عبد اللطيف بن علي الأطاسي

تاريخ الوفاة1146 هـ
أماكن الإقامة
  • حمص - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

عبد اللطيف بن علي المعروف كأسلافه بالأطاسي الحنفي الحمصي كان أحد الأفاضل الأدباء المتفوقين حصل في الأدب رتبة ونالها وكان له من العلم القدح المعلى ومع ذلك يجنح إلى فنون أخر وعلوم كالكيمياء والأوفاق وغير ذلك من الفنون الغريبة ويتعاطى ذلك وكانت له القصائد الفرائد والأشعار الحسنة

الترجمة

عبد اللطيف بن علي المعروف كأسلافه بالأطاسي الحنفي الحمصي كان أحد الأفاضل الأدباء المتفوقين حصل في الأدب رتبة ونالها وكان له من العلم القدح المعلى ومع ذلك يجنح إلى فنون أخر وعلوم كالكيمياء والأوفاق وغير ذلك من الفنون الغريبة ويتعاطى ذلك وكانت له القصائد الفرائد والأشعار الحسنة فمما وصلني من شعره قوله من قصيدة امتدح بها شيخ الاسلام مفتي الدولة بشمقجي زاده المولى السيد عبد الله حين عوده من الحج ومطلعها عبد الله أفندي سلفه محمد أفندي وخلفه أبو الخير أحمد أفندي.قد عادت الشمس تشريفاً إلى الحمل ... والسعد أقبل يسعى بالغ الأمل
وطلعة البدر زادت في علاه سنا ... والنجم في أفقه قد عاد في وجل
يودّ أن لو هوى يحظى ببغيته ... يقبل الأرض مع أيد على عجل
وظبية السرب مرعاها فؤاد فتى ... أيدي الغرام به أودت ولم يمل
حليف وجد دهته أعين نجل ... مع ضعفها عجباً من أعين نجل
تزري بذي اللبن حتى لا يكاد يرى ... سقماً وتقتل في غنج وفي كحل
وذا الغزال الذي يفترّ عن شنب ... وعن أقاح وعن درّ وعن عسل
حكمته فجنى جوراً عليّ قلى ... وأحكم الطعن في أحشاي مع عللي
من منقذي يا لقومي من جفا رشا ... حلو الشمائل يحكي الغصن بالميل
سوى الامام الذي شاعت فضائله ... في كل ناد وأحيا العلم بالعمل
صدر الشريعة كنز الفضل بحر هدى ... حاوي المفاخر مطفي ربقة الدخل
وجيز آياته عند البسيط لها ... كشف لأسرار ذي غمز وذي جذل
هو الهمام الذي إن راحتاه همت ... تغني بسح نداها بائس المحل
هو الجواد الذي يسمو بهمته ... على السها والسما والنجم مع زحل
أضحت ذكاء لما قد حاز من شرف ... ومن فخار ومن مجد ومن نحل
ترنو إليه اغتباطاً وهي طامعة ... في أن تلازم جدوى بابه النهل
أقام للدين شأناً بعدما درست ... آثاره وهوى في قالب خمل
فأشتاقه البيت ناداه أجاب بلى ... وسار شوقاً لخير الخلق والرسل
وآب في دعة والسعد يقدمه ... واليمن يخدمه والطول مع طول
وأصبحت جنبات الكون مشرقة ... تثنى وتحمد شكر أربها الأزلي
حيث السلامة حفت مع ملائكة ... لشيخ الاسلام عبد الله ابن علي
بحر النوال وبر الجود من برزت ... جدواه تمنح عاف قاصد النحل

ما أم أعتابه ذو حاجة وله ... إلا وبدله لطفاً من الخبل
وقد رجاك امام الفضل ذو أمل ... كسير قلب فأجبر بالرجا خللي
وله من قصيدة ممتدحاً بها بعض مشايخ الاسلام في الدولة ومطلعها
جاءت تميس تثنى عطفها تيهاً ... لما بأسرارها تمت معانيها
وأظهرت عجباً لما لها حسدت ... قضب الربا وتزاهت في تجليها
تخشى المحاق على الأقمار إن سفرت ... وتكسف الشمس إن وافت تحاكيها
ريم رمت بفؤادي من لواحظها ... سهم المنية مذ وافى يحييها

