فيض الله بن محمد الأخسخوي الرومي
تاريخ الوفاة | 1199 هـ |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
فيض الله الأخسخوي ابن محمد الأخسخوي الرومي الدفتري بدمشق وأحد رؤساء الكتاب في الدولة المعبر عنهم بالخواجكان خدم في أوائل أمره الوزير أحمد باشا المتوفي بمصر وكان أتقن الكتابة والانشاء في التركية وصار خازنه ثم لما عين الوزير المذكور إلى نظام جزيرة قبرس وإزالة العصاة من رعاياها وأهاليها وظفر بهم وقتل من قتل أرسل من طرفه المترجم برؤس القتلى على عادة الدولة فحصل للدولة السرور وأعطى رتبة الخواجكان وهي معتبرة بين رؤساء الكتاب ثم لم يزل مستخدماً عند الوزير المذكور حتى توفي فارتحل إلى القسطنطينية وقطن بها مدة ثم لما صدر من طرف أمير مصر الأمير علي والأمير محمد أبي الذهب ما صدر في دمشق ونواحيها وأظهر العصيان الشيخ ظاهر بن عمر الزيداني الصفدي حاكم عكا وأرسلت الأوامر السلطانية وعين من طرف الدولة الوزير عثمان باشا الوكيل رئيساً على العساكر والوزراء والأمراء المأمورين في السفر بذلك أرسل المترجم دفترياً في المعسكر السلطاني بدمشق ولما انقضت تلك الفتنة وخمدت نارها بوفاة الأمير علي والشيخ ظاهر وأبي الذهب عاد لطرف الدولة وفي سنة تسع وثمانين ومائة وألف قدم لدمشق دفترياً بها وعزل عن المنصب المذكور محمد بن حسين بن فروخ الدفتري ثم لم تطل مدة سلفه ومات واستولى على داره ومتعلقاته وتركته بما اقتضاه رأيه لوفاته عن غير ولد وذهبت تركة المتوفي المذكور وتخاطفتها أيدي ذوي الشوكة إذ ذاك ثم كبر جأش المترجم وتعرض للمخالطة في الأمور وأحدث القلمية بالأمر السلطاني التي تؤخذ من أرباب المالكانات والاقطاعات العثمانية وكانت مرفوعة بالأمر السلطاني من سنة ثلاثين ومائة وألف وسوعد في اجرائها ثم إنه تصدى لمعارضة الرؤساء والأعيان بدمشق حتى توصل لحاكمها وكافلها أمير الحج الشامي الوزير محمد باشا ابن العظم ثم عزل عن منصبه وصار مصطفى بن علي الحموي دفترياً من طرف الدولة ولم تطل مدته ومات دفترياً وكان المترجم ارتحل لقسطنطينية بعد عزله وتولى المنصب المذكور قبل وفاة الحموي فصادف موته عزله وجاء المترجم بالأمر السلطاني لحاكم البلدة محمد باشا المذكور من طرف الدولة بتقرير منصبه ثم بعد دخوله بأيام ارتحل على العادة الوزير المذكور لطرف القدس حاكماً مكانه في غيبته فظهرت منه أشياء غير محمودة يرجع غالبها للأنفة والشدة حتى إنه وقع بينه إذ ذاك وبين المولى محمد طاهر بن محمودالقاضي بدمشق وبين آغة القول على الحلبي حتى إن بعض الأنفار من القول هجموا على مقر حكومته وهي السراي وخرجت أتباعه لدفعهم وردهم وانقضت الفتنة ذلك اليوم ثم بعد رجوع الحج لدمشق عرض الوزير كافل دمشق المذكور لطرف الدولة بسوء حال المترجم فعزل عن منصبه وأجلى بالأمر السلطاني لبلدة قونية وصار دفترياً مكانه يوسف الحلبي كاتب ديوان كافل دمشق المذكور ثم أطلق وارتحل لقسطنطينية وقدم دمشق مأموراً من طرف الدولة بالأوامر السلطانية على أمير الجردة ووالي طرابلس الشام عبد الله باشا ابن الكافل المذكور رغبة في عفو والده عنه وكتبت له الدولة كتباً بالتوصية به ثم بعد أداء مأموريته وذلك في جمادي الأولى سنة سبع وتسعين ومائة وألف توفي الكافل محمد باشا وبعد موته بأيام قلائل جاء له المنصب المذكور من طرف الدولة وصار دفترياً بدمشق وكان قبل موته هو كتب للدولة عن صيرورته له فجاء له المنصب على كتابته فتعرض للناس وتقوى وظهر منه طمع في الأمور وتغلب ولما وصل خبر ذلك للدولة واتهم بأخذ البعض من مال الباشا المتوفي وتركته وإنه هو الباعث على اخفاء المخلفات المظنونة لتراخيه عن الختم على دور الوزير المذكور وأماكنه تحسن عندهم رفعه لقلعة دمشق فجاء الأمر السلطاني برفعه فرفع للقلعة وبقي المنصب عليه ثم أطلق بعد أيام وانزوى بعد ذلك وانكف عن المخالطة واقتصر على أمور نفسه حتى مات وكانت وفاته بدمشق يوم السبت رابع عشر محرم الحرام سنة تسع وتسعين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير بالقرب من بلال الحبشي رضي الله عنه والأخسخوي نسبة إلى أخسخه بألف مفتوحة وخاء معجمة وسين مهملة وخاء معجمة أيضاً وهاء ناحية تشتمل على بلاد وقرى مشهورة بالروم والله أعلم.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.