الفحص والاشتغال، وذلك إني سألتني جويريتي النوبية عن طعام تصنعه لي اليوم موافق، فأخذت أعدد لها أنواع المزورات فضجرت، وقال لي: لا يقدر أحد على مرضاتك في مرضاتك، فهذا هو السبب الموجب لما تراه.
ويقرب من ذلك ما أخبرني الفقيه أمين الدين علي بن المحلى أن الصاحب صفي الدين بن شكر أراد قارئاً للمدرسة التي أنشأها بالقاهرة المعزية يصلي بها التراويح، فاختير له شخصان اسم أحدهما زيادة والآخر مرتضى، وطولع بذلك فوقع على ظهر القصة: زيادة مرتضى زيادة.
وكان ابن مكنسة ينادمه، فاتفق أن سرقت نعله في بعض الليالي، وكانت حمراء، فكتب إليه:
لالكتي أثمن من عمتي ... وهمتي أكبر من قدرتي
كأنها في قدمي شعلة ... من جهة المريخ قد قدت
وزنتها [عندي] ورب العلى ... أعز من رأسي ومن قمتي
وأنت يا مولاي يا من به ... ومن نداه أسبغت نعمتي
متى تغافلت على أخذها ... من بعد هذا سرقت لحيتي
فضحك من الأبيات وأنفذ له عشرين ديناراً وعشرين طاق أدم واستخدم للمجلس فراشاً بثلاثة دنانير في الشهر وجراية كل يوم لحفظ نعال الندماء.
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

 

القَاضِي أَبُو المُكَارِمِ أَسَعْدُ ابْنُ الخَطيرِ مُهَذَّبِ بنِ مِينَا ابْنِ مَمَّاتِي، المِصْريُّ، الكَاتِبُ، نَاظرُ النُّظَّارِ بِمِصْرَ.
لَهُ مُصَنَّفَاتٌ عِدَّةٌ، وَنظمٌ رَائِقٌ، فَنظمَ "كَلِيْلَةَ وَدِمْنَةَ"، وَنظمَ سِيرَةَ صَلاَحِ الدِّيْنِ، خَاف مِنِ ابْنِ شُكُرٍ، فَسَارَ إِلَى حَلَبَ، وَلاَذَ بِمَلِكِهَا، فَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ، في جمادى الأولى.
وَمَاتَ أَبُوْهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَكَانَ ناظر الجيش.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 

يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)