محيي الدين
ابن الخطيب
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 801 و 901 هـ |
نبذة
الترجمة
وَمِنْهُم الْمولى الْعَالم الْعَامِل والكامل الْفَاضِل الْمولى محيي الدّين مُحَمَّد الشهير بِابْن الْخَطِيب تربى فِي صباه عِنْد وَالِده الْمولى تَاج الدّين وَقد تَرْجَمته وقرا عَلَيْهِ الْعُلُوم وَقَرَأَ على الْعَلامَة عَليّ الطوسي وعَلى الْمولى حضر بك ثمَّ صَار مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الصَّغِيرَة بازنيق ثمَّ صَار مدرسا باحدى الْمدَارِس الثمان فَهُوَ من اول المدرسين بهَا ثمَّ عَزله السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لامر جرى بَينهمَا ثمَّ نصح الْمولى الكوراني للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان فاعاده الى مدرسته ثمَّ جعله معلما لنَفسِهِ وَلما ادّعى الْبَحْث مَعَ الْمولى خواجه زَاده قَالَ لَهُ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان انت تقدر على الْبَحْث مَعَه قَالَ نعم سيمالي مرتبَة عِنْد السُّلْطَان فَعَزله السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لهَذَا الْكَلَام وَجعله مدرسا فدرس مُدَّة كَبِيرَة وافاد وَكَانَ طليق
اللِّسَان جريء الْجنان قَوِيا على المحاورة فصيحا عِنْد المباحثة وَلِهَذَا قهر كثيرا من عُلَمَاء زَمَانه حكى لي استاذي الْمولى محيي الدّين الفناري انه كَانَ يقْرَأ على الْمولى ابْن الْخَطِيب مَعَ اخيه المرحوم شاه افندي وَكَانَ المرحوم ابْن الْخَطِيب عِنْد ذَلِك متقاعدا عين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم فَذهب الى السُّلْطَان بايزيد خَان فِي يَوْم عيد وأمرنا ان نَذْهَب مَعَه ليذكرنا عِنْد السُّلْطَان بِخَير وَكَانَ ابْن افضل الدّين مفتيا فِي ذَلِك الْوَقْت وَله تسعون درهما وَكَانَ يتَقَدَّم الْمولى ابْن الْخَطِيب عَلَيْهِ فَلَمَّا مر بالديوان والوزراء جالسون فِيهِ سلم الْمولى ابْن افضل الدّين عَلَيْهِم فَضرب الْمولى ابْن الْخَطِيب بِظهْر يَده على صَدره وَقَالَ هتكت عرض الْعلم وسلمت عَلَيْهِم انت مخدوم وهم خدام سِيمَا وانت رجل شرِيف قَالَ ثمَّ دخل على السُّلْطَان وَنحن مَعَه وَالسُّلْطَان استقبله قَالَ الاستاذ عددت باصبعي فَكَانَ سبع خطوَات فَسلم عَلَيْهِ وَمَا انحنى لَهُ وَصَافحهُ وَلم يقبل يَده وَقَالَ للسُّلْطَان بَارك الله لَك ي هَذِه الايام الشَّرِيفَة ثمَّ ذكرنَا عِنْده وَقَبلنَا يَد السُّلْطَان واوصانا السُّلْطَان بالاشتغال بِالْعلمِ ثمَّ سلم وَرجع ورجعنا مَعَه وَقُلْنَا لَهُ هَذَا سُلْطَان الرّوم واللائق ان تنحني لَهُ وَتقبل يَده قَالَ انتم لَا تعرفُون يَكْفِيهِ فخرا ان يذهب اليه عَالم مثل ابْن الْخَطِيب وَهُوَ رَاض بِهَذَا الْقدر هَذَا مَا حَكَاهُ الاستاذ من تكبره على الوزراء والسلاطين ثمَّ ان السُّلْطَان بايزيد خَان جمعه مَعَ الْمولى عَلَاء الدّين الْعَرَبِيّ وَسَائِر الْعلمَاء وَجرى بَينهمَا مباحثة وانْتهى الْبَحْث الى كَلَام انكر السُّلْطَان عَلَيْهِ لذَلِك كل الانكار وتكدر عَلَيْهِ تكدرا عَظِيما وفطن لذَلِك الْمولى ابْن الْخَطِيب فصنف رِسَالَة فِي بحث الرُّؤْيَة وَالْكَلَام وحقق فِي بحث الْكَلَام مَا ادَّعَاهُ وَذكر فِي خطبتها اسْم السُّلْطَان بايزيد خَان وارسلها بيد الْوَزير ابراهيم باشا فَلَمَّا عرضهَا على السُّلْطَان قَالَ مَا اكْتفى بِذكر ذَلِك الْكَلَام الْقَبِيح الْبَاطِل بِاللِّسَانِ وَكتبه فِي الاوراق اضْرِب برسالته وَجهه وَقل لَهُ انه يخرج الْبَتَّةَ من مملكتي فتحير الْوَزير وكتم هَذَا الْكَلَام من الْمولى ابْن الْخَطِيب وَمَعَ ذَلِك يَرْجُو ابْن الْخَطِيب جَائِزَة من قبل السُّلْطَان وتألم من تأخرها وَقَالَ للوزير اسْتَأْذن السُّلْطَان انا اذْهَبْ من هَذِه المملكة واجاور بِمَكَّة وادى أمره الى الاختلال عِنْد السُّلْطَان فتحير الْوَزير ثمَّ ارسل الى الْمولى الْمَذْكُور عشرَة آلَاف دِرْهَم من مَاله باسم السُّلْطَان وأنسي السُّلْطَان مَا أمره بِهِ من خُرُوج الْمولى الْمَذْكُور عَن مَمْلَكَته وَمَعَ ذَلِك اعْتقد الْمولى الْمَذْكُور ان تَأْخِير الْجَائِزَة وتقليلها من جِهَة الْوَزير وَوَقعت لذَلِك بَينهمَا وَحْشَة عَظِيمَة ثمَّ ان الْمولى جلال الدّين الدواني ارسل كتابا الى بعض اصدقائه بِبِلَاد الرّوم وَهُوَ الْمولى الْمُفْتِي وَكتب فِي حَاشِيَته السَّلَام على الْمولى ابْن الْخَطِيب وعَلى الْمولى خواجه زَاده فَسمع الْمولى ابْن الْخَطِيب هَذَا الْكَلَام فَطَلَبه مِنْهُ وارسله الى الْوَزير الْمَزْبُور فَقَالَ انه يعْتَقد فضل خواجه زَاده عَليّ وانا مفضل عَلَيْهِ بِبِلَاد الْعَجم يدل عَلَيْهِ كتاب جلال الدّين الدواني حَيْثُ قدمني عَلَيْهِ ذكرا فَلَمَّا وصل الْكتاب الى الْوَزير نظر فِيهِ وَقَالَ انه سُؤال دوري والتقديم فِي الذّكر لَا يسْتَلْزم التَّقْدِيم فِي الْفضل وَلَعَلَّ الْمولى ابْن الْخَطِيب لَا يعرف هَذِه المسئلة وَبعد مُدَّة قَليلَة
توفّي الْمولى الْمَزْبُور بتاريخ احدى وَتِسْعمِائَة وَله من المصنفات حواش على حَاشِيَة شرح التَّجْرِيد للسَّيِّد الشريف وَهِي متداولة بَين ارباب التدريس وَبَين الطّلبَة وحواش على حَاشِيَة الْكَشَّاف للسَّيِّد الشريف ايضا وحواش على اوائل شرح الْوِقَايَة لصدر الشَّرِيعَة كتبهَا بامر السُّلْطَان بايزيدخان وَلم يُتمهَا لعائق الزَّمَان وَهُوَ انه كَانَ لَهُ ابْن شَاب فَاضل حَتَّى ان اكثر النَّاس كَانُوا يرجحونه على ابيه فِي الْفضل وَكَانَ مدرسا بمدرسة ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الله الْملك الْبَارِي فَقتله بعض غلمانة
فَلهَذَا بقيت الْحَاشِيَة المزبورة بتراء ثمَّ اشْتغل بِكِتَابَة حَوَاشِي حَاشِيَة الْكَشَّاف وَله حَاشِيَة على اوائل حَاشِيَة شرح الْمُخْتَصر للسَّيِّد الشريف ورسالة فِي بحث الرُّؤْيَة وَالْكَلَام وَقد تقدم ذكرهَا وَله حَاشِيَة على اوائل شرح المواقف وحواش على الْمُقدمَات الاربع ورسالة فِي فَضَائِل الْجِهَاد
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.