وَمن مَشَايِخ الطَّرِيق فِي زَمَانه الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ حَامِد بن مُوسَى القيصري
كَانَ قدس سره من بَلْدَة قيصرية وَكَانَ من كبار الْمَشَايِخ الْمُتَأَخِّرين وَكَانَ جَامعا للعلوم الظَّاهِرِيَّة والباطنية وَكَانَ صَاحب الكرامات الْعلية والمقامات السّنيَّة توطن فِي أَوَائِل احواله بِمَدِينَة بروسا وَكَانَ يَبِيع الْخبز ويحمله على ظَهره وَكَانَ النَّاس يُسَارِعُونَ الى اشْتِرَاء الْخبز مِنْهُ تبركا بِهِ وَكَانَ الشَّيْخ شمس الدّين الفناري يصاحبه ويستفيد مِنْهُ ويعترف بفضله وَلما بنى السُّلْطَان بايزيد خَان الْمَذْكُور الْجَامِع الْكَبِير بِمَدِينَة بروسا التمس من الشَّيْخ ان يكون واعظا فِيهِ وَلما عقدم عقد مجَالِس للوعظ وَرَأى اقبال النَّاس عَلَيْهِ ارتحل الى مَدِينَة اقسراي وَأخذ الطَّرِيقَة ظَاهرا عَن الشَّيْخ خوجه عَليّ الاردبيلي الا انه كَانَ اويسيا اخذها بَاطِنا من روح الْعَارِف بِاللَّه بايزيد البسطامي قدس سره ويروى انه صحب مَعَ الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام وَنقل عَن الْمولى اياس انه قَالَ قد انتهبب كثير من الْمَشَايِخ وَلم ينتهب الشَّيْخ حميد الدّين اصلا وَنقل انه أَخذ الطَّرِيقَة اولا من بعض الْمَشَايِخ السَّاكِن بزاوية البايزيدية بِدِمَشْق ثمَّ انْتقل مِنْهُ الى خوجه عَليّ الاردبيلي وَنقل ان بَعْضًا من مريديه زرع قِطْعَة ارْض لنَفسِهِ وَزرع قِطْعَة اخرى للشَّيْخ وانبتت ارْض المريد وَلم تنْبت ارْض الشَّيْخ اصلا فاجتاز بهَا يَوْمًا فَقَالَ للمريد ايتهما لي فَقَالَ المريد مُشِيرا الى زرعه هَذَا لكم استيحاء من الشَّيْخ فَاغْتَمَّ الشَّيْخ لذَلِك فَسَأَلَ المريد عَن سَبَب الْغم فَقَالَ انبتت ارضي زرعا كثيرا وَمَا ذَاك الا لذنب عَظِيم صدر مني مَاتَ قدس سره بِمَدِينَة اقسراي وقبره مَشْهُور هُنَاكَ يزار ويتبرك بِهِ قدس سره الْعَزِيز
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.
الشيخ العارف بالله حميد الدين حامد بن موسى القَيْصَري، مولداً، المتوفى سنة ..... ببلدة أقسراي.
كان من كبار المشايخ المتأخرين، صاحب الكرامات العلية، جامعاً بين العلوم الظاهرة والباطنة، توطن في أوائل حاله ببروسا وكان يبيع الخبز وكان الناس يسارعون إلى اشترائه تبركاً به، وكان الفَنَاري يصاحبه ويستفيد منه. ولما بنى السلطان يلدرم [بايزيد] الجامع بها، التمس منه أن يكون واعظاً ولما عقد عدَّة مجالس ورأى إقبال الناس عليه ارتحل إلى أقسراي وأخذ الطريقة عن خواجه علي الأردبيلي إلا أنه كان أويسيَّاً أخذها باطناً من روح بايزيد البسطَامي.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.