شيخنا الفقيه القاضي الخطيب الحاج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الفقيه الامام القاضي أبي الوليد محمد الحفيد بن الفقيه القاضي أبي القاسم أحمد بن الفقيه الامام القاضي أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأموي.
[كنيته:]
يكنى أبا القاسم، وأدركته ورأيته. وأجازني في القصيدة الموسومة بالبردة التي أولها:
*أمن تذكّر جيران بدي سلم*
نظم الفقيه أبي عبد الله محمد شرف الدين البوصيري.
ومولده بسجلماسة (مدينة في بلاد المغرب) «وأصل سلفه من الأندلس. وهو من ولد الحفيد ابن رشد، وبابن الحفيد يعرف. واستوطن مدينة فاس في بعض الأحيان. واستقضاه بأصيلا (بلد بقرب طنجة) السلطان أبو فارس عبد العزيز المريني. واختطب في بعض بلاد النصارى بالرّجل.
حاله-أكرمه الله-:
هو آخذ من اللغة بأزكى نصيب، وسهمه من النحو مسدد مصيب.
ينظم من الشعر الأبيات الحسنة، ويتكلم في الفقه بمسائل في البراعة ممكنة.
وباعه في الحديث مديد، كما هو بصير بالطارف من التاريخ والتليد.
وأما الفصاحة فهو ابن بجدتها، وأما البلاغة فهو عين نجدتها.
أنشدني لنفسه
وذي شنب متى أنظر بطرفي … إليه استلّ من لحظ ذبابا
تبسّم عن عقيق فوق در … فخلت الخمر قد حملت حبابا
أذوب إذا بدا شوقا إليه … ولو زارته أنفاسي لذابا
فإن أزرى به شيطان واش … أحلت عليه من حرقي شهابا
وأنشدني أيضا لنفسه مواطئا على البيت الثالث:
تحام بلاد الغرب ما عشت إنّها ... ظلام وحزن دائم وحروب!
وخيّم بلاد الشرق تلق بها المنى ... فللخير أنواع بها وضروب
«ففي الشّرق من أجل الشّروق مسرّة ... وفي الغرب من أجل الغروب كروب!»
أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن - إسماعيل بن يوسف الخزرجي الأنصاري النصري المعروف بابن الأحمر.