علي بن سالم بن معالي المارديني نور الدين

ابن سالم علي

تاريخ الولادة789 هـ
تاريخ الوفاة852 هـ
العمر63 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةصفد - فلسطين
أماكن الإقامة
  • صفد - فلسطين
  • القاهرة - مصر

نبذة

عَليّ بن سَالم بن معالي نور الدّين المارديني القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن سَالم. ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بنواحي جَامع المارداني من الْقَاهِرَة

الترجمة

عَليّ بن سَالم بن معالي نور الدّين المارديني القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن سَالم. ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بنواحي جَامع المارداني من الْقَاهِرَة وَكَانَ أَبوهُ زياتا فَنَشَأَ طَالبا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الْبُرْهَان البيجوري والشموس الْبرمَاوِيّ والشطنوفي والغراقي والبساطي ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَكَذَا لَازم شَيخنَا أتم مُلَازمَة وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة خمس عشرَة ثمَّ المسموع من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة ثمَّ السّنَن الْكُبْرَى للنسائي مَعَ كَونه رَفِيقًا لَهُ فِي أسماعه وَسمع عَلَيْهِ شرح النخبة لَهُ وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن سَافر مَعَه فِي سنة آمد وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَقدمه للإستملاء عَلَيْهِ بالديار الحلبية وَأخذ عَن كثير من الشُّيُوخ فِي تِلْكَ الرحلة كالبرهان الْحلَبِي بل سمع قبل ذَلِك على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والنور الفوي والزراتيتي وَطَائِفَة وَبَعضه بِقِرَاءَة شَيخنَا وَحج وناب فِي الْقَضَاء عَنهُ وأهانه الْأَشْرَف ظلما فَإِنَّهُ اشْتَكَى لَهُ بِسَبَب حكم فَسَأَلَهُ عَن الشُّهُود لم لم تكْتب أَسْمَاءَهُم فِي الحكم فَقَالَ أَنه لَيْسَ بِشَرْط فعارضه بعض الْحَاضِرين بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لِلْأَمْرِ بضربه خُصُوصا وَقد كَلمه التركي بعد أَن كَلمه السُّلْطَان بالعربي بِقصد التَّقَدُّم بذلك وغفل عَن كَونه عَيْبا عِنْدهم فَضرب بِحَضْرَتِهِ وَأخذ شاشه وأهين إهانة صعبة فَخرج مكسور الخاطر لكَونه مَظْلُوما وَكثر التوجع لَهُ وَلم يكن إِلَّا الْيَسِير وابتدأ بالأشرف توعك مَوته، وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بالجمالية عوضا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وبالحسنية عوضا عَن شَيخنَا وَفِي الْفِقْه بمدرسة أم السُّلْطَان وَفِي التصدير فِي الْفَرَائِض بالسابقية وَولي قَضَاء صفد اسْتِقْلَالا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ انْفَصل عَنهُ ثمَّ أُعِيد وَتوجه إِلَيْهَا بعد أَن رغب عَن تدريسي لحَدِيث للنواحي وَعَن الْفِقْه والفرائض لأبي البركات والهيثمي فَأَقَامَ بصفد على قَضَائهَا حَتَّى مَاتَ فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وخكسين وَلم يعلم وَاحِد مِنْهُ وَشَيخنَا بِمَوْت الآخر بل كَانَ مِمَّن أوصى إِلَيْهِ شَيخنَا وَغَيره رحمهمَا الله وَكتب فِي وَصيته مَا عَلَيْهِ من منجمات أصدقاء نِسَائِهِ وَأَن يُوفي ذَلِك عَنهُ فَفعل وَلَده ذَلِك وَقد سَمِعت بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي بل سَمِعت عَلَيْهِ بمشاركة شَيخنَا وَغَيره وَكَانَ فَاضلا بارعا مشاركا فِي فنون عَارِفًا بِاللِّسَانِ التركي بِحَيْثُ عمل قَوَاعِد النَّحْو على اللُّغَة التركية حَرِيصًا على الْفَائِدَة مديما للمطالعة خَفِيف الرّوح لطيف الْعشْرَة كثير التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة وَالْأَحْكَام والتردد فِي عقد النِّيَّة بِحَيْثُ يكَاد يخرج من الصَّلَاة وَقد أغْلظ لَهُ شَيخنَا بِسَبَب ذَلِك فَأخْرجهُ فِي قالب مجون، وَاتفقَ لَهُ مَعَ بعض ظرفاء الْعَوام أَنه أحرم مَعَه بِصَلَاة الْمغرب فَأطَال جدا ثمَّ لما سلم قَالَ لَهُ هَل غَلطت فِي الصَّلَاة فَقَالَ لَهُ الْعَاميّ أَنا الَّذِي غَلطت بصلاتي مَعَك وَقد أوردت فِي الْجَوَاهِر وَغَيرهَا من تصانيفي من نوادره أَشْيَاء، وَجمع فِي الْحلم وَالْغَضَب وَمَكَارِم الْأَخْلَاق جُزْءا قدمه للظَّاهِر. وَبَلغنِي أَنه كَانَ عمل مقامة للبدري بن مزهر يلْتَمس فِيهَا لقراء وَلَده وَكَانَ بديع الْجمال الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا فَلم يجبهُ مَعَ وعده لَهُ بِأَنَّهُ إِذا برع فِي هَذِه الْفُنُون يرغب لَهُ عَمَّا باسمه من الْوَظَائِف لتخيل الْبَدْر مِنْهُ وَمِنْهَا:
(إِذا التَّمْر البدري من فيض فَضلكُمْ ... جنيناه لَا بدعا وَمَا ذَاك مُنكر)

