محمد بن أحمد بن عبد الله الأموي
اللؤلؤي
تاريخ الوفاة | 350 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمد بن أحمد ويقال أحمد بن عبد الله الأموي المعروف باللؤلؤي صناعة أبيه قرطبي سمع من أبي صالح وطاهر بن عبد العزيز. أفقه أهل زمانه بعد موت بن أيمن وله بصر باللغة والشعر والوثائق برع في علم السنن وتقدم في الفتيا وأخذ من جميع العلوم الإسلامية بنصيب وافر وكان من أهل الحدس الصادق والقياس العجيب والرأي المصيب كان إماماً في الفقه على مذهب مالك مقدماً في الفتيا على أصحابه لم يزل مشاوراً من أيام أحمد بن بقي إلى أن توفي قال إسماعيل بن إسحاق كان اللؤلؤي من أحفظ أهل زمانه بمذهب مالك ولم تكن له رحلة كان صدر المفتين وأدربهم وأفقههم في تلك المعاني وكان مقدماً في الشورى أفقه أهل عصره وأبصرهم بالفتيا وعليه مدار طلاب العلم في زمانه وعليه تفقه محمد بن زرب القاضي وكان أخفش العينين ضعيف البصر وأفرط عليه في آخر عمره حتى كان لا يستبين الكتاب في أيام المناظرة فكان بن زرب يكفي عنه ويمسك الكتاب وقال بن عبد الرؤوف الكاتب: كان فقيهاً حافظاً متفنناً غزير العلم كثير الرواية جيد القياس صحيح الفطنة عالماً بالاختلاف حافظاً للغة بصيراً بالغريب والعربية شاعراً حسن القريض متصرفاً في أساليبه راوية له مميزاً به رغب عن الشعر وتنكب عنه إلى التبحر في الفقه والسنة وأكثر شعره في الوعظ والزهد والمكاتبات وذكره في طبقات شعراء الأندلس وسئل خالد بن سعيد يوماً عن مسألة عويصة
فقال للسائل عليك بأبي بكر اللؤلؤي: فإليه تأتي هذه الأحمال الكبار وأنا إنما تأتيني المخلاة وتبسم. وكانت فيه دعابة يستعملها حتى إن شواطر النساء كن يكتبن له بمسائل من المجون ويتعرضن له بها فيجيبهن ويتخلص وأتته امرأة بسؤال: ما تقول رحمك الله في امرأة وعدت ثم أخلفت ما يجب عليها؟ فكتب أسفل كتابها: أساءت حين وعدت وأحسنت حين أخلفت وله:
إني وإن كنت القريض أقوله ... يوماً فليس على القريض معوليعلمي الكتاب وسنة مأثورة ... وتفنني في أضرب وتحولي
فإذا ذكرت ذوي العلوم وجدتني ... في السبق قدام الرعيل الأول
أشفي العمى ببيان قول فاضل ... يجلو ويكشف كل أمر مشكل
والجمع يعلم أنني لما أقل ... إن أنصفوا في ذاك ما لم أفعل
وتوفي اللؤلؤي سنة خمسين وثلاثمائة وقيل سنة إحدى وخمسين رحمة الله تعالى عليه.
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري