صفية بنت حيي بن أخطب
تاريخ الوفاة | 50 هـ |
مكان الوفاة | المدينة المنورة - الحجاز |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
صَفِيَّة بنت حَيّ بن أَخطب
زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
روى عَنْهَا عَليّ بن الْحُسَيْن فِي الْأَدَب.
رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.
صفية بنت حيي بن أخطب
صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم وقيل ينخوم وقيل نخوم.
والأول قاله اليهود، وهم أعلم بلسانهم، وهم من بني إسرائيل من سبط لاوي بن يعقوب، ثم من ولد هارون بن عمران، أخي موسى صلى الله عليهم، وأم صفية برة بنت سموأل: وكانت زوج سلام بن مشكم اليهودي، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، وهما شاعران، فقتل عنها كنانة يوم خيبر.
روى أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما افتتح خيبر وجمع السبي، أتاه دحية بن خليفة فقال: أعطني جارية من السبي.
قال: " اذهب فخذ جارية ".
فذهب فأخذ صفية.
قيل: يا رسول الله، إنها سيدة قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خذ جارية من السبي غيرها ".
وأخذها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واصطفاها، وحجبها وأعتقها وتزوجها، وقسم لها.
وكانت عاقلة من عقلاء النساء.
أخبرنا أبو جعفر، بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، قال: لما افتتح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القموص حصن ابن أبي الحقيق أتي بصفية بنت حيي، ومعها ابنة عم لها، جاء بهما بلال، فمر بهما إلى قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية صكت وجهها وصاحت، وحثت التراب على رأسها، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أغربوا هذه الشيطانة عني "، وأمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصفية فحيزت خلفه، وغطى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه قد اصطفاها لنفسه، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبلال حين رأى من اليهودية ما رأى: " يا بلال، أنزعت منك الرحمة حتى تمر بامرأتين على قتلاهما؟ ! " وقد كانت صفية قبل ذلك رأت أن قمرا وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأبيها فضرب وجهها ضربة أثرت فيه، وقال: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب! فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألها عنه، فأخبرته الخبر
أخبرنا غير واحد، بإسنادهم عن أبي عيسى، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو عوانة، عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب، عن أنس، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها "
قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا بندار عن عبد الصمد، أخبرنا هاشم بن سعيد الكوفي، أخبرنا كنانة، حدثتنا صفية بنت حيي، قالت: دخل علي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ألا قلت: وكيف تكونان خيرا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟ ! " وكان بلغها أنهما، قالتا: نحن أكرم على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها، نحن أزواج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبنات عمه
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: حدثتني شميسة أو سمية، قال عبد الرزاق: وهي في كتابي سمية عن صفية بنت حيي، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حج بنسائه، فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها، فبكت وجاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها، فنزل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالناس، فلما كان عند الرواح، قال لزينب بنت جحش: " يا زينب، أفقري أختك جملا؟ " وكانت من أكثرهن ظهرا، قالت، أنا أفقر يهوديتك؟ ! فغضب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سمع ذلك منها، فلم يكلمها حتى قدم مكة، وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة، ومحرم وصفر، فلم يأتها ولم يقسم لها، ويئست منه، فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها، فلما رأت ظله، قالت: هذا ظل رجل، وما يدخل علي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فدخل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما رأته، قالت: يا رسول الله، ما أصنع؟ قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: فلانة لك.
قال: فمشى النبي إلى سرير صفية، وكان قد رفع فوضعه بيده، ورضي عن أهله وروى عنها علي بن الحسين، قالت: جئت إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتحدث عنده، وكان معتكفا في المسجد، فقام معي يبلغني بيتي، فلقيه رجلان من الأنصار، قالت: فلما رأيا رسول الله رجعا، فقال: " تعاليا فإنها صفية "، فقالا: نعوذ بالله! سبحان الله! يا رسول الله، فقال: " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ".
وتوفيت سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة خمسين.
أخرجها الثلاثة.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
صفية بنت حيي بن أخطب، من الخزرج: من أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم كانت في الجاهلية من ذوات الشرف. تدين باليهودية، من أهل المدينة. تزوجها سلام ابن مشكم القرظي، ثم فارقها فتزوجها كنانة ابن الربيع النضري، وقتل عنها يوم خيبر. وأسلمت، فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلم. لها في كتب الحديث 10 أحاديث. توفيت في المدينة .
-الاعلام للزركلي-
صفية بنت حيّي
بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن أبي حبيب، من بني النضير، وهو من سبط لاوى بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام.
كانت تحت سلام بن مشكم، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، فقتل كنانة يوم خيبر، فصارت صفية مع السبي، فأخذها دحية ثم استعادها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأعتقها وتزوجها. ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أنس مطولا ومختصرا.
وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، عنه: حدثني والدي إسحاق بن يسار، قال: لما فتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الغموص حصن بني أبي الحقيق أتى بصفية بنت حيي ومعها ابنة عم لها جاء بهما بلال، فمرّ بهما على قتلى يهود، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجهها، وصاحت وحثت التراب على وجهها فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أغربوا هذه الشّيطانة عنّي» . وأمر بصفية فجعلت خلفه وغطّى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه، وقال لبلال: «أنزعت الرّحمة من قبلك حين تمرّ بالمرأتين على قتلاهما» . وكانت صفية رأت قبل ذلك أنّ القمر وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأمّها، فلطمت وجهها، وقالت: إنك لتمدّين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسألها عنه، فأخبرته.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بأسانيد له في قصة خيبر، قال: ولم يخرج من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه، فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرّس بها فأبت عليه فوجد في نفسه، فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر نزل بها هناك فمشطتها أمّ سليم وعطرتها، قالت أم سنان الأسلمية: وكانت من أضوأ ما يكون من النساء، فدخل على أهله، فلما أصبح سألتها عما قال لها. فقالت: قال لي «ما حملك على الامتناع من النّزول أوّلا؟» فقلت. خشيت عليك من قرب اليهود، فزادها ذلك عنده.
وقال ابن سعد أيضا: أخبرنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن سمية، عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان في سفر فاعتلّ بعير لصفية، وفي إبل زينب بنت جحش فضل، فقال لها: «إنّ بعيرا لصفيّة اعتلّ، فلو أعطيتها بعيرا» . فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية! فتركها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها. قالت زينب: حتى يئست منه.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق القاسم بن عوف، عن أبي برزة، قال: لما نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر كانت صفية عروسا في مجاسدها « قال ابن الأثير: هو جمع مجسد- بضم الميم- وهو المصبوغ المشبع بالجسد وهو الزّعفران والعصفر، والجسد والجساد: الزعفران أو نحوه من الصّبغ، وثوب مجسد ومجسّد: مصبوغ بالزعفران وقيل: هو الأحمر والمجسّد: ما أشبع صبغه من الثياب والجمع مجاسد. اللسان 1/ 622» ، فرأت في المنام أنّ الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها، فقصّت ذلك على زوجها، فقال: ما تمنّين إلا هذا الملك الّذي نزل بنا. قال: فافتتحها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فضرب عنق زوجها صبرا ... الحديث. وفيه: فألقى تمرا على سقيفة، فقال: «كلوا من وليمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على صفيّة» .
وذكر ابن سعد من طريق عطاء بن يسار، قال: لما قدمت صفية من خيبر أنزلت في بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة متنقّبة، فلما خرجت خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم على أثرها، فقال: «كيف رأيت يا عائشة؟» قالت:
رأيت يهودية. فقال: «لا تقولي ذلك، فإنّها أسلمت وحسن إسلامها» ..
ولها ذكر في ترجمة أم سنان الأسلمية، وفي ترجمة أمية بنت أبي قيس.
وأخرج من طريق عبد اللَّه بن عمر العمري، قال: لما اجتلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم صفية رأى عائشة منتقبة بين النساء، فعرفها، فأدركها فأخذ بثوبها، فقال: «كيف رأيت يا شقيراء؟» .
وأخرج بسند صحيح من مرسل سعيد بن المسيّب، فقال: قدمت صفية وفي أذنها خوصة من ذهب، فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها.
وأخرج التّرمذيّ من طريق كنانة مولى صفية أنها حدّثته، قالت: دخل عليّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام فذكرت له ذلك. فقال: «ألا قلت: وكيف تكونان خيرا منّي وزوجي محمّد وأبي هارون وعمّي موسى» . وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم منها، نحن أزواجه وبنات عمه.
وقال أبو عمر: كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة، روينا أن جارية لها أتت عمر فقالت:
إن صفية تحبّ السبت وتصل اليهود، فبعث إليها فسألها عن ذلك، فقالت: أما السبت فإنّي لم أحبه منذ أبدلني اللَّه به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما، فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على هذا؟ قالت: الشيطان. قالت: اذهبي، فأنت حرة.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن زيد بن أسلم، قال: اجتمع نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في مرضه الّذي توفي فيه، واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيّي: إني واللَّه يا نبيّ اللَّه لوددت أن الّذي بك بي، فغمزن أزواجه ببصرهن. فقال: مضمضن. فقلن: من أي شيء؟
فقال: من تغامزكنّ بها، واللَّه إنها لصادقة.
روت صفية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وروى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ومولاها الآخر يزيد بن معتب، وزين العابدين علي بن الحسين، وإسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث بن مسلم بن صفوان.
قيل: ماتت سنة ست وثلاثين، حكاه ابن حبان، وجزم به ابن مندة، وهو غلط، فإنه علي بن الحسين لم يكن ولد، وقد ثبت سماعه منها في الصحيحين.
وقال الواقدي: ماتت سنة خمسين، وهذا أقرب.
وقد أخرج ابن سعد من حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية بسند فيه الواقدي قالت:
أنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال: وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية.
وأخرج ابن سعد أيضا بسند حسن عن كنانة مولى صفية، قال: قدمت بصفية بغلة لتردّ عن عثمان، فلقينا الأشتر فضرب وجه البغلة، فقالت: ردّوني لا يفضحني. قال: ثم وضعت حسنا بين منزلها ومنزل عثمان، فكانت تنقل إليه الطعام والماء.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.