غياث الدين البلخي الشافعي الشريف العالم العامل العارف الورع الزاهد ابن الشيخ الكامل جمال الدين ابن الشيخ العارف غياث الدين التوراني وتوران علم على مملكة الأزبك مولده كما أفاد رحمه الله تعالى سنة سبع وثلاثين ومائة وألف ببلخ وهو وأباؤه ببلخ مشهورون مشايخ نقشبنديون وللناس فيهم مزيداً اعتقاد ولم يزل بينهم بركة ذلك الناد إلى أن توجه عليهم طهماس فأباد نظام هاتيك البلاد وشتت شمل من بها من العباد فارتحل صاحب الترجمة بعد وفاة أبويه إلى بخارى واشتغل على علمائها إلى أن فات الأقران ثم خرج منها ودخل السند والهند واليمن والحجاز ومصر والشام ووصل إلى حلب سنة خمس وسبعين ومائة وألف فأقام بها مدة في حجرة بجامعها الأموي ثم عزم على التوجه إلى بغداد فخرج منها إلى عينتاب فمرض هناك وعاد إلى حلب واشتد مرضه إلى أن توفي يوم الأربعاء قبيل الظهر ثالثعشر رمضان سنة خمس وسبعين ومائة وألف ودفن خارج باب أنطاكية بتربة الولي المشهور الشيخ تغلب شرقي تربته رحمه الله تعالى ومن مات من أموات المسلمين أجمعين.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.