علي بن محمد الطوسي البتاركاني علاء الدين

تاريخ الوفاة877 هـ
مكان الوفاةسمرقند - أوزبكستان
أماكن الإقامة
  • ماوراء النهر - أفغانستان
  • تبريز - إيران
  • استانبول - تركيا

نبذة

الْعَالم الْفَاضِل عَلامَة زَمَانه واستاذ اوانه الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ الطوسي نور الله تَعَالَى مضجعه، قرا فِي بلادالعجم على عُلَمَاء عصره وَحصل الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم كلهَا وَمهر فِيهَا وفَاق أقرانه ثمَّ أَتَى بِلَاد الرّوم وأكرمه السُّلْطَان مرادخان وَأَعْطَاهُ مدرسة ابيه.

الترجمة

وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل عَلامَة زَمَانه واستاذ اوانه الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ الطوسي نور الله تَعَالَى مضجعه
قرا فِي بلادالعجم على عُلَمَاء عصره وَحصل الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم كلهَا وَمهر فِيهَا وفَاق أقرانه ثمَّ أَتَى بِلَاد الرّوم وأكرمه السُّلْطَان مرادخان وَأَعْطَاهُ مدرسة ابيه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان بِمَدِينَة بروسه وَعين لَهُ كل يَوْم خمسين درهما ثمَّ ان السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لما فتح مَدِينَة قسطنطينية جعل ثَمَانِي من كنائسها مدارس واعطى وَاحِدَة مِنْهَا للْمولى الْمَذْكُور وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم وَأَعْطَاهُ قَرْيَة هِيَ أقرب الْقرى من مَدِينَة قسطنطينية ولقبت تِلْكَ الْقرْيَة بقرية مدرس وَهِي الان مشتهرة بذلك وَأعْطى وَاحِدَة مِنْهَا للْمولى خواجه زَاده وَوَاحِدَة مِنْهَا للْمولى عبد الكريم وَكَذَلِكَ عين لكل من الْبَوَاقِي مدرسا من فضلاء ذَلِك الدَّهْر ثمَّ لما بنى الْمدَارِس الثمان هُنَاكَ نقل التدريس مِنْهَا اليها والموضع الَّذِي عين للْمولى عَليّ الطوسي مشتهر الان بِجَامِع زيرك وَكَانَ وقتئذ حولهَا مِقْدَار اربعين من الحجرات يسكن فِيهَا الطّلبَة وَفِي بعض الايام اتى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان تِلْكَ الْمدرسَة وامر بعض الطّلبَة ان يحضر الْمولى الطوسي فَحَضَرَ فامره ان يدرس عِنْده وان يجلس فِي مَكَانَهُ الْمُعْتَاد فَجَلَسَ الْمولى وَجلسَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فِي جَانِبه الايمن والوزير مَحْمُود باشا مَعَه وأحضر الطّلبَة فقرأوا عَلَيْهِ حَوَاشِي شرح الْعَضُد للسَّيِّد الشريف فانبسط الْمولى لحضور السُّلْطَان فِي مَجْلِسه وَحل من المشكلات والدقائق مَالا يُحْصى وَنشر من الْعُلُوم والمعارف مَا لم تسمعه الاذان فطرب السُّلْطَان مُحَمَّد خَان عندمشاهدة فضائله حَتَّى ي يرْوى انه قَامَ وَقعد من شدَّة طربه فَأمر للْمولى الْمَذْكُور بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وخلعة نفيسة سنية واعطى لكل وَاحِد من الطّلبَة خَمْسمِائَة دِرْهَم ثمَّ ذهب وَالْمولى مَعَه الى مدرسة الْمولى عبد الكريم وَلم يتجاسر هُوَ ان يدرس عِنْد الْمولى الْمَزْبُور فعابه السُّلْطَان على ذَلِك ثمَّ انه مر فِي بعض الايام على مدرسة الْمولى خواجه زَاده وَهُوَ متهيء للدرس فَسلم عَلَيْهِ السُّلْطَان وَلم يدْخل الْمدرسَة واوصاه بالاشتغال وَذهب ثمَّ ان السُّلْطَان مُحَمَّد خَان