يحيى بن أحمد بن حسن الأسطواني

تاريخ الوفاة1159 هـ
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

يحيى الاسطواني ابن أحمد بن حسن بن محمد بن محمد بن سليمان العاقل المفنن الاسطواني الحنفي الدمشقي الفاضل الأديب كان فاضلاً أديباً عارفاً بارعاً كاتباً منشئاً يعرف كثيراً من الفنون مع اللطافة وحلو المعاشرة وحسن المحاضرة والخط الحسن والانشاء البليغ والصوت الشجي المطرب.

الترجمة

يحيى الاسطواني ابن أحمد بن حسن بن محمد بن محمد بن سليمان العاقل المفنن الاسطواني الحنفي الدمشقي الفاضل الأديب كان فاضلاً أديباً عارفاً بارعاً كاتباً منشئاً يعرف كثيراً من الفنون مع اللطافة وحلو المعاشرة وحسن المحاضرة والخط الحسن والانشاء البليغ والصوت الشجي المطرب اشتغل بطلب العلم على جماعة من علماء عصره كالأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري ولازم الفقيه علم الدين صالح الجينيني وأعاد له درسه في الدرر والغرر مدة سنين وصار مرة كاتباً للأسئلة الفقهية وأميناً على الفتوى وأعطى رتبة الداخل المتعارفة بين الموالي ودرس بالمدرسة الجقمقية وكان في ابتداء أمره أحد الشهود والكتاب بمحكمة الباب لكن الدهر به تقلب وعلى نفسه تغلب حتى أورثه السوداء ومع ذلك فلم يترك مطالعة الشعر والكتب الأدبية ومن شعره الذي غلا سعره قوله ولم أقف له على غيرها
خذا حيثما غيض الرياض رواتع ... فقلبي بهاتيك الأجارع والع
وجدّا خليلي السرى فلقلما ... تعرّض للساري الملث موانع
ودونكما تجدا ورامة واندبا ... فؤاد كئيب كي تجيب الأجارع
ففيها لقد ضاع الفؤاد وكم بها ... غدوت أخاً وجد وسرّى ذائع
فلله ما أحلى المقام برامة ... فياليت شعري هل لها أنا راجع
وياما أحيلي صدح ورق حمائم ... إذا ساجلتها في الغوير سواجعفكم لي في وادي الأراك أحبة ... أقاموا ولي بين التلاع مواتع
وكم حملتني نسمة سحرية ... عبير عرار والبدور طوالع
لقد كاد فودى أن يشيب لبعدهم ... على إنني في الوصل خلى طامع
فخير زمان في المسرة لا مرا ... فإنّ به غصن الشبيبة يانع
فقل لي رفيقي هل أداني ربوعهم ... وتسفر عن بدر السرور مطالع
وينعم بالي وصل سعدي بلعلع ... وصبح التهاني بالتواصل ساطع
ألم ترني إن لاح برق منادياً ... ألا يالصحبي ها أنا اليوم جازع
وأنشد من وجدي وفرط صبابتي ... أبرق بدا من جانب الغور لامع
وإن ما تذكرت العذيب رأيت من ... عيوني شآبيب الدموع تسارع
أروم انكتام الأمر والوجد مظهر ... من الشوق ما ضمت عليه الأضالع
فكم رام سلواني العذول مزخرفاً ... لزور مقال وهو فدم مخادع
إذا قال دع ذكر التوله والهوى ... أجبت بقول للملام يدافع
لئن حفظت أيدي الغرام مكانتي ... فمدح خليل الفضل قدري رافع
ألا وهو مقدام العلوم ومن سما ... بآيات فضل ما لديها مدافع
وأحرز في مضمار كل فضيلة ... على الرغم سبقا لم تنله المطامع
همام على هام المجرّة فخره ... له أصل مجد في السيادة فارع
وليس له في العلم صنو وماله ... بنيل المعالي في البرايا مضارع
وأنى يساوي كنه فضل صفاته ... وشأو ضليع ليس يدرك ظالع
إليه لدى أهل الفضائل إن بدا ... خفى من المعنى تشير الأصابع
هو الجهبذ الشهم الذي بلغ العلا ... وحل ذرى التحقيق إذ هو يانع
إذا جال فوق الطرس طرف يراعه ... أتته المعاني وهي طرّاً خواضع

فلم أنس يوماً فزت فيه بنظرة ... وأعين حسادي عليه هواجع
أتيت حماه والفؤاد قد انطوى ... على كرب قد أبدعتها الوقائع
فبدّلها المولى سروراً وبعدها ... أمنت وضمتني إليها المضاجع
ألا يا خدين المجد يا فرد عصره ... بنظرة لطف منك إني قانع
لقد حزت من أسنى المفاخر ذروة ... لعمري عنها غير ذاتك شاسع
إليك ابن صدّيق النبي فريدة ... لقد وشحتها في القريض بدائع
أتتك وطير السعد أمّك ساجعاً ... فطابت بطيب السمع منه المسامع
وعذراً فإن الفكر مني قاصر ... ولكنما جهد المقل المدامع
فدم راقياً أوج العلاء مؤيداً ... وعزمك للأعداء كالسيف قاطع
مدا الدهر ما أبدى المشوق إلى اللقا ... أنيناً وما أبدى التواضع خاشع
وما صاغ يحيى في البديع قوافيا ... تفوق الدراري أو ترنم ساجع
وكانت وفاته ليلة السبت سادس عشري ذي الحجة سنة تسع وخمسين ومائة وألف ودفن بمرج الدحداح خارج باب الفراديس رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل