مصلح الدين القوجوي

نبذة

الْعَالم الْعَامِل الْكَامِل الشَّيْخ مصلح الدّين القوجوي كَانَ رَحمَه الله عَارِفًا بِاللَّه وَصِفَاته وَكَانَ زاهدا متورعا وَحكى عَنهُ بعض اصحابه انه ارسل مَعَه جملا من الْبر الى الطاحون قَالَ وقدمني النَّاس على انفسهم رِعَايَة لجَانب الشَّيْخ فَلَمَّا ذهبت اليه قَالَ اسرعت فِي الْمَجِيء وَمَا كَانَ السَّبَب فِي ذَلِك فحكيت لَهُ الْقِصَّة فَسكت وَذهب الى جَانب من ساحة دَاره فحفر هُنَاكَ حفيرة وَقَالَ ساعدني على ذَلِك فساعدته حَتَّى رَضِي ثمَّ اتى بالدقيق فدفنه فِي الحفيرة فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ هَذَا الدَّقِيق لَا يجوز اكله ودفنته خوفًا من ان يَأْكُلهُ كلابي

الترجمة

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل الْكَامِل الشَّيْخ مصلح الدّين القوجوي
كَانَ رَحمَه الله عَارِفًا بِاللَّه وَصِفَاته وَكَانَ زاهدا متورعا وَحكى عَنهُ بعض اصحابه انه ارسل مَعَه جملا من الْبر الى الطاحون قَالَ وقدمني النَّاس على انفسهم رِعَايَة لجَانب الشَّيْخ فَلَمَّا ذهبت اليه قَالَ اسرعت فِي الْمَجِيء وَمَا كَانَ السَّبَب فِي ذَلِك فحكيت لَهُ الْقِصَّة فَسكت وَذهب الى جَانب من ساحة دَاره فحفر هُنَاكَ حفيرة وَقَالَ ساعدني على ذَلِك فساعدته حَتَّى رَضِي ثمَّ اتى بالدقيق فدفنه فِي الحفيرة فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ هَذَا الدَّقِيق لَا يجوز اكله ودفنته خوفًا من ان يَأْكُلهُ كلابي وَحكي عَنهُ ايضا انه احضر من يختن ابْنه فختنه واحضر قَصْعَة من الزَّبِيب فَجعله وَلِيمَة لَهُ وَحكى هُوَ ايضا انه قطع لأولاده عباءة وَكَانَت زَوجته فِي الْحمام فَلَمَّا جَاءَت وَرَأَتْ الثِّيَاب فَقَالَت العباء يَلِيق بالذكور وَأما هَذِه الْبِنْت فَيَنْبَغِي لَهَا الثَّوْب من الكرباس فَقَالَ الشَّيْخ اخرت لَهَا هَذَا الثَّوْب الى وَقت تَزْوِيجهَا وَحكى ابْنه الْمولى محيي الدّين مُحَمَّد رَحمَه الله انه قَالَ ذهبت مَعَ وَالِدي الى الْحجاز لِلْحَجِّ وَكنت نَحْو خمس عشرَة سنة اَوْ اكثر قَالَ فَلَمَّا نزلنَا دمشق اعْتكف وَالِدي فِي جَامع بني امية وَكَانَ لَا ينَام اللَّيْلَة بِطُولِهَا وارتاض هُنَاكَ رياضة عَظِيمَة فَقَالَ لي يَوْمًا غلبت عَليّ نَفسِي وشوشت خاطري من جِهَة الْقمل قَالَ فأخرجت قَمِيصه فَوَجَدته مملوءا من الْقمل بِحَيْثُ لم اقدر على قَتلهَا وَإِنَّمَا القيتها بيَدي على الارض قَالَ ثمَّ ذَهَبْنَا الى مَكَّة الشَّرِيفَة وَلما وصلنا اليها شرفها الله تَعَالَى اوصاني الى بعض اصحابه واعطاه مِقْدَارًا من الدَّرَاهِم ليصرف فِي حوائجي قَالَ فَغَاب ابي مِقْدَار شَهْرَيْن وَلم نَعْرِف حَاله ثمَّ حضر وَمَا عرفت ابي فِي أول نظره لما حصل لَهُ من الْبَهْجَة فِي وَجهه الْمُبَارك كَأَن الانوار تتلألأ من وَجهه وَحكى ايضا انه كَانَ الوزراء يزورونه وَهُوَ يوبخهم توبيخا عَظِيما وَيذكر مَا سَمعه من مظالمهم قَالَ وَكَانُوا يَعْتَذِرُونَ اليه ويتوبون عِنْده من الظُّلم ويقبلون يَده مَاتَ قدس سره فِي مَدِينَة قسطنطينية وقبره عِنْد مَسْجده هُنَاكَ

الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.