يعقوب باشا الوزير قدم حلب مرتين مرة حين انفصاله من صيدا ماراً إلى أدرنة ومرة حين قدمها والياً سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف سار في مبدء أمره سيرة حسنة بحلب ثم جاز لما أمر بالجردة من حلب لاستقبال الحجيج ولم يعد منها لحلب بل توجه إلى دار السلطنة فإنه كان دعى للمصاهرة وكان رحمه الله تعالى لا بأس به له شفقة ومحبة للفقراء وفي أيامه وصل سفير طهماس قولي المدعو بنادرشاه من مملكة إيران لحلب مجتازاً لدار السلطنة واحتفلت له الدولة العلية إظهار الأبهة السلطنة ومعه تسعة من الفيلة عل ظهورهم التخوت وهم أمام السفير كل هنية يقفون لسلامه ويأمرهم الفيال فيطأطئون خرطومهم حين السلام وكان وصولهم لحلب ثامن شوال سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف وكان يوماً مشهوداً حضرت أهل القرى كلها لأجل مشاهدة الفيلة واسم هذا السفير حجي خان كان من أهل العناد والطغيان وكان قدم سفير آخر من طهماس المذكور واجتاز بحلب عاشر شوال سنة خمس وأربعين ومائة وألف لجمع الأسارى والقصة مشهورة إلا أنه لم يكن بهذه الأبهة وخرجت إليه نساء الأعاجم اللاتي كن أخذن أسارى واستولدن فمنهم من أبي وهو الأقل والباقون تبعوا السفير لارتكاب القبائح علناً وتوفي بعد ذلك بقليل رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل