عبد الخالق بن عيسى بن أحمد

تاريخ الولادة411 هـ
تاريخ الوفاة470 هـ
العمر59 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

عبد الْخَالِق بن عِيسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن أَحْمد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس ابْن عبد الْمطلب بن هَاشم الشريف أبي جَعْفَر الْهَاشِمِي العباسي سمع أَبَا الْقَاسِم بن بشر وَأَبا مُحَمَّد الْخلال وَغَيرهمَا وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وَشهد عِنْد الدَّامغَانِي ثمَّ ترك الشَّهَادَة قبل وَفَاته وَكَانَ عَالما فَقِيها ورعا عابدا زاهدا قوالا بِالْحَقِّ لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم

الترجمة

عبد الْخَالِق بن عِيسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن أَحْمد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس ابْن عبد الْمطلب بن هَاشم الشريف أبي جَعْفَر الْهَاشِمِي العباسي سمع أَبَا الْقَاسِم بن بشر وَأَبا مُحَمَّد الْخلال وَغَيرهمَا وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وَشهد عِنْد الدَّامغَانِي ثمَّ ترك الشَّهَادَة قبل وَفَاته وَكَانَ عَالما فَقِيها ورعا عابدا زاهدا قوالا بِالْحَقِّ لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم

وَلم يزل يدرس بمسجده من بَاب النَّصْر وبجامع الْمَنْصُور ثمَّ انْتقل إِلَى الْجَانِب الشَّرْقِي فدرس فِي مَسْجِد مُقَابل لدار الْخلَافَة ثمَّ انْتقل لأجل الْغَرق إِلَى بَاب الطاق وَسكن درب الديواني من الرصافة ودرس بِمَسْجِد على بَاب الدَّرْب وبجامع المهدى وَكَانَ مُخْتَصر الْكَلَام مليح التدريس جيد الْكَلَام فِي المناظرة عَالما بالفرائض وَأَحْكَام الْقُرْآن وَالْأُصُول وَكَانَ لَهُ مجْلِس للنَّظَر كل يَوْم إثنين ويقصده جمَاعَة من الْمُخَالفين وَكَانَ شَدِيد القَوْل وَاللِّسَان على أهل الْبدع وَلم تزل كَلمته عالية عَلَيْهِم وانْتهى إِلَيْهِ فِي وقته الرحلة لطلب مَذْهَب الإِمَام أَحْمد وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن عقيل وتفقه على جمَاعَة الحلوانى وَالْقَاضِي أبي الْحُسَيْن وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام زاهدا فِي الدُّنْيَا إِلَى الْغَايَة قَائِما بإنكار الْمُنكر بِيَدِهِ وَلسَانه مُجْتَهدا فِي ذَلِك
وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ اجْتمع الشريف وَمَعَهُ الْحَنَابِلَة وَأبي إِسْحَاق الشيرازى وطلبوا من الدولة قلع المواخير وتتبع المفسدين وَمن يَبِيع النَّبِيذ وَضرب دَرَاهِم تقع بهَا العاملة عوض القراضنة
فَأجَاب الْخَلِيفَة لذَلِك وهرب المفسدات أريقت الأنبذة ووعدوا بقلع المواخير ومكاتبة عضد الدولة بقلعها والتقدم بِضَرْب الدَّرَاهِم الَّتِي يتعامل بهَا فَلم يقنع الشريف وَلَا أبي إِسْحَاق بِهَذَا الْوَعْد وَبَقِي الشريف مُدَّة طَوِيلَة متعبا مُهَاجرا لَهُم وَحكى أبي الْمَعَالِي صَالح بن شَافِع عَمَّن حدث أَن الشريف رأى مُحَمَّدًا وَكيل الْخَلِيفَة حِين غرقت بَغْدَاد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَجرى على دَار الْخَلِيفَة الْعَجَائِب فَقَالَ الشريف يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَقَالَ لبيْك يَا سيدنَا فَقَالَ لَهُ قل لَهُ كتبنَا وكتبتم وَجَاء جَوَابنَا قبل جوابكم يُشِير إِلَى قَول الْخَلِيفَة سنكاتب فِي رفع المواخير وَيُرِيد بجوابه الْغَرق وَمَا جرى فِيهِ
توفّي لَيْلَة الْخَمِيس سحر خَامِس عشر صفر سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة وغسله

