عبد الوهاب بن مصطفى بن إبراهيم الدمشقي
تاريخ الوفاة | 1189 هـ |
مكان الوفاة | استانبول - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد الوهاب بن مصطفى بن إبراهيم بن محمد الحنفي الدمشقي نزيل قسطنطينية الشيخ الفاضل الماهر الأديب البارع كان له مهارة بالعلوم وألف رسائل كثيرة وكانت له مداعبة ومجون مع حدة اللسان وهو من تلاميذ وأتباع الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي فلذلك كان مشتهراً بتلميذ الشيخ عبد الغني وكانت استقامته في اسلامبول في مدرسة الوزير علي باشا المعروف بالجورلي وكانت أبناء دمشق وغيرها تجتمع عنده على مذاكرة ومداعبة ورأيت له من النظم أبياتاً أجاب بها الفاضل الأديب السيد محمد العطار الدمشقي عن لغز نظمه وأرسله إلى العلامة الشيخ إبراهيم الحلبي والأبيات قوله
أيا فاضلاً حاز البراعة بالقلب ... وصاغ فنوناً في البلاغة كالقلب
وفاق بنظم الشعر سحبان وائل ... وقس أياد في القريض على القرب
نظمت عقود الدر في سمط رقة ... وقلدتها جيد الخرائد من عرب
ولا عجب إذ أنت في الفضل سيد ... كجدك ذي التحقيق في الشرق والغرب
أتيت بلاد الروم ضيفاً وطارقاً ... من الشام من أرض مقدسة الترب
تروم لنيل العز من دولة علت ... برفع منار العلم والشرع كالشهب
أدام لها المولى نظام كمالها ... وأيد سلطاناً بها مصطفى ربي
سألت عن اسم قد لغزت حروفه ... ثلاثاً تروم الجبر للكسر في القلب
وعن مشكل لا يهتدي لمثاله ... أولوا اللب في فن الحساب وفي الطب
ورابعها تربح بتصحيف ما بقي ... وصفها لباقيه تراح من الكرب
وأوله حرف بأحمد عدة ... وطه رسول الله في الحمد قد نبي
وثانيه باسم الله جل جلاله ... تقدس رحمانا تبارك من رب
وتصحيفه زاد الوحوش بحبه ... ومطبوخه للناس في سورة اللهب
وأيضاً فمال في الوصية قد أتى ... بقرآننا السامي على سائر الكتب
ومعنى حديث للنبي كما به ... سرور وبشرى إذ مضارعه ينبي
وأوله أخربه الشمس تنزوي ... وخنسها أيضاً تسير كما السحب
فهذا جواب عن سؤالك ناطقاً ... بملغزك المرموز من غير ما عجب
أجابك شامي كمحتدك السني ... ثوى في بلاد الروم من سائر الحقب
أقام بها سبعاً وعشرين حجة ... فصار كأهليها يعد من العرب
ويدعى بعبد للآله الذي له ... نهاية اكرام وذي الجود والوهب
لعبد الغني السامي لنسبة خدمة ... ونابلسي الأصل ينعت في القطب
فما اسم ثلاثي تراه بما مضى ... وقلب له لا يستقر من الحب
يهيم به كل امرء لنواله ... ويكدح في مرآه في طلب الكسب
وأوله ذل الهوان وذيله ... بجد وكد في لقاه وفي كرب
وتصحيفه عطر يفوح شميمه ... بمسك وطب يقتنيه ذوو الطب
وعين من الأعيان يرعاه طلسم ... وجسم له عار يعار بلا ثوب
وتقميصه لا زال في كسوة له ... وتلقاه في أعلى المنازل والترب
أجب عنه يا خلي لتحظى بنيله ... من الواهب الداني يزيد على السحب
ودونك أبياتاً تخجل ناظماً ... لتقصيرها عند الأديب ذوي اللب
فأسبل عليها ستر عفواً بيدي ... فمثلي ذي التقصير والعي والعتب
فأجابه العطار بديهة مغيراً للوزن لا القافية
لله درك يا ذا العلم والأدب ... ومن أقر له التحرير في الكتب
لأنت فهامة في كل مشكلة ... إذا حللت لها وفيت بالأدب
فإن كشفت قناعاً كان مستتراً ... من تحته لغزي ما ذاك بالعجب
وقد أجبت بما يشفي الفؤاد به ... من فكرة في دجى الأشكال كالشهبوجئت تسأل عن لغز عقدت به ... عقداً من الدر في سلك من الذهب
لكن بأوله ذل الهوى وبه ... هاء الهوية تغري الصب بالوصب
يهدي إلى طرق الفردوس صاحبه ... وطال ما جر أقواماً إلى اللهب
لا زلت خير رفيقيه وقد هطلت ... منه عليك غيوث الفيض كالسحب
واللغز الذي نظمه العطار شرحه الحلبي المذكور في رسالة قليلة وهي عندي وهو لغز في جبر واللغز الثاني في ذهب وكانت وفاة المترجم في اسلامبول سنة تسع وثمانين ومائة وألف ودفن بتربة قاسم باشا رحمه الله تعالى
الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل. سلك الدرر في أعيان القرن