عثمان فخر الدين البكري التلاوي
الطاغي عثمان
تاريخ الوفاة | 828 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عُثْمَان فَخر الدّين الْبكْرِيّ التلاوي ثمَّ القاهري وَيعرف بالطاغي خَازِن الْكتب بِالْمَدْرَسَةِ المحمودية بالموازيين من الشَّارِع ظَاهر الْقَاهِرَة فاستقر فِيهَا بعد عزل السراج عمر أَمَام واقفها بتفريطه ثمَّ عزل هُوَ أَيْضا عَنْهَا بتفريطه بعد أَن عزّر بِالضَّرْبِ بَين يَد السُّلْطَان وَاسْتقر عوضه شَيخنَا وَحكى قصَّته فِي حوادث سنة سِتّ وَعشْرين من أنبائه وَأفَاد أَن الْكتب الَّتِي بهَا من أنفس الْكتب الْمَوْجُودَة الْآن بِالْقَاهِرَةِ وَهِي من جمع الْبُرْهَان بن جمَاعَة فِي طول عمره فاشتراها مَحْمُود الاستادار من تَرِكَة وَلَدهَا ووقفها وَشرط أَن لَا يخرج مِنْهَا شَيْء من مدرسته واستحفظ لَهَا أَمَامه سراج الدّين ثمَّ انْتقل ذَلِك لصَاحب التَّرْجَمَة بعد أَن رفع على السراج أَنه ضيع كثيرا مِنْهَا واختبرت فنقصت نَحْو مائَة وَثَلَاثِينَ مجلدة وَاسْتمرّ الْفَخر يُبَاشِرهَا بِقُوَّة وصرامة وجلادة وَعدم الْتِفَات إِلَى رِسَالَة لكبير أَو صَغِير حَتَّى أَن أكَابِر الدولة وأركان المملكة كَانَ الْوَاحِد مِنْهُم يحاوله على عَارِية كتاب وَاحِد وَرُبمَا بذلوا المَال الجزيل فيصمم على الِامْتِنَاع بِحَيْثُ اشْتهر ذَلِك إِلَى أَن رَافع فِيهِ شخص أَنه يرتشي فِي السِّرّ فاختبرت الْكتب وفهرست فنقصت الْعشْر سَوَاء لِأَنَّهَا كَانَت أَرْبَعَة آلَاف مجلدة فنقصت أَرْبَعمِائَة فألزم بِقِيمَتِهَا فقومت بأربعمائة دِينَار فَبَاعَ فِيهَا مَوْجُودَة وداره وتألم أَكثر النَّاس لَهُ قَالَ شَيخنَا: وَلم يكن عَتبه سوى كَثْرَة الجنف على فُقَرَاء الطّلبَة وإكرام ذَوي الجاه وَقَالَ حِين أرخ وَفَاته من الأنباء أَيْضا أَنه كَانَ شَدِيد الضَّبْط لَهَا ثمَّ حصل لَهُ من تسلط عَلَيْهِ بالخديعة إِلَى أَن وَقع التَّفْرِيط فَذهب أَكثر نفائس الْكتب قَالَ: وَكَانَ فِي أول أمره أَقرَأ الْجلَال البُلْقِينِيّ الْقُرْآن وتمشيخ بالمشهد النفيسي وَلَقي جمَاعَة من الأكابر. وَمَات فِي رَابِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.