حسن حسني بن صالح بن عبد الوهاب ابن يوسف الصمادحي:
بحاثة مؤرخ أديب. مولده ووفاته بتونس. تعلم في المهدية وبمدرسة فرنسية بتونس. ثم في الصادقية بها، فمدرسة العلوم السياسية بباريس. وتوفي والده (1322) فعمل موظفا. الى أن سمي عاملا على المهدية (1341 - 1353) برتبة أمير لواء، فعاملا على نابل (الى 58) فرئيسا للاوقاف برتبة أمير أمراء، من 59 إلى 62 (1943 م) فوزير قلم الى 1364 هـ (45 م) فوزير دولة الى 67 هـ (47 م) فمديرا لمصلحة الآثار من 77 (57 م) الى 82 هـ (63 م) وانصرف في خلال حياته الى المطالعة في مكتبة الزيتونة وغيرها. ورشح لبعض المؤتمرات العلمية، كمؤتمر المستشرقين في عاصمة الجزائر سنة 1323 (1905) وسنة 26 هـ لتدريس التاريخ في الخلدونية، وبرزت آثاره الأولى في مجلة المقتبس الدمشقية، ثم أصدر في تونس كتابه (بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ان رشيق - ط) وبعده (خلاصة تاريخ تونس - ط) و (المتخبات المدرسية للناشئة التونسية - ط) وأعيد طبعه باسم (المنتخب المدرسي من الأدب التونسي) ثم سماه (مجمل تاريخ الأدب التونسي) وأصدر (شهيرات التونسيات) ونشر رسائل قديمة حققها، وكتب بالفرنسية (امتزاج العناصر التي يتألف منها الشعب التونسي - ط) و (تقدّم الموسيقى العربية بالمشرق والأندلس وتونس - ط) وجمع مقالات له في كتاب (وراقات عن الحضارة العربية بإفريقية التونسية - ط) سنة 86 (67 م) وأنشأ مكتبة أهداها إلى دار الكتب الوطنية بتونس اشتملت على 951 مخطوطة. وكان من أعضاء المجامع العربية في دمشق والقاهرة وبغداد والمجمع الفرنسي للنقوش والأدب. ونشر فصولا في مجلة الجامعة بتونس - السنة الاولى - عنوانها (نقل الحبيب الى الأديب) ذكر في حواشيها تراجم كثير من أدباء افريقية وغيرها. كما نشر فصولا في التراجم عنوانها (صدور الأفارقة) من كتاب كبير له في الموضوع سألته عن اسمه فقال: كتاب العمر. واطلع على ترجمة للمعتصم الصمادحي (محمد بن معن) فكتب تحتها بخطه: (هو جدنا الأعلى حسب الوثائق التي لدينا منذ ذلك العهد القديم) . وقام برحلات كثيرة لحضور مؤتمرات المستشرقين وغيرهم. وآخر رحلة له حضوره دورة انعقاد المجمع اللغوي في القاهرة سنة 83 (64 م) وأقعده المرض في بيته بعدها إلى أن توفي .
-الاعلام للزركلي-
عبد الوهاب (1301 - 1388 هـ) (1884 - 1968 م)
حسن حسني بن صالح بن عبد الوهاب بن يوسف الصمادحي، جده الأعلى المعتصم الصمادحي (محمد بن معن التجيبي الأندلسي) العالم البحاثة المؤرخ.
ولد في تونس في آخر شعبان 21/ جويلية، وتعلم في الكتاب قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية بالمهدية ثم دخل المدرسة الفرنسية نهج السويد بتونس حيث أحرز على الشهادة الابتدائية سنة 1317/ 1899، وتابع دراسته الثانوية بالمدرسة الصادقية، وكانت باريس هي خاتمة المطاف بالنسبة لتعليمه حيث التحق بمدرسة العلوم السياسية.
