محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عباد الهروي أبي عاصم العبادي
تاريخ الولادة | 375 هـ |
تاريخ الوفاة | 458 هـ |
العمر | 83 سنة |
مكان الولادة | هراة - أفغانستان |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عباد الْهَرَوِيّ الإِمَام الْجَلِيل القَاضِي أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ
صَاحب الزِّيَادَات وزيادات الزِّيَادَات والمبسوط وَالْهَادِي وأدب الْقَضَاء الَّذِي شَرحه أَبُو سعد الْهَرَوِيّ فِي كِتَابه الإشراف على غوامض الحكومات وَله أَيْضا طَبَقَات الْفُقَهَاء وَكتاب الرَّد على القَاضِي السَّمْعَانِيّ كَذَا رَأَيْت فِي فصل ابْن باطيش وَغير ذَلِك
كَانَ إِمَامًا جَلِيلًا حَافِظًا للْمَذْهَب بحرا يتدفق بِالْعلمِ وَكَانَ مَعْرُوفا بغموض الْعبارَة وتعويص الْكَلَام ضنة مِنْهُ بِالْعلمِ وحبا لاستعمال الأذهان الثاقبة فِيهِ
مولده سنة خمس وَسبعين وثلاثمائة
أَخذ الْعلم عَن أَرْبَعَة القَاضِي أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ بهراة وَالْقَاضِي أبي عمر البسطامي والأستاذ أبي طَاهِر الزيَادي وَأبي إِسْحَاق الإسفرايني بنيسابور
قَالَ القَاضِي أَبُو سعد الْهَرَوِيّ لقد كَانَ يَعْنِي أَبَا عَاصِم أرفع أَبنَاء عصره فِي غزارة نكت الْفِقْه والإحاطة بغرائبه عمادا وَأَعْلَاهُمْ فِيهِ إِسْنَادًا
قَالَ وتغليق الْكَلَام كَانَ من عَادَته الَّتِي لم يُصَادف على غَيرهَا فِي مُدَّة عمره
قَالَ والمحصلون وَإِن أزروا عَلَيْهِ تغميض الْكَلَام وتحروا الْإِيضَاح عَلَيْهِ لَكِن جيلا من الْعلمَاء الْأَوَّلين عَمدُوا على التغميض وفضلوه على الْإِيضَاح وَكَأَنَّهُم ضنوا بالمعاني الَّتِي هِيَ الأعلاق النفيسة على غير أَهلهَا
ثمَّ قَالَ مَعَ أَن السَّبَب الَّذِي دَعَاهُ إِلَى التغليق وَحمله على التغميض أَنه كَانَ من المتلقنين على الإِمَام أبي إِسْحَاق الإسفرايني وَمن تصفح مصنفات أبي إِسْحَاق لَا سِيمَا تجربة الأفهام فِي الْفِقْه ألفاها على شدَّة الغموض والإغلاق
وَاعْلَم أَن الْأُسْتَاذ أَبَا إِسْحَاق أعدى الشَّيْخ أَبَا عَاصِم بدائه وَذهب بِهِ فِي مَذْهَب الْإِيضَاح عَن سوائه
انْتهى كَلَام أبي سعد
روى أَبُو عَاصِم عَن أبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سهل القراب وَغَيره
وروى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي صَالح الْمُؤَذّن
مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة
وَمن الرِّوَايَة عَنهُ وَهِي عزيزة
أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن قيم الضيائية قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا
أسمع بقاسيون أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي سَمَاعا أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الْوَاحِد بن أبي المطهر الْقَاسِم بن الْفضل الصيدلاني إجَازَة أخبرنَا أَبُو سعد إِسْمَاعِيل بن الْحَافِظ أبي صَالح أَحْمد بن عبد الْملك النَّيْسَابُورِي أخبرنَا الشَّيْخ الإِمَام أَبُو عَاصِم مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَبَّادِيّ الْهَرَوِيّ أخبرنَا أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سهل القراب أخبرنَا أَبُو عَليّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رزين الباشاني حَدثنَا عبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء حَدثنَا سُفْيَان حَدثنَا عمَارَة بن الْقَعْقَاع عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله من أَحَق النَّاس مني بِحسن الصُّحْبَة قَالَ أمك
قَالَ ثمَّ من قَالَ أمك
قَالَ ثمَّ من
قَالَ أَبوك
فَكَانُوا يرَوْنَ أَن للْأُم الثُّلثَيْنِ وَللْأَب الثُّلُث
رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب عَن قُتَيْبَة عَن جرير عَن عمَارَة بن الْقَعْقَاع عَن أبي زرْعَة بِهِ
وَقَالَ فِي عقبه وَقَالَ عبد الله بن شبْرمَة وَيحيى بن أَيُّوب حَدثنَا أَبُو زرْعَة مثله
رَوَاهُ مُسلم عَن قُتَيْبَة وَزُهَيْر كِلَاهُمَا عَن جرير عَن عمَارَة بن الْقَعْقَاع بِهِ
وَعَن أبي بكر بن أبي شيبَة عَن شريك
وَعَن أبي كريب عَن مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن أَبِيه كِلَاهُمَا عَن عمَارَة بن الْقَعْقَاع بِهِ
وَأخرجه ابْن مَاجَه عَن أبي بكر بن أبي شيبَة
وَبِه قَالَ وَحدثنَا سُفْيَان عَن زَائِدَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن ربعي عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اقتدوا باللذين من بعدِي أبي بكر وَعمر)
أخرجه التِّرْمِذِيّ عَن الْحسن بن الصَّباح الْبَزَّار عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن زَائِدَة بِهِ
وَعَن أَحْمد بن منيع وَغير وَاحِد كلهم عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر نَحوه
وَقَالَ الْحسن وَكَانَ سُفْيَان يُدَلس فِي هَذَا فَرُبمَا ذكر زَائِدَة وَرُبمَا لم يذكرهُ وَرُوِيَ بِإِسْنَاد أتم من هَذَا وَهُوَ هَكَذَا سُفْيَان عَن زَائِدَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن هِلَال مولى ربعي عَن ربعي
وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن عَليّ بن مُحَمَّد عَن وَكِيع
وَعَن ابْن بشار عَن مُؤَمل كِلَاهُمَا عَن سُفْيَان الثَّوْريّ بِهِ
وَبِه قَالَ حَدثنَا سُفْيَان قَالَ حَدثنِي عبد ربه عَن عمْرَة عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول (بِسم الله تربة أَرْضنَا بريقة بَعْضنَا يشفي سقيمنا بِإِذن رَبنَا)
أخرجه البُخَارِيّ عَن عَليّ بن عبد الله
وَعَن صَدَقَة بن الْفضل الْمروزِي
وَمُسلم عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب وَابْن أبي عمر
وَأَبُو دَاوُد عَن زُهَيْر بن حَرْب وَعُثْمَان بن أبي شيبَة
وَالنَّسَائِيّ عَن أبي قدامَة السَّرخسِيّ
وَابْن مَاجَه عَن أبي بكر بن أبي شيبَة
سبعتهم عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبد ربه بن سعيد بِهِ
وَمن الْمسَائِل والغرائب والفوائد عَن أبي عَاصِم
قَالَ فِي الزِّيَادَات تعلم الْقدر الزَّائِد من الْقُرْآن على مَا تصح بِهِ الصَّلَاة أفضل من صَلَاة التَّطَوُّع لِأَن حفظه وَاجِب على الْأمة)
وَقَالَ الْمَرِيض إِذا كَانَت عَلَيْهِ زَكَاة وَلَا مَال لَهُ يعزم على أَن يُؤدى إِن قدر على مَا فرط وَلَا يستقرض لِأَنَّهُ دين وَقَالَ شَاذان بن إِبْرَاهِيم يستقرض لِأَن حق الله تَعَالَى أَحَق
وَقَالَ إِذا أولج قبل الصُّبْح فخشى فَنزع وطلع الصُّبْح فأمنى لم يفْسد صَوْمه وَهُوَ بِمَنْزِلَة الِاحْتِلَام
وَقَالَ الْوَصِيّ إِذا أدّى الْمُوصى بِهِ من مَاله ليرْجع فِي التَّرِكَة جَازَ إِن كَانَ وَارِثا وَإِن لم يكن يعد وَلَا يرجع لِأَن الدّين لَا يثبت فِي ذمَّة الْمَيِّت
وَفِي زيادات الزِّيَادَات على أبي عَاصِم فِيمَن وكل وكيلين بِقبُول نِكَاح امْرَأَة لَهُ وَله أَخَوان فزوج كل أَخ من وَكيل وَوَقع العقدان مَعًا قَالَ بِأَن يفْرض أَنَّهُمَا تكلما بِالْعقدِ والمؤذن يَقُول الله أكبر وَفرغ كل مِنْهُمَا عِنْد بُلُوغه حرف الرَّاء إِن العقد بَاطِل لِأَن الزَّوْج وَإِن كَانَ وَاحِدًا فالإيحاب وَالْقَبُول مُخْتَلِفَانِ لِأَن الْمُوجب لأحد الوكيلين لَو قبله مِنْهُ الثَّانِي لم يَصح فسقطا
قلت الْمَسْأَلَة مسطورة فِي الرَّافِعِيّ وَالصَّحِيح فِيهَا الصِّحَّة غير أَنه وَقع فِي الرَّافِعِيّ أَن أَبَا الْحسن الْعَبَّادِيّ حكى عَن القَاضِي وَغَيره الْبطلَان فَرُبمَا توهم من لَا خبْرَة لَهُ أَن القَاضِي هُوَ القَاضِي الْحُسَيْن
وَأغْرب من ذَلِك أَن النَّوَوِيّ أسقط فِي الرَّوْضَة لفظ أبي الْحسن وَاقْتصر على ذكر الْعَبَّادِيّ والعبادي إِذا أطلق لَا يتَبَادَر الذِّهْن مِنْهُ إِلَّا إِلَى أبي عَاصِم نَفسه فَرُبمَا توهم أَيْضا أَن أَبَا عَاصِم نقل ذَلِك عَن القَاضِي الْحُسَيْن وَأَبُو عَاصِم أقدم من القَاضِي الْحُسَيْن ولادَة ووفاة وَإِنَّمَا القَاضِي الْمشَار إِلَيْهِ فِيمَا اعْتقد هُوَ القَاضِي أَبُو عَاصِم نَفسه وَلَده أَبُو الْحسن إِذا أطلق القَاضِي فَإِنَّمَا يَعْنِي أَبَاهُ وَلَعَلَّ ذَلِك خَفِي على الرَّافِعِيّ وَإِلَّا فَكَانَ يحسن أَن يَقُول وَحكى أَبُو الْحسن الْعَبَّادِيّ عَن أَبِيه القَاضِي أبي عَاصِم وَغَيره
فَإِن قلت فقد ذكر الْعَبَّادِيّ القَاضِي الْحُسَيْن فِي كتاب الطَّبَقَات فَغير بدع أَن ينْقل عَنهُ
قلت ذكره لَهُ فِي الطَّبَقَات ذكر الأصاغر للأكابر وَالْقَاضِي الْحُسَيْن نقل عَن الْعَبَّادِيّ فِي غير مَوضِع وَيُمكن أَن يتَّفق الْعَكْس وَهُوَ نقل الْعَبَّادِيّ عَن القَاضِي الْحُسَيْن لَكنا لم نر ذَلِك وَلَا يظْهر فِيمَا ذَكرْنَاهُ وَلَا حَامِل على الْحمل عَلَيْهِ بعد الْبَيَان الَّذِي بَيناهُ
وَعَن القَاضِي أبي عَاصِم فِي عَالم وعامي أسرا وَعند الإِمَام مَا يفْدي أَحدهمَا أَن الْعَاميّ أولى لِأَنَّهُ رُبمَا يفتن عَن دينه والعالم إِذا أكره يتَلَفَّظ وَقَلبه مطمئن بِالْإِيمَان
قَالَ بِخِلَاف مَا لَو دخل عَالم وعامي حَماما وَلَيْسَ هُنَاكَ إِلَّا إِزَار وَاحِد فالعالم أولى بِهِ لِأَن الْعَالم بِعِلْمِهِ يمْتَنع عَن النّظر إِلَى عَورَة الْعَاميّ إِن كشف عَوْرَته
قَالَ أَبُو عَاصِم أَنْشدني أَبُو الْفَتْح البستي الأديب لنَفسِهِ
(رميتك من حكم الْقَضَاء بنظرة ... وَمَا لي عَن حكم الْقَضَاء مناص)
(فَلَمَّا جرحت الخد مِنْك بنظرة ... جرحت فُؤَادِي والجروح قصاص)
الْبَحْث عَن ثمَّ هَل هِيَ عِنْد القَاضِي أبي عَاصِم كالواو فِي اقْتِضَاء الْجمع الْمُطلق
ذكر الإِمَام الشَّيْخ الْوَالِد رَحمَه الله فِي كتاب الطوالع المشرقة فِيمَن قَالَ وقفت على أَوْلَادِي ثمَّ أَوْلَاد أَوْلَادِي أَن القَاضِي الْحُسَيْن نقل عَن أبي عَاصِم أَنه لَا يَقُول بالترتيب بل يحملهُ على الْجمع
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام وَكَذَلِكَ نَقله ابْن أبي الدَّم وَقَالَ إِن ثمَّ عِنْده كالواو
ثمَّ توقف الشَّيْخ الإِمَام فِي ثُبُوت ذَلِك عَن أبي عَاصِم مُطلقًا وَذكر أَنه لم يجده فِي كَلَامه وَأَنه إِن صَحَّ فَيحمل على أَن ثمَّ عِنْده كالواو فِي هَذِه الْمَسْأَلَة لِأَن ثمَّ إنْشَاء لَا يتَصَوَّر دُخُول تَرْتِيب فِيهِ كَقَوْلِه بِعْت هَذَا ثمَّ هَذَا لَا يَصح إِرَادَة التَّرْتِيب حَتَّى يُقَال ينْتَقل الْملك قَرِيبا بل يكون كالواو
قَالَ وَأما إِنْكَار أَن ثمَّ للتَّرْتِيب مُطلقًا فيجل أَبُو عَاصِم عَنهُ فَإِن ذَلِك مِمَّا لَا خلاف فِيهِ بَين النُّحَاة والأدباء والأصوليين وَالْفُقَهَاء بل هُوَ من الْمَعْلُوم باللغة بِالضَّرُورَةِ
قَالَ وَقد تكلم الْمُفَسِّرُونَ من زمَان ابْن عَبَّاس إِلَى الْيَوْم فِي قَوْله تَعَالَى {ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِي دُخان} فِي الْجمع بَينهَا وَبَين قَوْله {وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها} وَذكروا أقوالا فِي تَأْوِيل بعد وَلم يذكر أحد مِنْهُم أَن ثمَّ لَيْسَ للتَّرْتِيب فَوَجَبَ حمل كَلَام أبي عَاصِم على مَا قُلْنَاهُ وَلِهَذَا يَقُول كثير من النُّحَاة وَغَيرهم إِنَّهَا للتَّرْتِيب فِي الْخَبَر فيقيدون الْكَلَام تَحَرُّزًا عَن الْإِنْشَاء
نعم يدْخل ثمَّ أَيْضا فِي متعلقات الْإِنْشَاء مِمَّا لَيْسَ بِخَبَر كَقَوْلِك اخْتَرْت هَذَا ثمَّ هَذَا وَأطَال الشَّيْخ الإِمَام فِي هَذَا الْفَصْل
قلت وَقد نقل عَن بعض النُّحَاة مِنْهُم الْفراء والأخفش وقطرب إِنْكَار كَونهَا للتَّرْتِيب فَلَا بدع أَن يوافقهم أَبُو عَاصِم غير أَن الْمَنْقُول عَنهُ أَن الْوَاو للتَّرْتِيب وَلَا يُمكن قَائِل هَذَا أَن يُنكر تَرْتِيب ثمَّ فَإِن الْجمع بَين المقالتين لَا يُمكن الذّهاب إِلَيْهِ فَمن ثمَّ توقف الْوَالِد فِي تثبيته عَلَيْهِ وَالْوَالِد أَيْضا لَا يثبت خلاف هَؤُلَاءِ وهم عِنْده محجوجون إِن ثَبت النَّقْل عَنْهُم بِزَمَان ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فَمن بعده وَمن ثمَّ صرح بِنَفْي الْخلاف وزعمه مَعْلُوما فِي اللُّغَة بِالضَّرُورَةِ فَلَا تعجب مِنْهُ إِذا حمل كَلَام أبي عَاصِم على مَا حمل إِنَّمَا تعجب من بعض أَصْحَابه مِمَّن يَأْخُذ الْقدر الَّذِي يفهمهُ من كَلَامه فيفرقه فِي كتبه غير معزو إِلَيْهِ كَيفَ ينْقل الْخلاف فِي ثمَّ وَيجْعَل كَونهَا للتَّرْتِيب أمرا مُخْتَلفا فِيهِ خلافًا قَرِيبا ثمَّ ينْقل مقَالَة أبي عَاصِم وَيَقُول إِنَّمَا قَالَهَا فِي هَذِه الصُّورَة خَاصَّة وَذَلِكَ أَنه أَخذ مقَالَة أبي عَاصِم من كَلَام الْوَالِد وَرَأى فِيهِ أَنه لَعَلَّه إِنَّمَا قَالَهَا فِي هَذِه الصُّورَة بِنَاء على اعْتِقَاده وَأَن لَا خلاف فِيهَا فتابعه فِي ذَلِك غافلا عَن نَفسه وإثباتها الْخلاف وَذَلِكَ صنع من لَا يتَأَمَّل مَا يصنع