أبي سعد البردانى وَابْن الْقيم بِوَصِيَّة وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة ضحى بِجَامِع الْمَنْصُور أَخُوهُ الشريف أبي الْفضل مُحَمَّد وَلم يسع الْجَامِع الْخلق وَلم يبْق رَئِيس وَلَا مرءوس من أَرْبَاب الدولة وَغَيرهم إِلَّا حَضَره إِلَّا من شَاءَ الله وازدحم النَّاس على حمله وَكَانَ يَوْمًا مشهودا رَآهُ بَعضهم فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ لما وضعت فِي قَبْرِي رَأَتْ قبَّة من درة بَيْضَاء لَهَا ثَلَاثَة أبياب وَقَائِل يَقُول هَذِه لَك ادخل من أَي أبيابهَا شِئْت وَرَآهُ آخر فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ التقيت بِأَحْمَد بن حَنْبَل فَقَالَ لي يَا أَبَا جَعْفَر لقد جاهدت فِي الله حق جهاده وَقد أَعْطَاك الله الرِّضَا مَسْأَلَة نقل ابْن عقيل فِي الْفُنُون فِي رجل حلف على زَوجته بِالطَّلَاق الثَّلَاث لَا فعلت كَذَا فَمضى على ذَلِك مُدَّة ثمَّ قَالَت قد كنت فعلته هَل تصدق مَعَ تَكْذِيب الزَّوْج لَهَا فَأجَاب الشريف تصدق وَلَا يَنْفَعهُ تَكْذِيبه وَأجَاب أبي مُحَمَّد التَّمِيمِي لَا تصدق عَلَيْهِ وَالنِّكَاح بِحَالهِ وَذكر الشريف فِي رُءُوس مسَائِله أَن الْقدر المجزىء مَسحه فِي الْخُفَّيْنِ ثَلَاثَة أَصَابِع وَأَن أَحْمد رَجَعَ إِلَى ذَلِك فِي مسح الْخُف وَمسح الرَّأْس وَكَانَ ينصر أَولا مسح الْأَكْثَر ثمَّ رَأَيْته مائلا إِلَى هَذَا وَهَذَا غَرِيب جدا

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.

 

الإِمَامُ، شَيْخُ الحَنْبَلِيَّة، أَبُو جَعْفَرٍ، عبدُ الخَالِقِ بنِ أَبِي مُوْسَى عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْبَدِ ابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، البَغْدَادِيُّ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَسَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ بِشْرَان، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ الحَرَّانِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ وَغَيْرهُ، وَهُوَ أَكْبَرُ تَلاَمِذَةِ القَاضِي أَبِي يَعْلَى.
قال السَّمْعَانِيّ: كَانَ حَسَنَ الكَلاَمِ فِي المُنَاظرَةِ، وَرِعاً زَاهِداً، مُتْقِناً، عَالِماً بِأَحكَامِ القُرْآن وَالفَرَائِضِ.
وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: لَزِمْتُهُ خَمْسَ سِنِيْنَ، وَكَانَ إِذَا بلغَه مُنْكَرٌ، عَظُمَ عَلَيْهِ جِدّاً، وَكَانَ شدِيداً عَلَى المُبْتَدِعَة، لَمْ تَزل كَلِمَتُهُ عَالِيَةٌ عَلَيْهِم، وَأَصْحَابُهُ يَقمعونهُم، وَلاَ يَردُّهم أَحَد، وَكَانَ عَفِيْفاً نَزِهاً، دَرَّس بِمسجده، ثُمَّ انْتقل إِلَى الجَانب الشَّرْقِيّ يُدَرِّس، ثُمَّ درَّس بِجَامِع المَهْدِيّ، وَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو يَعْلَى، أَوْصَاهُ أَنْ يُغَسِّلَهُ، وَكَذَا لمَا احتُضِرَ الخَلِيْفَةُ القَائِم أَوْصَى أَنْ يُغَسِّلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ، فَفَعَل، وَمَا أَخَذَ شَيْئاً مِمَّا وَصَّى لَهُ بِهِ، حَتَّى قِيْلَ لَهُ: خُذْ قَمِيْصَ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ لِلْبَرَكَةِ، فَنَشَّفَهُ، بفوطَة وَقَالَ: حَصَلَتِ البركَة. ثُمَّ اسْتدعَى المُقتدي، فَبَايَعَهُ منفرداً ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَأُخِذَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي فِتْنَة ابْنِ القُشَيْرِيّ، وَحُبِسَ أَيَّاماً، فَسرَد الصَّوْمَ، وَمَا أَكل لأَحدٍ شَيْئاً، وَدَخَلْتُ، فَرَأَيْتُهُ يَقرَأُ فِي المُصْحَف، وَمَرِضَ، فَلَمَّا ثَقُلَ وَضَجَّ النَّاسُ مِنْ حَبْسِهِ، أُخرج إِلَى الحرِيْم، فَمَاتَ هُنَاكَ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، وَدُفِنَ إِلَى جَانب قَبْر الإِمَام أَحْمَد، وَلَزِمَ النَّاسُ قَبْره مُدَّةً حَتَّى قِيْلَ: خُتِمَ عَلَى قَبْرِهِ عَشْرَة آلاف ختمة.
تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ مُنْقَطِعاً إِلَى العِبَادَةِ وَخُشُونَةِ الْعَيْش وَالصّلاَبَةِ فِي مَذْهَبِهِ، حَتَّى أَفضَى ذَلِكَ إِلَى مُسَارعَة العوَام إِلَى إِيذَاء النَّاس، وَإِقَامَة الفِتْنَة، وَسفكِ الدِّمَاء، وَسَبِّ العُلَمَاء، فَحُبِسَ.
قُلْتُ: كَانَ يَوْمُ مَوْته يوماً مَشْهُوْداً. رَحِمَهُ الله.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.