أبو الغيث غالب بن القشاش التونسي
تاريخ الوفاة | 1031 هـ |
مكان الوفاة | تونس - تونس |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ العارف بالله أبو الغيث الفشاش التونسي، المتوفى بها في أوائل رجب سنة إحدى وثلاثين وألف.
قرأ على علماء عصره وحصل العلوم، ثم أدركته جذبة إلهية فسلك التصوف واشتغل في خدمة الشيخ محمد الحديدي بعد السياحة في الأقطار، ثم حجَّ وجاور سنة، ثم عاد إلى بلده وعكف على العلم والعبادة وتربية المريدين وغلب عليه تلون شديد مدة إلى أن انقضى زمانه وسكن اضطرابه وقد فتح الله عليه أبواب الدنيا، فبنى المساجد والمدارس والزوايا وعيّن أموالاً لإطلاق الأسارى، فبعد صيته وسار ذكره في الأقطار واجتمع عليه جمع عظيم من الناس وله كرامات باهرة وخوارق ظاهرة، مع الزهد والفضل وكان [من] عادته نقل التفسير والحديث في الأشهر الحرم. ذكره ابن النوعي في "الذيل".
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
أبو الغيث: غالب بن القشاش.
الولى الصالح،
المحقق، الزاهد، الورع، التونسى، له مكاشفات وكرامات لا تحصى.
وهو متشئ المدارس اليوم بتونس المحروسة؛ بنى مدارس كثيرة لا يقدر على بنائها على تلك الصفة إلا أكابر الملوك، وزوايا بتونس وغيرها ونواحيها واستخلص جمعا غفيرا من أسارى المسلمين من يد العدو الكافر-دمره الله وله في ذلك كرامات مأثورة: من جملتها أنه استخلص أسيرا من أهل البيت شريفا أيضا فلما بلغ بلده قال هذا الشريف والله لا يخلص إلا بذهب شريفى يعنى من سكة ساداتنا الشرفاء الذين عمدتهم مخدومنا أبو العباس المنصور وكان عدد المال ينيف على ثلاثة آلاف أوقية فصار يدخل يده تحت سجادته ويخرج الذهب الشريفى حتى أكمل عدد الفدية ولم بعهد قبل ذلك تحتها شئ بالكلية. وكراماته أكثر من هذا، لو تتبعها لطال الكتاب جدّا.
اللهم بحرمته عندك اغفر لنا ولوالدينا وسائر المسلمين أجمعين يا رب العالمين، وادفع عنا شرّ كل ذى شر، وتولّنا ولا تولّنا أحدا غيرك، وامنن علينا بالعافية في ديننا ودنيانا وأمتنا على دين الإسلام في عافية يا رب العالمين.
اجتمعت به بتونس المحروسة سنة 988 في زاويته قرب جامع الزيتونة، وشاهدت منه العجب العجاب، ودعا لى
وهو من أهل العصر حىّ والله أعلم.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)
أبو الغيث: المعروف بالقشاش التونسي الأستاذ الرحلة العالم الكبير القدر الشهير الذكر الكثير الكرامات الظاهرة وآيات الله الباهرة ساح في ابتداء حاله وتطور في أحواله وأخذ عن علماء عصره العلوم المتداولة حتى مهر في علم التفسير والحديث والأصول وأحاط بها وكان في رجب وشعبان ورمضان يعقد مجلساً لقراءة التفسير والبخاري، وكان يميل إلى تحصيل نسخ متعددة من البخاري وجمع من نظائر الكتب ما لا يعد كثرة، ومن جملة ما وجد بخزائن كتبه نحو ألف نسخة من البخاري وقس على ذلك الباقي ومآثره الحسنة وأحواله العجيبة مما لا يحيط به وصف واصف ولا مدح مادح واتفقت الكلمة على علو شأنه وسمو قدره وفيه يقول شيخ الإسلام يحيى بن زكرياء حين ورد أحد خلفائه إلى الروم وطلب منه تقريظ إجازة أجازه بها الشيخ قدس الله سره:
أبوالغيث غيث المستغيثين كلهم ... بهمته نال الورى فك أسرهم
فهمته العلياء غيث به ارتوى ... رياض أمان اللائذين بأسرهم
أخذ عنه من لا يعد كثرة منهم تاج العارفين البكري وصاهره في ابنته والشيخ الصالح الشهير الذكر والكرامات عامر المزوغي الذي زاويته بالقرب من بلد الساحلين من عمل سوسة توفي المترجم بتونس سنة 1031 هـ[1621م]، وعمره ما جاوز الخمسين. وذكر بعض الفضلاء أن قبره بالحجامين في حمام يعرف بسيدي أبي الغيث أثنى عليه كثيراً في خلاصة الأثر وقال في ترجمة أبي عبد الله محمد الطرابلسي الحنفي من تأليفه جمع مناقب أبي الغيث المذكور.
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف