أحمد بن محمد بن أحمد العباسي أبي العباس

المستنصر بالله

تاريخ الوفاة660 هـ
مكان الوفاةهيت - العراق
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق
  • دمشق - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

المستنصر بالله أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن يوسف العباسي الهاشمي البغدادي، أول من بويع بالخلافة منهم بمصر، المتوفى بالأنبار في محرم سنة ستين وستمائة وكان محبوساً ببغداد في حبس المستعصم، فأطلقه هولاكو فخرج إلى عرب العراق.

الترجمة

المستنصر بالله أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن يوسف العباسي الهاشمي البغدادي، أول من بويع بالخلافة منهم بمصر، المتوفى بالأنبار في محرم سنة ستين وستمائة وكان محبوساً ببغداد في حبس المستعصم، فأطلقه هولاكو فخرج إلى عرب العراق ووفد على الظاهر بيبرس مع جماعة من بني مهارش في رجب سنة 659، فركب السلطان للقائه وكان يوماً مشهوداً، ثم جلس بالإيوان وقرئ نسبه فثبت وبويع بالخلافة وكتب السلطان بأن يُخطب باسمه، ثم جهزه إلى بغداد من دمشق، فخرج قرا بغا مقدم التتار من بغداد. ومات المستنصر قبل أن يلقاه وتفرق أتباعه.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

المستنصر
الخَلِيْفَةُ الإِمَامُ أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ ابنُ الظَّاهِر بِأَمْرِ اللهِ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّد ابْنِ النَّاصِرِ لدين الله أحمد ابن المستضيئ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ، أَخُو الخَلِيْفَةِ المُسْتَنْصِرِ بِاللهِ مَنْصُوْرٍ وَاقِفِ المُسْتَنْصِرِيَّة.
بُوْيِعَ بِالخِلاَفَةِ أَحْمَدُ بَعْدَ خُلوِّ الوَقْت مِنْ خَلِيْفَةٍ عَبَّاسِيٍّ ثَلاَث سِنِيْنَ وَنِصْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ هَذَا مُعْتَقَلاً بِبَغْدَادَ مَعَ غيره من أولاد الخلفاء، فلما اسْتولَى هُوْلاَكُو عَلَى بَغْدَادَ، نَجَا هَذَا، وَانضمَّ إلى غرب العِرَاقِ، فَلَمَّا سَمِعَ بِسلطنَة الْملك الظَّاهِر وَفَدَ عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ فِي عَشْرَة مِنْ آلِ مهَارش، فَرَكِبَ السُّلْطَان لِلْقَائِهِ وَالقُضَاة وَالدَّوْلَة، وَشَقَّ قصبَةَ القَاهِرَة، ثُمَّ أَثْبَتَ نَسَبَهُ عَلَى القُضَاة، وَبُوْيِعَ فَرَكِبَ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنَ القَلْعَةِ فِي السَّوَادِ حَتَّى أَتَى جَامِعَ القَلْعَةِ، فَصَعِدَ المِنْبَرَ وَخَطَبَ وَلَوَّحَ بِشَرفِ آلِ العَبَّاسِ، وَدَعَا لِلسُّلْطَانِ وَلِلرَّعيَّةِ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ.
قَالَ القَاضِي جَمَال الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ سُومرَ المَالِكِيُّ: حَدَّثَنِي شَيْخُنَا ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ قَالَ: لَمَّا أَخذنَا فِي بَيْعَةِ المُسْتَنْصِر قُلْتُ لِلملكِ الظَّاهِر: بَايِعْهُ. فَقَالَ: مَا أُحْسِنُ، لَكِن بَايِعْهُ أَنْتَ أَوَّلاً وَأَنَا بَعْدَكَ. فَلَمَّا عقدنَا البَيْعَةَ، حَضَرنَا مِنَ الغَدِ عِنْد السُّلْطَان، فَأَثْنَى عَلَى الخَلِيْفَة، وَقَالَ: مِنْ جُمْلَةِ بَرَكَتِهِ أَنَّنِي دَخَلتُ أَمسِ الدَّارَ، فَقصدتُ مَسْجِداً فِيْهَا لِلصَّلاَةِ، فَأَرَى مصطبَة نَافرَة، فَقُلْتُ لِلْغلمَان أَخرِبُوا هَذِهِ. فَلَمَّا هَدَمُوهَا، انفتَحَ تَحْتهَا سَرب، فَنَزَلُوا، فَإِذَا فِيْهِ صنَادِيق كَثِيْرَة مَمْلُوْءة ذهباً وَفِضَّة مِنْ ذخَائِر الْملك الكَامِل، رَحِمَهُ اللهُ.
قُلْتُ: وَهَذَا هُوَ الخَلِيْفَةُ الثَّامنُ وَالثَّلاَثُونَ مِنْ بَنِي العَبَّاسِ، بُوْيِعَ بِقَلْعَةِ الجبلِ فِي ثَالِثَ عَشَرَ رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ. وَكَانَ أَسْمَرَ آدَمَ، شُجَاعاً، مَهِيْباً، ضَخْماً، عَالِي الهِمَّةِ، وَرَتَّبَ لَهُ السُّلْطَان أَتَابَكاً وَأُسْتَاذَ دَار، وَشرَابياً وَخَزْنَدَاراً وَحَاجِباً وَكَاتِباً، وَعيَّن لَهُ خزَانَةً وعدة مماليك، ومئة فَرَسٍ وَعشر قطَارَاتِ جمالٍ وَعشرَ قطَارَاتِ بغَالٍ إِلَى أَمثَالِ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو شَامَةَ: قُرِئَ بالعادلية كتاب السلطان إلى قاضي القضاة نَجْم الدِّيْنِ ابْن سنِيِّ الدَّوْلَة بِأَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْهِم أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ ابْنُ الظَّاهِر وَهُوَ أَخُو المُسْتَنْصِر، وَجَمَعَ لَهُ النَّاس، وَأَثْبَت فِي المَجْلِسِ نَسَبَه عِنْد قَاضِي القُضَاةِ، وَبَدَأَ بِالبَيْعَةِ السُّلْطَانُ، ثُمَّ الكِبَارُ عَلَى مَرَاتِبِهِم، وَنُقِشَ اسْمُهُ عَلَى السِّكَّةِ، وَلُقِّبَ بِلَقَبِ أَخِيْهِ.
قَالَ قُطْب الدِّيْنِ البَعْلِيُّ: وَفِي شَعْبَانَ رَسَمَ الخَلِيْفَةُ بِعَمَلِ خِلْعَةٍ لِلسُّلطَانِ وَبِكِتَابَة تَقليدٍ، وَنُصِبَتْ خَيْمَةٌ بِظَاهِرِ مِصْر، وَركب المُسْتَنْصِر وَالظَّاهِر إِلَيْهَا فِي رَابع شَعْبَان، وَحضرَ القُضَاة وَالأُمَرَاء وَالوَزِيْر، فَأَلبسَ الخَلِيْفَةُ السُّلْطَانَ الخِلْعَة بِيَدِهِ، وَطَوَّقَهُ وَقَيَّدَهُ، وَنُصِبَ مِنْبَرٌ صعد عليه فخر الدين ابن لقمن كَاتِب السِّرِ، فَقَرَأَ التَّقْلِيد الَّذِي أَنشَأَه، ثُمَّ ركب السُّلْطَانُ بِالخِلْعَة وَدَخَلَ مِنْ بَاب النَّصْر، وَزُيِّنَت القَاهِرَة، وَحَمَلَ الصَّاحِبُ التّقليد عَلَى رَأْسه رَاكِباً وَالأُمَرَاءُ مشَاةٌ.
قُلْتُ: ثُمَّ عَزَمَ المُسْتَنْصِر عَلَى التَّوجّه إِلَى بَغْدَادَ بِإِشَارَةِ السُّلْطَان وَإِعَانته، فَذَكَر ابْنُ عَبْدِ الظَّاهِر فِي "سِيْرَةِ المَلِكِ الظَّاهِرِ" أَنَّ السُّلْطَانَ قَالَ لَهُ: أَنفقت علَى الخَلِيْفَة وَالمُلُوْك الموَاصِلَة أَلفَ أَلفٍ وَسِتَّ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ.
قَالَ قُطْب الدِّيْنِ البَعْلِيُّ: ثُمَّ سَارَ هُوَ وَالسُّلْطَان مِنْ مِصْرَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ رَمَضَان، وَدخلاَ دِمَشْقَ فِي سَابعِ ذِي القَعْدَةِ، ثُمَّ سَارَ الخَلِيْفَةُ وَمَعَهُ صَاحِب المَوْصِل وَصَاحِب سِنْجَارَ بَعْد أَيَّام.
قَالَ أَبُو شَامَةَ: نَزَلَ الخَلِيْفَة بِالتُّرْبَةِ النَّاصِرِيَّةِ، وَدَخَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِلَى جَامِع دِمَشْقَ، إِلَى المَقْصُوْرَةِ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُ السُّلْطَان فَصَلَّيَا وَخَرَجَا، وَمشيَا إِلَى نَحْو مَرْكُوب الخَلِيْفَة بِبَابِ البَرِيْد، ثُمَّ رَجَعَ السُّلْطَان إِلَى بَابِ الزِّيَادَة.
قَالَ القُطْب: فَسَافر الخَلِيْفَة، وَصَاحِبُ المَوْصِلِ إِلَى الرّحبَة، ثُمَّ افْترقَا، ثُمَّ وَصل الخَلِيْفَة بِمَنْ مَعَهُ إِلَى مشْهد عَلِيّ، وَلَمَّا أَتُوا عَانَة وَجَدُوا بِهَا الحَاكِم فِي سَبْع مائَة نَفْسٍ، فَأَتَى إِلَى المُسْتَنْصِر وَبَايع، وَنَزَلَ فِي مُخيَّمِه مَعَهُ وَتَسَلَّمَ الخَلِيْفَة عَانَة، وَأَقطعهَا جَمَاعَةً، ثُمَّ وَصل إِلَى الحَدِيْثَة، فَفَتَحهَا أَهْلُهَا لَهُ، فَلَمَّا اتَّصل الخَبَرُ بِمقدمِ المَغُوْلِ بِالعِرَاقِ، وَبشحنَة بَغْدَاد سَارُوا فِي خَمْسَة آلاَف، وَعَسْكَرُوا بِالأَنْبَار، وَنَهبُوا أَهْلَهَا وَقتلُوا وَسَارَ الخَلِيْفَة إِلَى هيت فَحَاصَرَهَا، ثُمَّ دخلهَا فِي آخِرِ ذِي الحِجَّةِ، وَنَهب ذِمَّتهَا، ثُمَّ نَزَلَ الدُّور، وَبَعَثَ طلاَئِعه فَأَتَوُا الأَنْبَارَ فِي ثَالِثِ المُحَرَّمِ سنَةَ سِتِّينَ، فَعَبَرَتِ التَّتَارُ فِي اللَّيْلِ فِي المَرَاكِبِ وَفِي المَخَائِضِ، وَالتَقَى مِنَ الغَدِ الجَمْعَانِ، فَانْكَسَرَ أَوَّلاً الشِّحنَةُ، وَوَقَعَ مُعْظَمُ أَصْحَابِهِ فِي الفُرَاتِ، ثُمَّ خَرَجَ كَمِيْنٌ لَهُم، فَهَرَبَتِ الأَعرَابُ وَالتُّرُكْمَانُ، فَأَحَاطَ الكَمِيْنُ بِعَسْكَرِ الخَلِيْفَةِ، فَحَمَلَ الخَلِيْفَةُ بِهِم، فَأَفرجَ لَهُم التَّتَار، وَنَجَا جَمَاعَة مِنْهُم الحَاكِم فِي نَحْو الخَمْسِيْنَ، وَقُتِلَ عِدَّةٌ، وَالظَّاهِر أَنَّ الخَلِيْفَة قُتِلَ، وَيُقَالُ: بَلْ سَلِمَ، وَأَضمرته البِلاَد، وَلَمْ يَصِحَّ، وَقِيْلَ: بَلْ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ ثَلاَثَة مِنَ التَّتَار وَقُتِلَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي أَوَائِل المُحَرَّم كَهْلاً، وَبعدَ سَنَتَيْنِ بويع الحاكم بأمر الله أحمد.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 

