حسن بن أرتنا
الأمير بدر الدين الشيخ حسن بن النوين الحاكم بالروم، تقدم ذكر والده في مكانه.
كان هذا الشيخ حسن المذكور ذا حسن باهر، وجمال ظاهر، يفتن من يراه، ويسبح من خلقه وبراه، لأنه كان حسنه بديعا، ومن يشاهده صديعا، بوجه كأنه القمر إذا بزغ، وجفن بسحره نفث الشيطان ونزغ، وشكله تام القامه، كامل الهامه.
مرض في سيواس فانكسفت شمسه وأودع جوهر شخصه رمسه.
سمع به الأمير سيف الدين طشتمر نائب حلب، وأنه وصل إلى بهسنى، لأنه كان قد أرسله أبوه إلى الشيخ حسن الكبير ببغداد، فكتب إلى نائب بهسنى بطلبه، فحضر إليه إلى حلب، فأعجبه شكله وبهت لحسنه، فخلع عليه خلعة سنية، وأعاده إلى والده؛ وكان والده قد خطب له ابنة صاحب ماردين الملك الصالح شمس الدين، فأجابه إلى ذلك وجهزها إليه، وما أظنه دخل بها، بل مرض في سيواس، وكان والده في قيصرية، فتوفي رحمه الله تعالى في شوال سنة ثمان وأربعين وسبع مئة. وكتب أبوه إلى صاحب ماردين؛ يقول له: إن لي ابناً آخر يصلح لزواجها، وأعطاها مدينة خرتبرت.
أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).
الْحسن بن أرتنا بن حسن بن النوين الْحَاكِم بالروم كَانَ جميلاً إِلَى الْغَايَة حضر إِلَى بهسنا فَبلغ طشتمر نَائِب حلب خَبره فَأرْسل يَطْلُبهُ من أَبِيه فَأرْسلهُ فَلَمَّا رَآهُ أعجبه شكله وخلع عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ إِلَى أَبِيه وَتزَوج هُوَ بعد ذَلِك بنت الصَّالح صَاحب ماردين فَمَاتَ قبل دُخُوله بهَا وأسف عَلَيْهِ أَبوهُ وَكَانَ مَوته بسيواس فِي شَوَّال سنة 748
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-