عبد الرحيم بن عزيز المرزيفوني

مكان الولادةأماسية - تركيا
مكان الوفاةأماسية - تركيا
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • بلاد الروم - بلاد الروم
  • أماسية - تركيا
  • الإسكندرية - مصر

نبذة

وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ عبد الرحيم بن الامير عَزِيز المرزيفوني ولد رَحمَه الله بمرزيفون ثمَّ سَافر الى الْبِلَاد المصرية وَلَقي هُنَاكَ الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ زين الدّين الخاقي وَصَاحب مَعَه ثمَّ احبه محبَّة عَظِيمَة وسافر مَعَه الى خاق واختلى عِنْده خلوات كَثِيرَة وتلقن مِنْهُ ذكر لَا اله الا الله وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة الْمُبَارَكَة ونال عِنْده المقامات الْعَالِيَة وَوصل الى مَا وصل وَحصل مَا حصل ثمَّ اجازه الشَّيْخ زين الدّين الخاقي أجَازه الارشاد وَأَجَازَ لَهُ ان يروي عَنهُ كتاب عوارف المعارف وَكتاب اعلام الْهدى للشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي

الترجمة

وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ عبد الرحيم بن الامير عَزِيز المرزيفوني
ولد رَحمَه الله بمرزيفون ثمَّ سَافر الى الْبِلَاد المصرية وَلَقي هُنَاكَ الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ زين الدّين الخاقي وَصَاحب مَعَه ثمَّ احبه محبَّة عَظِيمَة وسافر مَعَه الى خاق واختلى عِنْده خلوات كَثِيرَة وتلقن مِنْهُ ذكر لَا اله الا الله وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة الْمُبَارَكَة ونال عِنْده المقامات الْعَالِيَة وَوصل الى مَا وصل وَحصل مَا حصل ثمَّ اجازه الشَّيْخ زين الدّين الخاقي أجَازه الارشاد وَأَجَازَ لَهُ ان يروي عَنهُ كتاب عوارف المعارف وَكتاب اعلام الْهدى للشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي وَأَجَازَ لَهُ ان يروي عَنهُ تصنيفه الموسوم بالوصايا القدسية وَسَائِر مؤلفاته ومروياته وأرسله الى وَطنه مرزيفون من بلادالروم وَقَالَ بعد ذَهَابه اليه ارسلت الى بِلَاد الرّوم نَار الْعِشْق وَلما وصل الى وَطنه عين لَهُ السُّلْطَان مرادخان من اوقاف عِمَارَته بمرزيفون خَمْسَة دَرَاهِم كل يَوْم ثمَّ زَاد عَلَيْهَا ثَلَاثَة وَعين لَهُ كل سنة عشرَة امداد من الْغلَّة وَلما سُئِلَ الشَّيْخ عَن قبُوله هَذِه الدَّرَاهِم قَالَ لَا بَأْس حصرنا الايادي الْمُخْتَلفَة فِي الْيَد الْوَاحِدَة وسددنا بِتِلْكَ اللُّقْمَة فَم النَّفس مَاتَ قدس سره بوطنه مرزيفون وَدفن هُنَاكَ وقبره مَشْهُور هُنَاكَ يزار ويتبرك بِهِ وَله كرامات عيانية ومعنوية خَارِجَة عَن الْعد والاحصاء وَله نظم بالتركية مُشْتَمل على احوال الْعِشْق يلقب نسفه فِي نظمه بالرومي قدس الله روحه وللشيخ زين الدّين الخاقي خَليفَة آخر اسْمه عبد المعطي وَكَانَ سمي هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة بالعبادلة ولد رَحمَه الله بالبلاد الغربية وَكَانَ مالكي الْمَذْهَب ثمَّ وصل الى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه زين الدّين الخاقي وكمل عِنْده الطَّرِيقَة وَأَجَازَهُ للارشاد ثمَّ توطن بِمَكَّة الشَّرِيفَة زَادهَا الله تَعَالَى تَشْرِيفًا وتكريما ولقب بشيخ الْحرم وَله كرامات عيانية ومعنوية مَشْهُورَة فِي الافاق نقل عَن الْمولى مَحْمُود السندي الَّذِي قد نَيف سنه على مائَة وَعشْرين وَلم يظْهر فِي محاسنه بَيَاض وَقد صَاحب الشَّيْخ زين الدي الخاقي والخواجه عبيد الله السَّمرقَنْدِي وَالسَّيِّد قَاسم الانوك انه قَالَ حججْت فِي بعض السنين وَلَقِيت بِمَكَّة الشَّيْخ عبد المعطي ورأيته على الرياضة القوية والانقطاع عَن النَّاس وأحببته محبَّة عَظِيمَة فَقَالَ لي يَوْمًا سَمِعت انك رايت الخواجة عبيد الله السَّمرقَنْدِي وَهل تعرفه إِذا رَأَيْته الْيَوْم قَالَ قلت نعم قَالَ وَهَا هُوَ فِي الطّواف فَذَهَبت المطاف فرأيته يطوف بِالْبَيْتِ واشتغلت انا ايضا