يعقوب الهنديابن يوسف الملقب بالهندي الحنفي الرومي الكاتب المشهور الماهر الكامل ولد ببلدة نيكدة وقدم قسطنطينية وأخذ بها الخط المنسوب وأنواعه عن يحيى الكاتب الرومي وحصل وأتقن الكتابة والخط المنسوب وتنافس الناس بخطوطه ودخل الحرم السلطاني وخم مدة ثمة ثم خرج على عادتهم بكتابة وقف علي باشا العتيق الكائن بدار السلطنة قسطنطينية المذكورة ثم رفعت عنه لأمر كان ولما ولي الوزارة العظمى الوزير علي باشا الشهيد جعله معلماً لخدامه وغلمانه وأعطاه كتابة وقف علي باشا المذكور وأرجعها إليه بموجب التوقيع السلطاني بعد أن أخذت عنه ولما جرى على الوزير المذكور ما جرى واستشهد في واقعة سفر النمجة سنة ثمان وعشرين ومائة وألف تعرض بعض الحساد لأذية المترجم وسعى بأخذ الكتابة المذكورة عنه فوليها غيره ولما رأى المترجم من الزمان ما كدر عيشه الصافي وبدل في فرحه بالترح خرج من قسطنطينية يسبر الأغوار والأماصر وقدم البلاد الشامية وارتحل منها للحجازية والمصرية واستقام مدة بهذه الأقطار ورأيت من خطه آثار حسنة الوضع والكتابة والبعض منها عندي وذكر أنه كتبها بدمشق سنةاثنتين وثلاثين بعد المائة ثم بعد أن جاب البلاد وانقضت مدة الاغتراب عاد لدار السلطنة ووافاه الخط الكامن في خبايا الأيام وعين معلماً للخط المنسوب في الدائرة السلطانية وكان السلطان أحمد خان الثالث يهش إذا رأى المترجم وهو الذي لقبه بالهندي ثم تغيرت به الأحوال ووقع من الهرم بأوحال وانقطع في داره سنين وكانت وفاته بقسطنطينية سنة ست وتسعين ومائة وألف ودفن باسكدار ونيكدة بكسر النون وياء ثم كاف ساكنة ودال مفتوحة وهاء بلدة بالقرب من قونية رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل