عمرو بن الجموح بن زيد الأنصاري السلمي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة3 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز

نبذة

عمرو بن الجموح : بفتح الجيم وتخفيف الميم، ابن زيد بن حرام بن كعب ابن غنم بن سلمة الأنصاري السلمي. من سادات الأنصار، واستشهد بأحد. قال ابن إسحاق في «المغازي» : كان عمرو بن الجموح سيدا من سادات بني سلمة، وشريفا من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يعظّمه، فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ، ومعاذ بن جبل، كانوا يدخلون على صنم عمرو فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة، فيغدو عمرو فيجده منكبّا لوجهه في العذرة (العذرة: الغائط الّذي هو السّلخ اللسان 4/ 2860). فيأخذه ويغسله ويطيّبه، ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك لأخزينّه، ففعلوا ذلك مرارا، ثم جاء بسيفه فعلّقه عليه، وقال: إن كان فيك خير فامتنع، فلما أمسى أخذوا كلبا ميتا فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح فوجده كذلك، فأبصر رشده وأسلم.

الترجمة

عمرو بن الجموح  :
بفتح الجيم وتخفيف الميم، ابن زيد بن حرام بن كعب ابن غنم بن سلمة الأنصاري السلمي.
من سادات الأنصار، واستشهد بأحد.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : كان عمرو بن الجموح سيدا من سادات بني سلمة، وشريفا من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يعظّمه، فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ، ومعاذ بن جبل، كانوا يدخلون على صنم عمرو فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة، فيغدو عمرو فيجده منكبّا لوجهه في العذرة (العذرة: الغائط الّذي هو السّلخ اللسان 4/ 2860). فيأخذه ويغسله ويطيّبه، ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك لأخزينّه، ففعلوا ذلك مرارا، ثم جاء بسيفه فعلّقه عليه، وقال: إن كان فيك خير فامتنع، فلما أمسى أخذوا كلبا ميتا فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح فوجده كذلك، فأبصر رشده وأسلم، وقال في ذلك أبياتا منها:
تاللَّه لو كنت إلها لم تكن ... أنت وكلب وسط بئر في قرن
[الرجز] وقال ابن الكلبيّ: كان عمرو بن الجموح آخر الأنصار إسلاما.
وروى البخاريّ في «الأدب المفرد» والسراج، وأبو الشيخ، في الأمثال، وأبو نعيم في المعرفة، من طريق حجاج الصواف، عن أبي الزبير، حدثنا جابر، قال: قال لنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من سيّدكم يا بني سلمة؟» قالوا: الجدّ بن قيس، على أنّا نبخّله. فقال: بيده هكذا، ومدّ يده: «وأيّ داء أدوأ (أي أيّ عيب أقبح منه. النهاية 2/ 142) من البخل، بل سيّدكم عمرو بن الجموح» .
قال: وكان عمرو يولم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا تزوّج.
ورواه أبو نعيم في المعرفة، وفي الحلية، وأبو الشيخ أيضا والبيهقي في الشعب، من طريق ابن عيينة، عن ابن المنكدر، عن جابر نحوه.
وروى الوليد بن أبان في كتاب «السّخاء» ، من طريق الأشعث بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر نحوه.
ورواه أبو نعيم أيضا من طريق حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد اللَّه نحوه، وقال فيه: «بل سيّدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح» .
ورواه أبو الشّيخ، والحسن بن سفيان في مسندة، من طريق رشيد ، عن ثابت، عن أنس مختصرا.
ورواه الحاكم في «المستدرك» وأبو الشّيخ بإسناد غريب عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه.
ورواه الوليد بن أبان، من طريق الثّوريّ، عن حبيب بن أبي ثابت عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا.
وروى أبو خليفة عن ابن عائشة عن بشر بن المفضل، عن أبي شبرمة، عن الشعبي نحوه، قال ابن عائشة: فقال: بعض الأنصار في ذلك:
وقال رسول اللَّه والقول قوله ... لمن قال منّا من تسمّون سيّدا
فقالوا له: جدّ بن قيس على التي ... نبخّله منها، وإن كان أسودا
فسوّد عمرو بن الجموح لجوده ... وحقّ لعمرو بالنّدى أن يسوّدا
فلو كنت يا جدّ بن قيس على الّتي ... على مثلها عمرو لكنت المسوّدا
[الطويل]
ورواه العلائيّ، من طريق أخرى، عن الشعبي، وفيه الشعر.
ورواه الوليد بن أبان، من طريق عبد اللَّه بن أبي ثمامة عن مشيخة من الأنصار نحوه، وفيه الشعر.
وقال أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، حدثنا حيوة، حدثنا أبو صخر حميد بن زياد أن يحيى بن النضر، حدثه عن أبي قتادة، قال: أتى عمرو بن الجموح النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال:
يا رسول اللَّه، أرأيت إن قاتلت في سبيل اللَّه حتى أقتل أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال:
«نعم» .
وكانت رجله عرجاء حينئذ.
وقال ابن أبي شيبة في أخبار المدينة: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، قال حيوة: أخبرني أبو صخر أنّ يحيى بن النضر حدّثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك، قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل اللَّه أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال: «نعم» . وكانت عرجاء، فقتل يوم أحد هو وابن أخيه، فمرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم به فقال: «فإنّي أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنّة» . وأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بهما ومولاهما فجعلوا في قبر واحد.
وأنشد له المرزبانيّ في قوله لما أسلم:
أتوب إلى اللَّه سبحانه ... وأستغفر اللَّه من ناره
وأثنى عليه بآلائه ... بإعلان قلبي وإسراره
[المتقارب]
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.

 

عمرو بن الجموح
عَمْرو بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام بْن كعب بْن سَلَمة الْأَنْصَارِيّ السلمي من بني جشم بْن الخزرج.
شهد العقبة، وبدرًا فِي قول، ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق فيهم، واستشهد يَوْم أحد، ودفن هُوَ، وعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرام والد جَابِر بْن عَبْد اللَّه فِي قبر واحد، وكانا صهرين متصافيين.
وروى الشَّعْبِيّ أن نفرًا من الأنصار من بني سَلَمة أتوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " من سيدكم يا بني سَلَمة "؟ فقالوا: الجد بْن قيس عَلَى بخل فِيهِ، فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وأي داء أدوى من البخل بل سيدكم الجعد الأبيض عَمْرو بْن الجموح "، فَقَالَ شاعر الأنصار فِي ذَلِكَ:
وقَالَ رَسُول اللَّه والحق قولُه لمن قَالَ منا من تسمون سيدا
فقالوا لَهُ جد بْن قيس عَلَى التي نبخله فيها وَإِن كَانَ أسودا
فتى ما تخطى خطوة لدنية ولا مد فِي يَوْم إِلَى سوأة يدا
فسود عَمْرو بْن الجموح لجوده وحق لعمرو بالندى أن يسودا
إِذَا جاءه السؤال أذهب ماله وقَالَ خذوه إنه عائد غدا
وروى معمر، وابن إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيّ، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بل سيدكم بشر بْن البراء بْن معرور ".
وَقَدْ ذكرناه فِي بشر:
 أنبأنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، قَالَ: وكان عَمْرو بْن الجموح سيدًا من سادة بني سَلَمة وشريفًا من أشرافهم، وكان قَدْ اتخذ فِي داره صنمًا من خشب يُقال لَهُ: مناف يعظمه ويطهره، فلما أسلم فتيان بني سَلَمة ابنه مُعَاذ بْن عَمْرو، ومعاذ بْن جبل فِي فتيان منهم كانوا ممن شهد العقبة، فكانوا يدخلون بالليل عَلَى صنم عَمْرو فيحملونه فيطرحونه فِي بعض حفر بني سَلَمة وفيها عذر النَّاس منكسًا عَلَى رأسه، فإذا أصبح عَمْرو، قَالَ: ويلكم من عدا عَلَى آلهتنا هَذِهِ الليلة، ثُمَّ يغدو فيلتمسه، فإذا وجده غسله وطيبه، ثُمَّ يَقُولُ: والله لو أعلم من يصنع بك هَذَا لأخزينه، فإذا أمسى ونام عَمْرو عدوا عَلَيْهِ، ففعلوا بِهِ ذَلِكَ فيغدو فيجده فيغسله ويطيبه، فلما ألحوا عَلَيْهِ استخرجه فغسله وطيبه ثُمَّ جاء بسيفه فعلقه عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إي والله لا أعلم من يصنع بك ذَلِكَ، فإن كَانَ فيك خير فامتنع، هَذَا السيف معك فلما أمسى عدوا عَلَيْهِ وأخذوا السيف من عنقه، ثُمَّ أخذوا كلبًا ميتًا فقرنوه بحبل، ثُمَّ ألقوه فِي بئر من آبار بني سَلَمة فيها عذر النَّاس وغدا عَمْرو فلم يجده فخرج يبتغيه حتَّى وجده مقرونًا بكلب فلما رآه أبصر رشده وكلمه من أسلم من قومه فأسلم وحسن إسلامه.
وقَالَ عَمْرو حين أسلم، وعرف من اللَّه ما عرف، وهو يذكر صنمه ذَلِكَ، وما أبصره من أمره، ويشكر اللَّه الَّذِي أنقذه من الْعَمى والضلال:
تالله لو كنت إلهًا لم تكن أنت وكلب وسط بئر فِي قرن
أف لمصرعك إلهًا مستدن الآن فتشناك عَنْ سوء الغبن
فالحمد لله العلي ذي المنن الواهب الرزاق وديان الدين
هُوَ الَّذِي أنقذني من قبل أن أكون فِي ظلمة قبر مرتهن
وقَالَ ابْنُ الكلبي: كَانَ عَمْرو بْن الجموح آخر الأنصار إسلامًا، ولما ندب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاس إِلَى بدر، أراد الخروج معهم، فمنعه بنوه بأمر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لشدة عرجه، فلما كَانَ يَوْم أحد قَالَ لبنيه، منعتموني الخروج إِلَى بدر، فلا تمنعوني الخروج إِلَى أحد! فقالوا: إن اللَّه قَدْ عذرك، فأتى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، إن بني يريدون أن يحبسوني عَنْ هَذَا الوجه والخروج معك فِيهِ، والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هَذِهِ فِي الجنة! فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أنت فقد عذرك اللَّه، ولا جهاد عليك "، وقَالَ لبنيه: " لا عليكم أن لا تمنعوه، لعل اللَّه أن يرزقه الشهادة "، فأخذ سلاحه وولى، وقَالَ: اللهم أرزقني الشهادة، ولا تردني إِلَى أهلي خائبًا، فلما قتل يَوْم أحد جاءت زوجه هند بِنْت عَمْرو، عمة جابر بْن عَبْد اللَّه، فحملته وحملت أخاها عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرام، فدفنا فِي قبر واحد، فقال رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي نفسي بيده لقد رَأَيْته يطأ فِي الجنة بعرجته ".
وقيل: إن عَمْرو بْن الجموح كَانَ لَهُ أربعة بنين يقاتلون مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنَّه حمل يَوْم أحد هُوَ وابنه خلاد عَلَى المشركين حين انكشف المسلمون، فقتلا جميعًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.

أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.

 

عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي:
صحابي. كان في الجاهلية من سادات بني سلمة وأشرافهم، وكان له صنم في داره من خشب يعظمه. وهو آخر الأنصار إسلاما. وفي الحديث لبني سلمة: " سيدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح ". استشهد بأحُد .

-الاعلام للزركلي-