أبي سعيد بن أسعد بن محمد بن حسن جان القسطنطيني
تاريخ الولادة | 1003 هـ |
تاريخ الوفاة | 1072 هـ |
العمر | 69 سنة |
مكان الولادة | استانبول - تركيا |
مكان الوفاة | استانبول - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أَبُو سعيد بن أسعد بن مُحَمَّد سعد الدّين ابْن حسن جَان القسطنطيني المولد والمنشأ والوفاة شيخ الْإِسْلَام بن شيخ الْإِسْلَام بن شيخ الْإِسْلَام وعلامة الْعلمَاء الْأَعْلَام الَّذِي ابتهجت بِهِ الْأَيَّام والليالي وافتخرت بِهِ وببيته الْمَرَاتِب العوالي مفتي السلطنة العثمانية وأوحد كبراء الدولة الخاقاقية جمع الْفَضَائِل كلهَا وحوى المحاسن دقها وجلها فَمَا من فَضِيلَة إِلَّا فِيهِ أَصْلهَا ومقرها وَلَا مِدْحَة إِلَّا وَصِفَاته الْعلية أَصْلهَا ومستقرها دَانَتْ لَهُ اللَّيَالِي فَجلى ظلمَة الحنادس وتدانت لَهُ سَمَاء الْمَعَالِي فصافح يَد الثريا وَهُوَ جَالس وَبِالْجُمْلَةِ فحلالة قدره وسمو فخره غنيان عَن التَّعْرِيف وهما مِمَّا يشرفان التوصيف وَكَانَ عَالما فَاضلا أديب كَامِلا بليغ الْخطاب كثير الْآدَاب لَهُ يشوبه فِي المدحة شائب وَجَمِيع صِفَاته حَسَنَة أطايب وَله الْوَقار الَّذِي يرجح على الْجبَال الرواسِي والسكون الَّذِي تتعظ بِهِ الْقُلُوب القواسي وَكَانَ مثابرا على الْعِبَادَة الصَّدقَات ملازما للأوراد الْأَذْكَار فِي الخلوات والجلوات اشْتغل فِي مبدأ أمره وبرع ونظم الشّعْر التركي وَله شعر عَرَبِيّ أَيْضا إِلَّا أَنه قَلِيل أورد مِنْهُ وَالِدي رَحمَه الله فِي تَرْجَمته قطعتين استحسنت أَحدهمَا وَهِي هَذِه وكتبت بهَا على مؤلف الْعَلَاء الطرابلسي فِي الْفَرَائِض
(كتاب نَفِيس للفوائد جَامع ... مُفِيد لطلاب الْمسَائِل نَافِع)
(على حسن تَرْتِيب تجلى مُجملا ... فقرت عُيُون الورى ومسامع)
(بدا معجيا إِذْ لم تَرَ الْعين مثله ... بِهِ نور آثَار الْفَضَائِل لامع)
(لجامعه فَخر الْأَئِمَّة سودد ... لرايات أنوار المكارم رَافع)
(أَفَاضَ عَلَيْهِ الرب من سحب جوده ... فَإِن غمام الْفضل مِنْهُ لوامع)
وَكَانَ لَازم على عَادَة عُلَمَاء الرّوم من عَمه شيخ الْإِسْلَام الْمولى مُحَمَّد وَلم يزل يترقى فِي الْمدَارِس حَتَّى صَار قَاضِي قُضَاة الشَّام ودخلها نَهَار الْأَرْبَعَاء سادس عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ألف وَكَانَ وَالِده مفتي الدولة وَقَالَ الأديب مُحَمَّد بن يُوسُف الكريمي فِي تَارِيخ قدومه
(أَهلا بأكمل فَاضل ... رب الحجى المتكامل)
(يَا مرْحَبًا بقدوم غيث ... فِي مقَام ماحل)
(لما أَتَاهَا حَاكما ... رب الْعَطاء الشَّامِل)
(تَارِيخ مقدمه أَتَى ... فِي بَيت شعر كَامِل)
(زهيت معالم جلق ... بِأبي سعيد الْعَادِل)
وَهُوَ أجل من ولي الشَّام من الْقُضَاة وأعفهم وأعظمهم قدرا وَقد سَار سيرة فِي أَحْكَامه أنست من تقدمه وأتعبت مَا جَاءَهُ بعده وَجَاء الْخَبَر وَهُوَ قَاض أَن السُّلْطَان عُثْمَان بن السُّلْطَان أَحْمد قد تزوج بأخته فَجمع إِلَى سعوده سَعْدا وَبعد ذَلِك بِمدَّة جزئية ورد عَلَيْهِ خبر مقتل السُّلْطَان وعزل وَالِده عَن الْفتيا ثمَّ عزل هُوَ أَيْضا عَن قَضَاء الشَّام ورحل إِلَى الرّوم فِي سادس عشرى شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ بعد وُصُوله الرّوم بِمدَّة ولى قَضَاء بروسه والغلطة ثمَّ قَضَاء قسطنطينة وعزل مِنْهَا ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا ثَانِيًا وَنقل مِنْهَا إِلَى قَضَاء الْعَسْكَر بأناطولي ثمَّ نقل إِلَى روم إيلي وعزل عَنْهَا وأعيد ثَانِيًا ثمَّ صَار مفتي التخت ثَلَاثًا وَكَانَ كلما أُعِيد إِلَيْهَا تَلا قَوْله تَعَالَى هَذِه بضاعتنا ردَّتْ إِلَيْنَا وَكَانَ يكْتب فِي الفتاوي الَّتِي ترفع إِلَيْهِ فَوق السُّؤَال الله الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان وَأول من غير مختارات الْمُفْتِينَ من كتابتهم اللَّهُمَّ يَا ولي الْعِنَايَة والتوفيق نَسْأَلك الْهِدَايَة إِلَى أقوم طَرِيق جده سعد الدّين كَانَ يكْتب اللَّهُمَّ يَا مُجيب كل سَائل نَسْأَلك تسهيل الْوَسَائِل إِلَى حل مشكلات الْمسَائِل ثمَّ تبعه ابْنه أسعد وَالِد أبي سعيد فَكَانَ يكْتب الله الْهَادِي عَلَيْهِ اعتمادي وَأُصِيب فِي آخر تولياته للْفَتْوَى بِنَهْب دَاره وَأخذ لَهُ أَشْيَاء لَا يُمكن حصرها وَكَانَ سَبَب ذَلِك قيام الْعَسْكَر على الْوَزير الْأَعْظَم أبشير وَبعد وُقُوع هَذِه الْحَالة اختفى مُدَّة ثمَّ أَمر بالتوجه نَحْو بِلَاد أناطولي وَأعْطِي قَضَاء قونية فَلم يفعل وَأرْسل إِلَيْهِ قَضَاء الشَّام فَلم يقبله ثمَّ أَمر بِالْعودِ إِلَى وَطنه وَبَقِي فِي الاختفاء مُدَّة مديدة إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة ثَلَاث بعد الْألف وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنّ اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَألف وَدفن بمقبرة أجداده بِالْقربِ من تربة أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ وَبَنُو سعد الَّذين هَؤُلَاءِ يُقَال لَهُم بَيت الخوجا لِأَن جدهم الْمَذْكُور كَانَ معلم السُّلْطَان مُرَاد بن سليم من كبراء الْعلمَاء فِي الدولة كَانَ جدهم حسن جَان الْمَذْكُور عِنْد السُّلْطَان سليم الْأَكْبَر لَهُ الحظوة التَّامَّة وَهُوَ من كبراء دولته الْعلية وَولد لَهُ سعد الدّين وَهُوَ الَّذِي عظم بِهِ قدر بَيتهمْ وسما وتشعبت أبناءه حَتَّى تزينت بهم المحافل والرتب وخلدت مآثرهم فِي دواوين السّير وَالْأَدب وَقد خرج مِنْهُم فذ بعد فذ تطرب المسامع بِذكر اوصافه وتلتذ وكل مِنْهُم عرف بمزيه واختص بفضيلة سنية وفضلهم وَقدم صدارتهم مِمَّا لَا يحْتَاج إِلَى إِيضَاح بل هُوَ أشهر فِي الخافقيني من الصَّباح وَسَيَأْتِي فِي كتَابنَا هَذَا مِنْهُم جمَاعَة كل مِنْهُم مُنْفَرد بترجمة مُسْتَقلَّة.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.