بِالطّوافِ وَقبل فراغي من الطّواف ذهب هُوَ الى مقَام إِبْرَاهِيم واشتغل بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا اتممت الطّواف ذهبت الى مقَام إِبْرَاهِيم وشرعت فِي الصَّلَاة فَلَمَّا سلمت لم أر اثرا من الخواجة عبيد الله قَالَ وَبعد فَأتيت الشَّيْخ عبد المعطي فَقَالَ عرفت انك تعرف الخواجة عبيد الله قَالَ وَبعد مُدَّة سَافَرت الى سَمَرْقَنْد وَذَهَبت الى خدمَة الخواجه عبيد الله فَلَمَّا رَآنِي قَالَ لي اكتم مَا جرى قَالَ ثمَّ ذهبت الى مَكَّة فَوجدت الشَّيْخ عبد المعطي اشْتهر بَين النَّاس وَاجْتمعَ عَلَيْهِ جمَاعَة عَظِيمَة قَالَ وَلما ذهبت الى خدمته قَالَ لي شهرت الخواجه عبيد الله عنْدك وَهُوَ شهرني عِنْد النَّاس وَهَؤُلَاء الْمَشَايِخ الاعلام من خلفاء الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه زين الدّين الخاقي وَلَا علينا ان نذْكر بَعْضًا من مناقبه الشَّرِيفَة وان لم يدْخل بلادالروم تبركا بِذكرِهِ وتيمنا بِهِ إِذْ عِنْد ذكر الصَّالِحين تنزل الرحمه وَهُوَ الشَّيْخ زين الدّين ابو بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَشْهُور بزين الدّين الخاقي ولد رَحمَه الله بقصبة خاق من بِلَاد خُرَاسَان فِي الْخَامِس عشر من شهر ربيع الاول سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة كَانَ جَامعا للعلوم الظَّاهِرَة والباطنة وموفقا بمتابعة الشَّرِيعَة وَالسّنة وَكَانَ ذَلِك من أَعلَى الكرامات عِنْد أهل هَذِه الطَّرِيقَة وَأخذ التصوف عَن الشَّيْخ نور الدّين عبد الرحمن الْمصْرِيّ وَكتب لَهُ كتاب الاجازة وَذكر فِيهِ انه لما اسْتحق الْخلْوَة وَقبُول الواردات الغيبية والفتوحات استخرت الله تَعَالَى واخليته خلوتي الْمَعْهُودَة وَهِي سَبْعَة أَيَّام من الله تَعَالَى فِيهَا عَليّ بِمَا من بفضله فَفتح الله عَلَيْهِ ابواب الْمَوَاهِب من عِنْده فِي اللَّيْلَة الرَّابِعَة وازداد فِي الترقيات فِي دَرَجَات المقامات الى مقَام حَقِيقَة التَّوْحِيد وانحلت مِنْهُ قيود التَّفْرِقَة فِي شُهُود الْجمع قبل تَمام الايام السَّبْعَة ثمَّ فِي اتمامها ظهر لَهُ لوامع التَّوْحِيد الْحَقِيقِيّ الذاتي الْمشَار اليه على لِسَان اهل الْحَقِيقَة بِجمع الْجمع وَهُوَ لقُوَّة استعداده بعدفي الترقي وَالزِّيَادَة وَإِنِّي على رَجَاء من الله ان يَأْخُذ مِنْهُ اليه تَمامًا ويبقيه بَقَاء دواما ويجعله لِلْمُتقين اماما وَحكي عَنهُ انه قَالَ لما أخذت كتاب الاجازة وسافرت الى خُرَاسَان نسيت الْكتاب فِي بَغْدَاد وَلما رجعت الى مصر بعد أمد بعيد وجدت الشَّيْخ قد مَاتَ وَدخلت خلوته فَوجدت فِيهَا كتاب الاجازة الَّذِي كتب لي بِعَيْنِه وَلَا تفَاوت بَينهمَا الافي عدَّة حُرُوف وَلَا ادري انه عرف مَا جرى عَليّ وَكتب كتاب الاجازة وَوَضعه فِي الْخلْوَة لاجلي ام كَانَ هُوَ نُسْخَة اخرى من الْكتاب الْمَذْكُور وعَلى كلا التَّقْدِيرَيْنِ هُوَ من كراماته الظَّاهِرَة لَان الْخلْوَة مَفْتُوحَة الْبَاب يدخلهَا كل اُحْدُ وَبَقَاء الْكتاب الْمَذْكُور فِيهَا على حَاله كَرَامَة بِلَا شكّ وَحكي عَنهُ ايضا انه قَالَ كَانَ للشَّيْخ تَاج البسه لكثير من الْفُقَرَاء واعطاه لي عِنْد رجعتي الى بَغْدَاد وَسَأَلَ ومني التَّاج الْمَزْبُور هُنَاكَ رجل يُقَال لَهُ بير تَاج الكيلاني فأعطيته اياه على شَرط المردة الْمَعْهُودَة بَين اهل الطَّرِيقَة فاستغاث التَّاج الْمَذْكُور لدي فِي الْمَنَام وَقَالَ قد لبسني اكابر هَذِه الطَّرِيقَة وعد أَسمَاؤُهُم والان اعطيتني لرجل مشتغل بِشرب الْخمر فطلبت الرجل فَوَجَدته سَكرَان فِي بَيت الخمارين فَأخذ رفيقي التَّاج من رَأسه ثمَّ رَجعْنَا مَاتَ الشَّيْخ زين الدّين فِي لَيْلَة الاحد الثَّانِيَة من شهر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَمُدَّة عمره اُحْدُ وَثَمَانُونَ سنة قدس الله سره الْعَزِيز
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.