جعفر بن ثعلب بن علي الإمام

تاريخ الولادة680 هـ
تاريخ الوفاة749 هـ
العمر69 سنة
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر

نبذة

جعفر بن ثعلب بن علي الإمام الأديب الفاضل كمال الدين أبو الفضل الأدفوي، بضم الهمزة وسكون الدال وضم الفاء وبعدها واو مشددة، الشافعي. كان فقيها ذكيا، فاضلاً زكيا، يعرف النحو، وتشرق شمسه فيه في يوم صحو، يغلب على ابن ثعلب الأدب، ولا يفتر عما له فيه من الطلب، وحظه من التاريخ موفر، وجيشه إذا غزا فيه مظفر، ضحوك السن دائم البشر، لا يلقاه أحد إلا عاطر النشر، حلو الملق عند الملقى، يروق من يحادثه خلقا وخلقا، لطيف الذات، متوسع النفس في اللذات.

الترجمة

جعفر بن ثعلب بن علي الإمام
الأديب الفاضل كمال الدين أبو الفضل الأدفوي، بضم الهمزة وسكون الدال وضم
الفاء وبعدها واو مشددة، الشافعي.
كان فقيها ذكيا، فاضلاً زكيا، يعرف النحو، وتشرق شمسه فيه في يوم صحو، يغلب على ابن ثعلب الأدب، ولا يفتر عما له فيه من الطلب، وحظه من التاريخ موفر، وجيشه إذا غزا فيه مظفر، ضحوك السن دائم البشر، لا يلقاه أحد إلا عاطر النشر، حلو الملق عند الملقى، يروق من يحادثه خلقا وخلقا، لطيف الذات، متوسع النفس في اللذات.

لم يزل على حاله إلى أن جاءه ساقي المنايا، واستخرج الدمع عليه من الخبايا.
وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع وأربعين وسبع مئة.
ومولده في بضع وثمانين وست مئة.
كان عنده خبرة بالموسيقى، وله نظم ونثر، ولازم شيخنا العلامة أثير الدين كثيراً. ورأيته مرات بسوق الكتب في القاهرة، وأنشدني من شعره.
وكان كثيراً ما يقيم ببلده أدفو في بستان له هناك في أيام بطالة الدروس، وصنف أشياء: الإمتاع في أحكام السباع وجوده، والطالع السعيد في تاريخ الصعيد وجوده، والبدر السافر في تحفة المسافر، تأريخ، وجوده.
ومن شعره ما نقلته من خطه:
لروضة مصر حسنٌ لا يسامى ... يطيب لمن أقام بها المقام
لها وجهان ممدوحان حسناً ... وذو الوجهين مذمومٌ يلام
قلت: هو يشبه قول نور الدين علي بن عبد الله القصري في الروضة:
ذات وجهين فيهما خيّم الحس ... ن فأضحت بها القلوب تهيم
ذا يلي مصر فهو مصرٌّ وهذا ... يتولى وسيم فهو وسيم
قد أعادت عصر التصابي صباها ... وأبادت فيها الغموم الغيوم

ومن شعره:
وقد كنت في عصر الصّبا ذا صبابةٍ ... وما راق من لهوٍ إليّ حبيب
زماني صفوٌ كلّه ومسرّةٌ ... ولي من وصال الغانيات نصيب
فلما رأيت الشيب لاح تكدّرت ... حياتي فحلو العيش ليس يطيب
إذا ابيضّ مسودّ الشباب فإنّه ... دليلٌ على أنّ الحصاد قريب
ومذ حلّ هذا الشيب سارت مسرّتي ... وصار عليها للهموم رقيب
فلا تعجبوا ممّا بدا من كآبتي ... سروري وقد وافى المشيب عجيب
ومن شعر كمال الدين الأدفوي، رحمه الله تعالى:
إنّ الدروس بمصرنا في عصرنا ... طبعت على لغطٍ وفرط عياط
ومباحثٍ لا تنتهي لنهايةٍ ... جدلاً ونقلٍ ظاهر الأغلاط
ومدرّسٍ يبدي مباحث كلّها ... نشأت عن التخليط والأخلاط
ومحدّثٍ قد صار غاية علمه ... أجزاء يرويها عن الدّمياطي
وفلانة تروي حديثاً عالياً ... وفلان يروي ذاك عن أسماط
والفرق بين عزيرهم وعزيزهم ... وافصح عن الخيّاط والحنّاط
والفاضل النحرير فيهم دأبه ... قول أرسطا طاليس أو بقراط
وعلوم دين الله نادت جهرةً ... هذا زمان فيه طيّ بساطي
ولّى زماني وانقضت أربابه ... وذهابهم من جملة الأشراط

ومنه:
أذكرتني الورقا حديثاً بليلى ... قد تقضّى فبتّ أجري الدموعا
ووصلت السهاد شوقاً إليها ... وغراماً، وقد هجرت الهجوعا
كيف يخلو قلبي من الحبّ يوماً ... وعلى حبّها حنيت الضلوعا
كلّما أولع العذول بعذلي ... في هواها يزداد قلبي ولوعا
ومنه:
وهيفاء غار الغصن من لين قدّها ... بقلبي هوى منها وليس يزول
يروم عذولي صاح منّي سلوّهاوذلك أمرّ ما إليه سبيل
وقد عابها عندي فقال طويلةٌ ... ألم ترها عند النسيم تميل
فقلت له: هذي حياتي وإنني ... ليعجبني أن الحياة تطول
أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).