(لِأَنَّك فرع طَابَ أصلاوكيف لَا ... ترجى ثمار الْفضل وَالْأَصْل مزهر)
نقبل الأَرْض بَين يَدي الْمقر العالي مَالك رُتْبَة الْمَعَالِي حائز جَوَاهِر الْأَلْفَاظ الثمينة والنفيس من الدّرّ الغالي مَوْلَانَا فلَان وَوَقع لَهُ من جملَة أَوْصَافه المرشد من فضل تنبيهه الْحسن إِلَى منهاج الْهِدَايَة الْحَاوِي رَوْضَة الْفَضَائِل الَّتِي لَيْسَ لَهَا نِهَايَة وَهُوَ الَّذِي من حفظ منهاجه وراعاه حصل لَهُ من أَنْوَاع الْخَيْر والكفاية مَا كَفاهُ وَهُوَ الرَّاوِي لفعله حسان الْآثَار عَن سلفه الْكِرَام ذَوي الْفضل وَالْقَبُول والراوي لما اتّصف من الْخَيْر المسموع بالموصول قِيَامه مَعَ ذَوي الْحَاجَات مَشْهُور متواتر ولسان الْمُلْحِدِينَ بَين يَدَيْهِ مقكوع بِسيف نطقه الباتر تفرد عَن أقرانه بالأقوال الْمَرِيضَة وشذ عَنْهُم بالأخلاق الطّيبَة الزكية وَلَا بدع فِي ذَلِك لِأَن أُصُوله الطّيبَة كَانُوا كَذَلِك إِلَى أَن قَالَ: والبرهان عَلَيْهِ ظَاهر لأخفاء فِيهِ وَقِيَاس هَذَا الْفَرْع على تِلْكَ الْأُصُول جلي لَا فَارق فِيهِ ثمَّ هُوَ فرع أصل يُقَاس فَرعه الْكَرِيم بِهِ وَلَا يُقَاس لِأَنَّهُ جَازَ الْمعَانِي المفقودة فِي الْخَبَر وَهَذِه مُعَارضَة لذَلِك الْقيَاس وَقد نسخ الله بِهَذَا الْبَيْت السعيد آثَار من عداهُ فَالله يبقيه دَائِما سلما لمن سالمه وعاداه وَقيد مبغضه بِقَيْد الخمول وَأطلق لِسَان من آوى إِلَى هَذَا الْبَيْت السعيد ينشد وَبقول:
(أَصبَحت من بعد خمولي الَّذِي ... قد كَانَ مسموعا ومرويا)

(أعمل فِي الْأَيَّام مَا أشتهي ... لأنني أَصبَحت بَدْرِيًّا)
إِلَى أَن قَالَ: وَلما تمثل العَبْد بَين يَدي سَيِّدي فِي الزَّمَان الْمَاضِي قصد الْأَعْرَاب عَمَّا فِي ضَمِيره فَوجدَ الْوَقْت غير مضارع للْحَال الْمُنَاسب فَاخْتَارَ على السّكُون بِنَاء الْأَمر فِيهِ.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.