أحمد المستنصر بن الظاهر بن الناصر بن المستنصر بن المستنجد ابن المقتفى العباسى، بويع له بالخلافة بالقاهرة، و لما حضر إلى الديار المصرية فى تاسع شهر رجب ركب السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى‏  و خرج إلى أن تلقاه فى موكب عظيم، و تلقاه و أكرمه، و أنزله بقلعة الجبل، و قصد السلطان إثبات نسبه إلى العباس و تقريره فى الخلافة؛ لكونها كانت شاغرة من يوم قتل المستعصم فى سنة ست و خمسين، فعمل السلطان الموكب، و أحضر الأمراء و القضاة و العلماء و الفقهاء و الصلحاء و أعيان الصوفية بقاعة الأعمدة بقلعة الجبل، و حضر السلطان و تأدب مع المستنصر؛ و جلس بغير مرتبة و لا كرسى، و أمر بإحضار العربان الذين حضروا مع المستنصر من العراق؛ فحضروا، و حضر طواشى من البغاددة، فسألوا: من هذا؟ أهو الإمام أحمد بن الخليفة الظاهر بأمر اللّه بن الناصر لدين اللّه؟ فقال: نعم.
وشهد جماعة بالاستفاضة؛ و هم: جمال الدين نائب الحكم‏  بمصر، و علم الدين بن رشيق، و صدر الدين بن الجزرى، و نجيب الدين الخزامى،
و شهيد الدين المبرفتين‏  نائب الحكم عند قاضى القضاة تاج الدين بن نبت الأعز، فسجل على نفسه بالثبوت، فلما ثبت قام قاضى القضاة قائما، و أشهد على نفسه بثبوت النسبة الشريفة، و بايعه، فتمت بيعة المستنصر بالخلافة.
وكتب السلطان إلى الملوك و النواب بأن يخطبوا باسمه و اسم السلطان الظاهر بيبرس، ثم إن الخليفة أخلع على الظاهر بيبرس خلعة، فلبسها السلطان، و نزل من القلعة فى موكب شق القاهرة؛ و هى فرجيّة سوداء بتركيبة زركش و عمامة سوداء و طوق ذهب و بند ذهب و سيف بداوى، ثم كتب للسلطان تقليدا عظيما، فلما تم ذلك كله أخذ الظاهر بيبرس فى تجهيز المستنصر و إرساله إلى بغداد، فرتب له الأمير (سابقا)  أتابكا، و السيد الشريف أحمد استادارا، و الأمير فتح الدين بن الشهاب أمير خازندار، و الأمير ناصر الدين بن ضيرم دوادارا, و بلبان السهمى و أحمد بن أزدمر اليغمورى دوادارية أيضا، و القاضى كمال الدين السنجارى وزيرا، و عين له السلطان خزانة، و سلاح خانة، و مماليك كبارا و صغارا أربعين مملوكا، و أمر له بمائة فرس و عشر قطر بغال، و عين له البيوتات على العادة، و جهز معه خمسمائة فارس.
ثم تجهز السلطان أيضا، و خرج بعساكره إلى دمشق، ثم من دمشق خرج معه الأمير بلبان الرشيدى و سنقر الرومى و معهما طائفة كبيرة من العساكر المصرية و الشامية، و أوصاهما أن يوصلوا المستنصر إلى الفرات، ثم ودّع السلطان الخليفة و سافر فى ثالث ذى القعدة من سنة تسع و خمسين و ستمائة، و سار إلى أن نزل على الرحبة، فلقى عليها الأمير علىّ بن وهاس‏  من آل فضل فى أربعمائة فارس، فدخلوا فى خدمة المستنصر إلى أن نزل مشهد علىّ، ثم أنه تسلّم العقبة و الحديبية، ثم قصد إليه‏ ، فاتصل خبره قرابغا مقدم التتار ببغداد، و بات المستنصر ليلة الأحد ثالث محرم من سنة ستين بجانب الأخبار، فلما أصبح وصل قرابغا بمن معه من العسكر التتارى، فاقتتلوا، فانكسر مقدم التتار و وقع أكثرهم فى الفرات، و كان قرابغا قد أكمن جماعة من عسكره، فخرج الكمينى‏  و أحاط بعسكر الخليفة، فقتلوا عسكر الخليفة، و لم ينج منهم إلا من أطال اللّه عمره، و ضمرت البلاد الخليفة المستنصر و لم يعلم له خبر إلى يومنا هذا.
- الأرج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء/ علي بن عبد القادر الطبري -.

 

 

أحمد (المستنصر) بن محمد الظاهر ابن الناصر المستضئ، أبي القاسم العباسيّ:
أول الخلفاء العباسيين بمصر. دخلها بعد ثلاث سنين من انقراض عباسية العراق، فأثبت نسبه قي مجلس الملك الظاهر بيبرس البندقداري أمام جمع من العلماء وأركان الدولة، فسّر به الظاهر ووجد فيه قوة جديدة لملكه بجمع الناس وأعلن فيهم الأمر وبايعه بالخلافة، ولقبه بالمستنصر، وأمر أن يخطب باسمه على المنابر وأن ينقش اسمه على النقود وأقيمت له المظاهر وأنزل في دار فخمة. وكان ذلك سنة 659 هـ ولم يكن له ولا لمن ولي بعده عظيم أثر يذكر في الملك، لأنهم إنما كان لهم من الخلافة اسمها وأبهتها - ودام لهم ذلك في مصر مدة 255 عاما - ولم تطل مدة أبي القاسم (المستنصر) فان الظاهر سيره في جيش إلى العراق سنة 659 لاسترداد بغداد من أيدي التتار. فزحف وحارب التتر وانهزم جيشه، وفقد هو،. قيل: قتل في المعركة قريبا من هيت. ويعدّونه الثامن والثلاثين من خلفاء بني العباس  .
-الاعلام للزركلي-.