عمر بن حسين بن عمر اللبقي

تاريخ الولادة1116 هـ
تاريخ الوفاة1189 هـ
العمر73 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • استانبول - تركيا
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • القدس - فلسطين

نبذة

عمر بن حسين بن عمر الشهير باللبقي الحنفي الحلبي الفاضل الأديب كان ذكياً له بد ومعرفة بفنون الأدب حسن الأخلاق سهل المعاشرة لطيف الخلال ولد في سنة ست عشرة ومائة وألف وقرأ على عبد الوهاب العداس وعبد السلام الحريري ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي.

الترجمة

عمر بن حسين بن عمر الشهير باللبقي الحنفي الحلبي الفاضل الأديب كان ذكياً له بد ومعرفة بفنون الأدب حسن الأخلاق سهل المعاشرة لطيف الخلال ولد في سنة ست عشرة ومائة وألف وقرأ على عبد الوهاب العداس وعبد السلام الحريري ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي نزيل حلب ومفتيها وسافر إلى اسلامبول ثم عاد إلى حلب وتولى نيابة القضا في محاكمها الأربع وارتحل إلى طرابلس الشام والي الموصل مع حاكمها الوزير أحمد ثم قدم حلب ومكث بها ثم ارتحل للقدس ثانياً في زمن قاضيها المولى أحمد بن بن الشيخ طه وأخذ الحديث عن الشيخ محمد التافلاتي وفي مروره مع القاضي المذكور على دمشق نزلا في في دارنا واستقاما مدة عندنا وكان بين والدي وبين القاضي المذكور مودة ومحبة وكان والد المترجم من التجار المشاهير بحلب والرؤساء أرباب الشهرة والشأن وولده صاحب الترجمة اشتهر بالأدب والكمالات وكانت تجري بين أدباء عصره ومصره وبينه المحاورات والمطارحات وفي آخر أمره ترك تعاطي أمور الأحكام ولازم ما لا يدمنه وله شعر مقبول رأيت أكثره فمن ذلك قوله لما أصاب حلب من الزلزال ما أصاب
سنا نور سر الذات أشرق في الحشا ... فزال بذاك النور عن طرفي الغشا
وشاهدت إن لا شيء دون وصالها ... وأيقنت فضل الله يؤتيه من يشا
ونزهت طرفي في رياض جمالها ... فعاد برياً نشرها القلب منعشا
فحيا شذاها ميت قلبي وحبها ... تملك أحشائي وفي اللب عرشا
ومذ علمت إني أسير بحبها ... فجادت بما أبغيه منها وما أشا
وبت بنادي القرب أرشف ثغرها ... فأصبحت نشواناً وسري قد فشا
وذاع لدى العشاق أمري وإنني ... خلعت عذاري واسترحت من الوشا
وبادرت نحو ألحان من فرط شوقها ... أنادي أيا خمار كن لي منعشا
فجاء بها عذراء بكراً قديمة ... وقال لي افضض ختمها كيفما تشا
تعاطيتها صرفاً ومزجاً مشاهداً ... بها كشف أسرار لعقلي أدهشا
عرفت فلما أن أفقت سمعت من ... فؤادي مناد عج من داخل الحشا
أيا مفزع الجاني وأكرم شافع ... وأعظم مبعوث وأشرف من مشا
اليك أتينا والتجأنا فنجنا ... من الخطب والأهوال فالرعب قد غشا
فأمن بحق الحق قلبي لأنه ... من الخسف والزلزال قد خاف واختشى
عليه وأسبل ذيل أمنك وأكفه ... بجاهك عند الله في الصبح والعشا
وله وقد أخذ المعنى ... من شعر فارسي وعربه
في المرء إن لم يكن شيء يميزه ... عن جنسه بذكاء الفهم والأدب
كما إذا لم تكن في العود رائحة ... لكان لا فرق بين العود والحطب
وله مضمناً
وما كل ذي رأي مصيب برأيه ... ولا كل راء في الحقيقة باصر
لعمري ما الأبصار تنفع أهلها ... إذا لم يكن للمبصرين بصائر
وله
وشادن قلت له ... دعني أقبل شفتك
فقال لي كم مرة ... قبلتها ما شفتك
وله مخمساً أبيات الامام الشافعي رضي الله عنه
مذ مقلتي كشفت لها أستاره ... وتلألأت بجوانحي أنواره
طرفي بكى فحكى الحيا مدراره ... قالوا أتبكي من بقلبك داره
جهل العواذل داره بجميعي
فأنا المقيم بخانه وبديره ... تملا أجول بفضله وبخيره
وأقول للاحي المجد بسيره ... لم أبكه لكن لرؤية غيره
طهرت أجفاني بفيض دموعي
وله مشطراً
والطل في سلك الغصون كلؤلؤ ... قد شنفوا فيه الحسان وقرطوا
فتراه كلل كل غصن يانع ... رطب يصافحه النسيم فيسقط
والورق تقرأ والغدير صحائف ... والروض يستملي الحديث ويضبط
والظل قد مد المداد يراعه ... والريح يرقم والغمام ينقط
وله في كتاب الشفاء الشريف
دع الدواء وداوي بالشفاء إذا ... أعيى العليل عضال الداء من ألم
فإنه برء ك المعضلات بلا ... شك وفيه زوال البؤس والسقم
وله في النعل الشريف
لنعل خير البرايا ... على الرؤس ارتفاع
بحمله الرأس يبرا ... إن اعتراه الصداع
وله مشطراً
إذا كانت الأعراب تخفر ذمة ... وتحمي أناساً مال عنها نصيرها
وتسمح عن ذنب ولو أوجب القلا ... وتصفح غمن أمها يستجيرها
فكيف ومن في كفه سبح الحصا ... شفيع ذوي الآثام وهو بشيرها
فحاشى عريض الجاه في موقف الجزا ... يخيب بني الآمال وهو غفيرها
وله مشطراً أيضاً
اشرب على نغمة الدولاب كأس طلا ... تمحو الذنوب بهذا جاءنا الخبر
فرضا غدا شربها يا صاح حين بدا ... يسعى بها شادن في طرفه حور
وامدح فديتك ما بالراح من ملح ... فبعض حكمتها الأشخاص والصور
بادر إلى حانها واشرب بلا جزع ... وما عليك إذا لم تفهم البقر
وله مشطراً
ولي عصا من جريد النخل أحملها ... براحتي وهي عون لي على هرمي
وراحتي هي في سيري ومعتمدي ... بها أقدم في نقل الخطا قدمي
ولي مأرب أخرى أن أهش بها ... على جيوش هموم قصرت هممي
ومقصدي الهش في القول الأصح بها ... على ثمانين عاماً لا على غنمي
وله
يا من علا متن البراق ... ورقى وأتحف بالتلاق
قد صح سار بجسمه ... وسما إلى السبع الطباق
سهل أمور معاشنا ... فالصبر مر في المذاق
وأجبر كسير قلوبنا ... فضلاً فقد ضاق الخناق
ثم الصلاة على الذي ... لما أتانا الوقت راق
ومحا بنور جماله ... ظلم الضلالة والشقاق
وله مشطراً
قدر الله أن أكون غريباً ... بين قوم أغدو مضاعاً لديها
ورمتني الأقدار بعد دمشق ... في بلاد أساق كرهاً إليها
وبقلبي مخدرات معان ... حين تبدو وتختال عجباً وتيها
صرت إن رمت كشفها فأراها ... نزلت آية الحجاب عليها
وله في حلب
شهبا العواصم لا تخفى محاسنها ... فالله يكلؤها من كل ذي عوج
يمم حمى حلب تلقي السرور على ... جبين أبنائها النير البهج

فعج ولج وتأمل بلدة شملت ... باب الجنان وباب النصر والفرج
وللفاضل الرئيس يوسف بن حسين الحسيني الدمشقي نقيب الأشراف بحلب ومفتيها ما يقرب من ذلك وهو قوله
قل لمن رام النوى عن بلدة ... ضاق فيها ذرعه من حرج
علل القلب بسكنى حلب ... إن في الشهباء باب الفرج
وللمترجم مخمساً
زاد في الصد للشجي المعنى ... وأذاب الفؤاد ظلماً وأضنى
قلت مذ ماس معجباً يتثنى ... أيها المعرض الذي صد عنا
بجفا لا يرى له أسباب
أضبح القلب من جفاك كليماً ... وصبوراً متيماً مستقيما
عاتباً سوء حظه وعليماً ... رح معافى من العتاب سليما
فعلى الحظ لا عليك العتاب
وله غير ذلك وكانت وفاته بحلب في ربيع الأول سنة تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.