اعطى الْمولى الطوسي مدرسة وَالِده السُّلْطَان مرادخان بِمَدِينَة ادرنه وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم وَلما ذهب هُوَ الى بِلَاد الْعَجم بنى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان جنب تِلْكَ الْمدرسَة مدرسة اخرى وَجعل الْمِائَة نِصْفَيْنِ وَعين لكل وَاحِدَة من المدرستين المزبورتين كل يَوْم خمسين درهما ثمَّ ان السُّلْطَان مُحَمَّد خَان أَمر الْمولى الْمَزْبُور وَالْمولى خواجه زَاده ان يصنفا كتابا للمحاكمة بَين تهافت الامام الْغَزالِيّ قدس سره والحكماء فَكتب الْمولى خواجه زَاده وأتمه فِي اربعة اشهر وَكتب الْمولى الطوسي وأتمه فِي سِتَّة اشهر وسمى كِتَابه بالذخر وفضلوا كتاب الْمولى خواجه زَاده على كتاب الْمولى الطوسي وَأعْطى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لكل وَاحِد مِنْهُمَا عشرَة آلَاف دِرْهَم وَزَاد خواجه زَاده خلعة نفيسة كَانَ ذَلِك هُوَ السَّبَب فِي ذهَاب الْمولى الطوسي الى بِلَاد الْعَجم ثمَّ انه لما وصل الى تبريز لَقِي هُنَاكَ الشَّيْخ الالهي كَانَ الشَّيْخ من تلامذة الْمولى الطوسي فَعمل الشَّيْخ لَهُ ضِيَافَة فِي بعض بساتين تبريز وَكَانَ هُنَاكَ مَاء جَار فَقعدَ الْمولى الطوسي عِنْده ونكس رَأسه كالمتفكر فجَاء اليه الشَّيْخ وَقَالَ يَا مَوْلَانَا فيماذا تتفكر قَالَ حصل لي هُنَا خطور خاطر وَذهب عني مَا بِي من تشويش الخاطر بترك بِلَاد الرّوم ومناصبها فانشد الشَّيْخ بَيْتا فارسيا مضمونه ان فرَاغ الخاطر افضل من كل مَا يتَمَنَّى فصاح الْمولى هُنَاكَ وخر مغشيا عَلَيْهِ ثمَّ افاق رَحمَه الله تَعَالَى على حَاله ثمَّ انه ذهب الى مَا وَرَاء النَّهر وَوصل الى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه خواجه عبيد الله وَحصل هُنَاكَ مَا حصل وَوصل الى مَا وصل من المقامات السّنيَّة والمعارف الذوقية وَله رَحمَه الله تَعَالَى حواش على شرح المواقف للسَّيِّد الشريف وحواش على حَاشِيَة شرح الْعَضُد للسيدالشريف ايضا وحواش على التَّلْوِيح لمولانا التَّفْتَازَانِيّ وحواش على حاشِيَة شرح الْكَشَّاف للسَّيِّد الشريف وحواش على حَاشِيَة شرح الْمطَالع للسَّيِّد الشريف ايضا وكل تصانيفه مستحسنة مَقْبُولَة عندالعلماء والفضلاء وَقَالَ بعض الْعلمَاء كنت فِي صغري اقرا على وَاحِد من طلبة الْمولى الطوسي وَكَانَ من اولاد بعض الاكابر وَكَانَ لَهُ فرش ووسائد نفيسة فَدخل الْمولى الطوسي حجرته يَوْمًا وَقَالَ مَا احسن فرشك ووسائدك فَقَالَ ذَلِك الرجل انها عَادَتْ اخلاقا فَقَالَ الْمولى هَذَا يدل على الدولة الْقَدِيمَة قَالَ الرَّاوِي هَذَا اول مَا شَعرت بِهِ من اعْتِبَار المزايا فِي الْكَلَام روح الله روحه وَزَاد فِي أَعلَى غرف جنانه فتوحه

الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.

 

 

علي بن محمد الطوسي البتاركاني، علاء الدين:
حكيم، من فقهاء الحنفية. من أهل سمرقند.
أقام زمنا في القسطنطينية، وأكرمه السلطان مراد العثماني ثم ابنه محمد ابن مراد ورحل إلى تبريز، ومنها إلى ما وراء النهر، ومات في سمرقند.
من كتبه " الذخيرة - ط " في المحاكمة بين كت أبي تهافت الفلاسفة للغزالي والحكماء لابن رشد، و " حاشية على التلويح للتفتازاني " في الأصول، و " حواش " على شرح المواقف وغيره .

-الاعلام للزركلي-