ولما توفي والده سنة 1323/ 1904 عاد إلى تونس، وعين متوظفا بإدارة الفلاحة والتجارة في قسم أملاك الدولة سنة 1324/ 1905، ثم سمي رئيسا لادارة الغابات بالشمال التونسي سنة 1328/ 1910، وعين سنة 1335/ 1916 بإدارة المصالح الاقتصادية، وفي سنة 1340/ 1920 سمي رئيسا لخزينة المحفوظات التونسية، وقال عن وظيفته في هذه المصلحة:
«واستفدت كثيرا من هذا العمل حيث أتيح لي الاطلاع على مجرى أحداث التاريخ التونسي منذ الفتح التركي أو بعده بقليل، ولا يخفى أن خزينة المكاتيب الدولية - كما كانت تسمى - هي من محاسن مؤسسات الوزير خير الدين حين مباشرته لشئون الدولة التونسية، وأهم عمل قمت به هناك هو أني وضعت لها جهازا تاما لفهرس محتوياتها في جذاذات محفوظة في صندوق خاص، وهو المعمول به إلى الآن. ولم يكن ذلك موجودا بها من قبل».
وفي سنة 1925 سمي عاملا على المثاليث ومقر الإدارة جبنيانة فسعى جهده لاقرار أهاليها بالأرض لتعميرها، واحداث عدة مكاتب ابتدائية، واحداث طرق معبدة، وتزويد القرى بالماء الصالح للشراب وتنوير مركز العمل ليلا.
وفي سنة 1928 نقل واليا على المهدية، فاجتهد في نشر التعليم في القرى، وكان يلقي كل أسبوع محاضرات في التاريخ الإسلامي وبخاصة في أحداث تلك الجهة في ناديها ونادي الشبيبة المدرسية، واوقف كتبا كثيرة على مكتبات المدينة.
وفي سنة 1935 سمي عاملا على الوطن القبلي (نابل وناحيتها) فاهتم بمصالحها العمومية، وأوقف كثيرا من الكتب العربية على مركز الولاية وعلى القرى الكبيرة والصغيرة.
وفي سنة 1939 عاد إلى العاصمة بصفة وكيل الإدارة المحلية والجهوية يعني شؤون الادارة الداخلية للبلاد. وتحدث عن هذه الفترة فقال: «وفي أثناء مباشرتي لهذا المنصب احلت على التقاعد لبلوغي السن القانوني بعد أربعة وثلاثين عاما من العمل المنهك لكن الإدارة المركزية أبت إلا أن تعينني رئيسا لمصلحة الأوقاف (وذلك سنة 1361/ 1942) فاجتهدت في الذب عن مصالحها ومنع أيدي الطمع والاستبداد إلى أملاك الأوقاف وأراضيها الخصبة».
وفي أواخر الحرب العالمية الثانية وانتهائها من البلاد التونسية انتخب وزيرا للقلم (3 ماي 1943 جويلية 1947) وهو وظيف الاشراف على الشئون الداخلية للبلاد والقيام بتحرير المهم من المكاتيب الدولية ومخاطبة ملوك الخارج.
ولما تخلى عن هذا المنصب أقبل على العمل في تأليفه الكبير «كتاب العمر» وكذلك السفر إلى الأقطار الشرقية والغربية.
ولما نالت البلاد التونسية الاستقلال، وفارق المتوظفون الفرنسيون المصالح الإدارية دعي من جانب الحكومة التونسية الجديدة لرئاسة «المعهد القومي للآثار والفنون» في سنة 1957، وفي تلك الفترة نقلت مصلحة الآثار من محلها القديم «ساباط سوق الفكة» إلى دار الفريق (الجنرال) حسين الذي كان مقرا لقائد الجيش الفرنسي ولأركان الحرب بساحة القصر (أي قصر بني خراسان)، وبعد ترميم الدار جعلت مكاتب الإدارة بقسمها الأعلى، وقسمها الأسفل متحفا للفنون الاسلامية.