وإنشاء ذكره الْوَالِد من التَّرْتِيب فِي الْإِنْشَاء فبحث نَفِيس هُوَ المخترع لَهُ وَكَانَ كثيرا مَا يردده ويطيل التفنن فِيهِ ولعلنا نشبع الْكَلَام عَلَيْهِ فِي مَكَان آخر
وأذكره لَيْلَة حَضَرنَا ختمة وَكَانَ من الْحَاضِرين الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي شيخ الشُّيُوخ وَهُوَ عَلَاء الدّين الْمُتَأَخر الْحَنَفِيّ لَا السَّابِق شَارِح الْحَاوِي فَإِنِّي لم أره فَقَرَأَ القارىء {لترون الْجَحِيم ثمَّ لترونها عين الْيَقِين} فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ الإِمَام مَا معنى هَذَا التَّرْتِيب فِي الْإِنْشَاء فَلم يفهم الرجل مَا يَقُول الشَّيْخ الإِمَام بِالْكُلِّيَّةِ فَأخذ يُوضح لَهُ وَهُوَ لَا يدْرِي على فَضِيلَة كَانَت فِيهِ رَحمَه الله
قَالَ أَبُو عَاصِم فِي الزِّيَادَات إِذا ختم الْقُرْآن فِي الصَّلَاة فِي الرَّكْعَة الأولى فَإِنَّهُ يقْرَأ فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة الْفَاتِحَة وشيئا من أول سُورَة الْبَقَرَة لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (خير النَّاس الْحَال المرتحل) وَفَسرهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا لما سُئِلَ عَنهُ انْتهى
وَنَقله النَّوَوِيّ فِي كتاب التِّبْيَان عَن بعض الْأَصْحَاب وَسكت عَنهُ
قَالَ أَبُو عَاصِم فِي أدب الْقَضَاء إِذا حجر القَاضِي على السَّفِيه وَأشْهد عَلَيْهِ لَا يتَصَرَّف إِلَّا فِي الطَّلَاق وَالْإِقْرَار بِالْقصاصِ وَغَيره من مُوجبَات الْحُدُود وَهل يُؤَاجر نَفسه فِيهِ قَولَانِ
قَالَ أَبُو سعد الْهَرَوِيّ ذكره الْإِشْهَاد على سَبِيل الِاحْتِيَاط لَا أَنه ركن فِي صِحَة الْحجر
فسر أَبُو عَاصِم كلمة التنصر بِشَيْء عَارضه فِيهِ القَاضِي أَبُو سعد وَسكت عَلَيْهِ الرَّافِعِيّ بِأَن ظَاهره غير مُسْتَقِيم وسأذكره فِي تَرْجَمَة أبي سعد آخر هَذِه الطَّبَقَة وأوجه كَلَام أبي عَاصِم
طبقات الشافعية الكبرى للإمام تاج الدين السبكي
محمد بن أحمد بن محمد العبادي الهروي، أبو عاصم:
فقيه الشافعي، من القضاة. ولد بهراة وتفقه بها وبنيسابور، وتنقل في البلاد.
وصنف كتاب، منها " أدب القضاة " و " المبوسط " و " الهادي إلى مذهب العلماء " و " طبقات الشافعيين - ط " .
-الاعلام للزركلي-
محمد بن أحمد بن محمد العبادي الهروي، أبي عاصم: فقيه الشافعي، من القضاة. ولد بهراة وتفقه بها وبنيسأبير، وتنقل في البلاد. من مصنفاته: أدب القضاة والمبوسط ,توفي رحمهالله تعالى سنة 458 هـ .ينظر : طبقات الشافعيين لابي الفداء : 433 , الأعلام للزركلي : 5/314 . انظر ترجمة أبي سعيد الهروي في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 365، تهذيب الأسماء 2/ 236، طبقات الشافعية لابن هداية الله ص 187، طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 519.