أحمد جرير
وفي آخر شعبان أو أوائل رمضان عامه (عام ستين ومائتين وألف) توفي أحمد جرير، مجذوب بهلول، ذكر له القادري في وفياته حكاية بأنه كان جماعة من الناس يتحدثون عن الخليفة سيدي محمد بن عبد الرحمان وخروجه في عسكر عظيم لقتال العدو عشية يوم الجمعة ثاني رجب عامه، فجعل الحاضرون يتحدثون على ذلك الجيش الخارج وأنه إن شاء الله يغلب العدو، فالتفت إليهم صاحب الترجمة وقال لهم: بالله الذي لا إله إلاّ هو حتى يرجع منه مهزوما هو وجنوده ويأخذ العدو ماله وخزائنه وبغاله، فكان الأمر كذلك. فلما كان يوم الأربعاء خامس شعبان في السنة المذكورة رجع منهزما. وتوفي صاحب الترجمة بعد انهزامه بأيام قلائل ودفن بالمسجد الأول عن يسار المنعطف من زقاق الرمان للدرب العامر انتهى. بقى ذكره على صاحب السلوة.
إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع- لعبد السلام بن عبد القادر ابن سودة.