وفي مدة رئاسته للآثار تأسست خمسة متاحف أربعة منها للآثار الإسلامية «متحف علي بورقيبة» في رباط المنستير، ومتحف أسد «ابن الفرات» برباط سوسة، ومتحف «ابراهيم بن الأغلب» في القيروان، ومتحف دار حسين المتقدم الذكر، ثم مستودع الآثار الكلاسيكية القرطاجنية في بيت أحد أعيان الرومان بقرطاجنة واهدى لهذه المتاحف ما يملك من آثار وتحف.
وفي تلك المدة نشر فصولا كثيرة في مختلف الجرائد والمجلات العلمية عن الآثار بتونس، وحث أهل الاختصاص في هذا الشان لاخراج ما كتبوه بالعربية والفرنسية، كما كتب تمهيدات لنحو عشرة مؤلفات في شتى الأغراض الأثرية طلب منه مؤلفوها أن يقدمها للقراء.
ومن نشاطه التدريسي أنه درس من سنة 1905 إلى 1924 التاريخ بالمدرسة الخلدونية، ودرس نفس المادة بالمدرسة العليا للغة والآداب العربية بسوق العطارين بين سنتي 1923 و 24.
ونشر فصولا في مجلة «الجامعة» بتونس - السنة الأولى - عنوانها «نقل الحبيب إلى الأديب» ذكر في حواشيها تراجم كثير من أدباء أفريقية وغيرها كما نشر فصولا في التراجم عنوانها «صدور الأفارقة» من كتابه الكبير في الموضوع «كتاب العمر» شارك في مؤتمرات المستشرقين ابتداء من عام 1905 في عاصمة الجزائر، وقدم بحثا عن الاستيلاء العربي بصقلية، وتعرف هناك بثلة من العلماء المشاركين عربا كانوا أو إفرنجا منهم محمد فريد رئيس الحزب الوطني المصري، والشيخ عبد العزيز جاريش، وجورج براون، وآمر دوز، وفولارس، ونولدكي، وكوديرا، وريبيرا وميشال آسين بالاثيوس، وليويس ماسينيون، وولييم مرسي، ومحمد بن أبي الشنب، وغيرهم.
وفي عام 1908 شارك في مؤتمر كوبنهاكن عاصمة الدنمارك، وفي هذا المؤتمر قدم الأب لامنس والأب لويس شيخو اليسوعيان كلاهما بحثا في وصف النبي - ص - بما لا يليق وافتريا عليه، فقام لمعارضتهما فيما قدما، وكان هو المسلم الوحيد الحاضر في هذا المؤتمر، وكان لمعارضته صدى كبير لدى المؤتمرين وتأييد جانب عظيم منهم.
وفي عام 1922 شارك في مؤتمر باريس للمستشرقين الفرنسيين، ثم في المؤتمر المنعقد برباط الفتح بالمغرب الأقصى سنة 1927، ثم في مؤتمر كمبريدج واستانبول ومونيخ، وفي جميعها كان الممثل للحكومة التونسية.
ودعي لحضور الندوات العلمية التي دارت بالبندقية في معهد كونت تشيني Comte Cini، وكذلك ملتقى فيورنسة بايطاليا للتقارب بين الحضارات والأديان برئاسة الأمير الحسن المغربي الشرفية.
ومثل الحكومة التونسية في مؤتمر الموسيقى الشرقية المنعقد بالقاهرة في افريل 1932، وكان قد تعرف قبل ذلك في سنة 1914، بالأمير أحمد فؤاد نجل الخديوي اسماعيل في نابلي بايطاليا قبل أن يصير ملكا لمصر، والملك أحمد فؤاد هو الذي عينه عضوا دائما في مجمع اللغة العربية لأول تأسيسه آخر سنة 1932، وقد شارك بقدر الاستطاعة في الأبحاث والمناقشات الدائرة في المجمع منذ التأسيس لا سيما عند ما أثيرت الدعوى لابدال الحروف العربية باللاتينية، وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي في دمشق، وبغداد والمجمع الفرنسي للنقوش والأدب.
وهو يجيد الفرنسية وقليلا من الايطالية والتركية.
أما اهتماماته بالتاريخ فهو بتأثر من والده فقد قال: «وكان الوالد المرحوم مولعا بفن التاريخ، والعرق دساس كما في الحديث النبوي وله تأليف في أخبار مملكة المغرب الأقصى لم يطبع بعد».
توفي في 18 شعبان 1388/ 9 نوفمبر 1968.
مؤلفاته:
الإرشاد إلى قواعد الاقتصاد، ط تونس 1919.
الإمام المازري، ط 1955، وهو ترجمة لحياته وبحث عن تسلسل السند العلمي في تونس منذ الفتح الإسلامي العربي.
بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق (تونس 1912) والطبعة الثانية بإشراف الأستاذ محمد العروسي المطوي (تونس 1970).
خلاصة تاريخ تونس (تونس 1918 ط 1/) وطبع للمرة الرابعة بتونس 1968.
شهيرات التونسيات (تونس 1934) و (ط 2/ تونس 1965 بإشراف الأستاذ محمد العروسي المطوي).
المنتخب المدرسي من الأدب التونسي (تونس 1908) وأذن الدكتور طه حسين بإعادة طبعه بالمطبعة الأميرية (القاهرة 1944) وط للمرة الثالثة بتونس 1968 بعنوان «مجمل تاريخ الأدب التونسي» وهذه الطبعة نقحها وزاد فيها كثيرا.
ورقات عن الحضارة العربية بافريقية التونسية، جمع فيها بعض مقالاته المنشورة في المجلات.
الجزء الأول (تونس 1965).
الجزء الثاني (تونس 1966).
الجزء الثالث (تونس 1977) بإشراف الأستاذ محمد العروسي المطوي، وفيه بحوث مترجمة عن الفرنسية كان نشرها قبل ذلك.
كتاب العمر.
مشاهير أحبابي.
ما حققه من كتب.
أ - أعمال الاعلام (قسم تاريخ افريقية وصقلية) للسان الدين بن الخطيب (بالرمو 1910).
ب - أحكام السوق ليحيى بن عمر دفين سوسة (ت 289/ 901) رواية أبي جعفر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القصري (ت 321/ 933) نشرته الشركة التونسية للتوزيع طبع الشركة التونسية لفنون الرسم تونس 1975، وقد راجعه وأعده للنشر بعد وفاته الدكتور فرحات الدشراوي.
ج - كتاب آداب المعلمين لمحمد بن سحنون (تونس 1350/ 1937) وأعيد طبعه ثانية بمراجعة الأستاذ محمد العروسي المطوي (تونس 1972).
د - رسائل الانتقاد لمحمد بن شرف القيرواني، نشرها أولا في مجلة «المقتبس»، ثم نشرها مفردة في دمشق سنة 1329/ 1911 في 40 ص (معجم المطبوعات 139)، ونشرها الأستاذ محمد كرد علي ضمن «رسائل البلغاء» دمشق 1331/ 1913) انظر بساط العقيق ط 2/، ص 75 - 76 تعليق 10).
هـ - التبصر بالتجارة للجاحظ (دمشق 1933) (مصر 1945 ط 2/) (بيروت 1966 ط 3/).
و- الجمانة في إزالة الرطانة لمجهول في اللهجة التونسية والأندلسية (المعهد العلمي بمصر 1953).
ز - رحلة التجاني (تونس 1958).
ح - ملقى السبيل لأبي العلاء المعري (دمشق 1912) علق حواشيها وقارن بين آراء المعري وآراء الفيلسوف الألماني شوبنهور.
ط - وصف افريقية والأندلس، أخذه من مسالك الأبصار لابن فضل العمري (تونس 1920) (وانظر معجم المطبوعات 1329).
ى - كتاب يفعول للصاغاني (تونس 1924).
له مكتبة بها مخطوطات عديدة ألحقت بعد وفاته بالمكتبة الوطنية
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - من صفحة 337 الى صفحة 343 - للكاتب محمد محفوظ