وأثملتني لما أنها اتخذت ... تعاطي الكأس ممزوجاً بما فيها
كم عاقرت مغرماً فيه وكم فتنت ... خوداً وكم أسرت أسداً بناديها
رعبوبة من بني الأتراك غانية ... فلا يغرنك فيها قول شأنيها
بديعة الحسن إن أبدت غرائبه ... تسبي الأنام ولم يظهر تجنيها
لها احتكام عجيب في صناعتها ... تبدي التسلي وفرط الشوق يسليها
ومذ توهمت روض الخد مفتكراً ... فأثر الوهم من قلبي بخديها
وكنت أجني لورد الخد ملتمحاً ... فسابقتني سيوف اللحظ تحميها
وقاسمتني دوام الود قلت لها ... مواعد الغيد لم يبلغ أقاصيها
قالت سرى البدر مستعط فجدت له ... بحلة من جمال يكتسي فيها
فقلت كلا فما للبدر من شبه ... فبكى وإن قسته لم أوف تشبيها
البدر في كل شهر من لوازمه ... شحوبة ومحياك بنا فيها
قالت أتنسى لحاظاً قد فتنت بها ... وآية السحر منها علم تاليها
فقلت أنسى بلى في مدح من فخرت ... به المعالي وقد نالت أمانيها
بحر الفضائل من فيه لقد شرفت ... مراتب العز واستعلت بمفتيها

شيخ المشايخ والاسلام من شهرت ... علومه كذكاء في ترقيها
حدث بما شئت عن بادي مكارمه ... عجائب البحر لم يسطع تخفيها
آيات أفضاله كالمعجزات له ... ودر أبحاثه يهدي لقاريها
ما جال فكر ولا ورى لمشكلة ... إلا أرانا صباحاً من دياجيها
ما حل ناديه من أعيته حاجته ... إلا وهمته بالحال تقضيها
شمس الأفاضل بدر المجد من برزت ... نجوم جدواه تستدني موافيها
وامتدح الوزير الصدر علي باشا ابن الحكيم بقصيدة هي قوله
صبح السرور لليل الهم قد هزما ... وحارس السمع شيطان العد أرجما
وآية النور آيات الظلام محت ... وكوكب الرشد أبراج الهدى لزما
ودوحة السعد قام العندليب بها ... يشدو خطيباً على الأغصان مبتسما
والغيم يسكب حزناً درا دمعه ... والروض يضحك فرحاً معجباً برما
والقضب تختال من مر النسيم بها ... والنور يبدي لها من حتفه شمما
والبدر أشرق في الآفاق فاعتذرت ... له النعائم والأكليل قد هضما
والشمس ردت إلى الجوزاء بازغة ... والليث أنشب بالعذراء مصطلما
والظبي وافى وأوفى لي مواعده ... فصحت يا ليت قومي يعلمون بما

وزار حتى كأن الهجر أحرقه ... لم تلف وضعاً ولا بدا ولا رقما
وسرني عاتباً لما أسر بما ... أفشاه من شجن دمعي وما كتما
وساءني راحلاً يوم الوداع وما ... أمر يوماً به دمع المحب هما
وقال لي داعياً أنسيت مجتمعاً ... والغيد والروض والواشي قد انهزما
والكأس والراح والساقي يدير بها ... أم كان ذاك خيالاً مرام حلما
أجبت كلا ولكن عنوة صرفت ... خواطري عن غرام كان لي رغما
لذروة قصرت من دون رتبتها ... أيدي المعالي وصارت للعلا علما
وسدة شرفت لا بالوزارة بل ... قد شرفتها وذات للعلوم سما
أرومة المجد ينبوع الفخار له ... في كل فن بدا سبق حوت حكما
شمس الأفاضل قد قامت مكارمه ... تدعو الوفود فمن وافى لها غنما
بدر المحافل مأوى كل مكرمة ... نادت أياديه للعاني اتخذ نعما
صدر الأماثل درياق الهموم جلا ... عين البصيرة محيي المجد والكرما
ليث العرين قوي البأس همته ... لو صادمت لبناء دك وانهدما
تخاله جحفلاً إن سل صارمه ... يوم النزال على الأبطال أو حجما
ما رامه فارس في يوم معترك ... الا ورد على الأعقاب قد ندما
وما ألم يناديه ذوو أمل ... إلا السرور على آماله هجما
فبذله عسجد من غير مسألة ... وإن سألت غماماً واجتهدت فما
ابن الحكيم على القدر أنت فتى ... ملكت كل الورى بالبذل لا وغما
وسرت بالعدل سير البدر مع نفر ... هم الكواكب فاستوثق بهم ذمما
فأبشر فإن قلوب الفرس قد ملئت ... رعباً وسيفك جيش العجم قد قصما
وجاءك النصر والفتح المبين فلا ... تضيق ذرعاً ولا تحسبهم خصما
هم العوارك في الهيجا إذا برزوا ... وفي السلامة أعيار ترى شمما
هم الأراذل إن حلت بساحتهم ... أسواط بطشك ذابوا وأختشوا نقما
وإن يكن منهم أسد مروعة ... فعزة الملك فيكم والنبي حمى
منها
وهاكها من بنات الفكر غانية ... فريدة تخذت كل الورى خدما
بديعة لو رأى حسان طلعتها ... لقال من عجب من ذا الذي نظما
فاقت على الدر في النظم البديع ولم ... ترضى سواك لها كفوأ ولا رحما

نادتك جهراً ولم تلغي بما نطقت ... يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما
وأسلم مدى الدهر في سعد السعود على ... رغم الحسود وما ثغر الشجي بسما

ولا برحت رجاء للوفود ولا ... زالت أياديك تبدي للورى نعما
وله من قصيدة مطلعها
سلالي الصبا هل آذنت منهم عطفا ... وهل سحر أمرت وهل بلغت وصفا
وهل ظبي ذاك الحي عند مروره ... تبدي فأيدي من صبابته لهفا
أم أجتاز من وادي العقيق مودعا ... أم ازداد بعداً أم تدانى أم استخفى
وهل خيلت منهم شجوناً تدلها ... على كبد حراً ظواهرها تخفى
وهل شاهدت طرفاً سقيماً بحاجر ... محاجرة تبدي الغرام مع الأغفا
وهل أكثرت شكوى الفراق توجعا ... أم ابتسمت بالله أم أرخت السجفا
وقولاً لها تبدي حديث صبابتي ... لديها ونرجو أن تلين لنا عطفا
قضى الله لي بلوى الهيام بحبها ... وما كان مقضياً فلا بد أن يلفى
تحملني ما لا أطيق من الجوى ... ولست بصب من لواعجه أستعفى
وقد طالما قد كنت أرجو وعودها ... فتبعدني طوراً وطوراً أرى خلفا
اليها لقد أهوى عليل وشاجب ... ومحترض كل يروم بأن يشفى
فكم أثملت قبلي بخمر لحاظها ... أولى نسك شتى ولم تسقهم صرفا
شكا البدر منها مذ أماطت نقابها ... مفاخرة واسترهب السدف والخشفا
فيا ليت لا ألقى الجمال اكتماله ... عليها ولا أهدى اليها لها ظرفا
ولله ما ألقى إذا ما رأيتها ... تميس وقد مالت وأنكرت العرفا
وألقت بأحشائي لهيب صدودها ... وشدت وشاحيها ورددت الردفا
منها

وناجيت قلبي فوق طور اشتياقه ... سلواً فلم يبرح يمد لها كفا
بليل بهيم قد أمدت سدوله ... ستور من الظلماء حالكة سدفا
أراعي بجنحيه نجوماً ثوابتاً ... فطالعه صفا وغاربه صفا
كأني وإياها إذا ما وجدتها ... فقيد فؤاد ذاهل ترك الحقفا
وله مذيلا
إذا أسود جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خفافاً إن حراسنا أسدا
وإياك من قوم عليك صدورهم ... من الغيظ باتوا مضمرين لك الحقدا
ولا تأتني جهراً فإن رماتهم ... بذات الحمى والشيخ قد أحكموا الرصدا
ومن كان متبولاً بذات لواحظ ... مراض دعته أن يهان وأن يودي
فلا تبد سلواناً وإن أظهر الجوى ... خوافيك داري من عرفت ومن أردا
فمن سره تذليل صعب مرامه ... تحمل أثقال الغرام وما أكدى

ومن رام أن يلوي سواد بنانه ... على الجيد لا يخشى سناناً ولا حدا
وله غير ذلك وبالجملة فقد كان أديباً فاضلاً ولم أتحقق وفاته في أي سنة غير أنه في سنة ست وأربعين ومائة وألف كان موجوداً رحمه الله تعالى حكيم أو على الممدوح ولي على مصر مرتين وتولى الصدارة أيضاً وكان بعد عثمان وقبل إسماعيل وتصدر ثانياً وكان في هذه الدفعة سلفه أحمد فخلفه سيد حسن وولي الصدارة ثالثاً بعد باهر مصطفى وعزل في سنة 1168 وجاء مكانه نائلي عبد الله انتهى

الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل. سلك الدرر في أعيان القرن.