يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَلَاء الدَّين المزجاجي الزبيدي الحنفي
شَيخنَا الْمسند الْحَافِظ ولد تَقْرِيبًا سنة 1140 أَرْبَعِينَ وَمِائَة وَألف أَو قبلهَا بِيَسِير اَوْ بعْدهَا بِيَسِير وَنَشَأ بزبيد وَأخذ عَن علمائها وَمِنْهُم وَالِده وبرع فِي الْعُلُوم دراية وَرِوَايَة وَصَارَ حَامِل لِوَاء الْإِسْنَاد فِي آخر أَيَّامه ووفد إِلَى صنعاء فِي شهر الْحجَّة سنة 1207 فاجتمعت بِهِ وَسمعت مِنْهُ وأجازني لفظا بِجَمِيعِ مَا يجوز لَهُ رِوَايَته ثمَّ كتب لي إجازة بعد وُصُوله إِلَى وَطنه وَأرْسل بهَا إِلَى وَكَانَ الْكَاتِب لَهَا ابْن أَخِيه عَن أمره لأني أَدْرَكته ضريرا وَمن جملَة مَا أرويه عَنهُ أَسَانِيد الشَّيْخ الْحَافِظ إِبْرَاهِيم الْكرْدِي الْمُتَقَدّم ذكره الْمُسَمّى بالأمم وَهُوَ يَرْوِيهَا عَن أَبِيه عَن جده عَلَاء الدَّين عَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم هَذَا طَريقَة السماع ويرويها أَيْضا عَن أَبِيه عَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بِالْإِجَازَةِ لِأَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم أجَاز لجد صَاحب التَّرْجَمَة ولأولاده وَقد أوقفني على تِلْكَ الْإِجَازَة بِخَط الشَّيْخ إِبْرَاهِيم فوالد صَاحب التَّرْجَمَة مِمَّن شملته الْإِجَازَة لكنه أخبرني رَحمَه الله أَن الْإِجَازَة من الشَّيْخ إِبْرَاهِيم لعلاء الدَّين كَانَت قبل وجود وَلَده مُحَمَّد وَالِد المترجم لَهُ فَيكون الْعَمَل بهَا متنزلاً على الْخلاف فِي جَوَاز الإحازة لمن سيوجد وَكَانَ موت صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة 1213 ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَألف رَحمَه الله
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمن
يوسف بنُ محمد بنِ علاءِ الدين، المزجاجيُّ، الزبيديُّ، الحنفيُّ.
قال العلامة الشوكاني: شيخُنا المسند الحافظ، ولد تقريبًا سنة 1114، أو قبلها بيسير، أو بعدها بيسير، ونشأ بزبيد، وأخذ عن علمائها، ومنهم والده، وبرع في العلوم دراية ورواية، وصار حامل لواء الإسناد في آخر أيامه، ووفد إلى صنعاء في شهر [ذي] الحجة سنة 1107، فاجتمعت به، وسمعت منه، وأجازني لفظًا بجميع ما يجوز له روايته، ثم كتب لي إجازة بعد وصوله إلى وطنه، وأرسل بها إليّ، ومن جملة ما أرويه عنه أسانيد الحافظ الشيخ إبراهيم الكردي المسماة بالأمم، وهو يرويها عن أبيه عن جده علاء الدين، عن الشيخ إبراهيم، هذه طريقة السماع، ويرويها أيضًا عن أبيه، عن الشيخ إبراهيم بالإجازة؛ لأن الشيخ إبراهيم أجاز لجد صاحب الترجمة ولأولاده، وقد أوقفني على تلك الإجازة بخط الشيخ إبراهيم، فوالدُ صاحب الترجمة ممن شملته الإجازة، لكنه أخبرني - رح -: أن الإجازة من الشيخ إبراهيم لعلاء الدين كانت قبل وجود ولده محمد ولد المترجم، فيكون العمل بها متنزلًا على الخلاف في جواز الإجازة لمن سيوجد، مات - رح - سنة 1213، انتهى.
قلت: وذكر له السيد العلامةُ عبدُ الرحمن بنُ سليمان ترجمة حسنة في "النفس اليماني"، وأثنى عليه كثيرًا، وقال: سمعت عليه "صحيح البخاري" من أوله إلى آخره، قال: وكان منزله مجمَعًا للفضلاء على اختلاف المذاهب، يجتمعون إليه، ويجعلونه حكمًا؛ لكمال علمه، وقوة فهمه.
وما زالَ أهلُ العلمِ والفضلِ والتُّقى ... عُكوفًا به حتى ظَنَنَّاهُ مَسْجِدا
وكان لا يترك كل يوم من كتابة قدر معلوم من كتاب الله، أو من كتابة فوائد وآداب، أو كتابة نسخة من العلوم النافعة، حتى اجتمع له مع الدوام من ذلك الشيء الواسع، شعر:
فلا تَكْتُبْ بكفِّكَ غيرَ شيءٍ ... يَسُرُّكَ في القيامَةِ أن تَراهُ
وكان له حبٌّ كثير في أهل البيت النبوي - صلى الله عليه وسلم -:
وهل يستوي وُدُّ المقلِّدِ والذي ... له حُجَّةٌ في حُبِّهِ ودلائلُ
انتهى.
قلت: وهذا شأن المحدِّثين؛ فإن حبهم للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وعترتِه وصحابته، وحفاظِ هَدْيه وسمتِه شيءٌ لا ينكره إلا من أعمى اللهُ بصرَ بصيرته، وما لهذا الحبِّ وللمقلدين الجامدين على رأي الإمام، والمشتغلين بالفروع في الليالي والأيام، فأين هذا من ذلك؟
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.
الشيخ يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي الزبيدي الحنفي رحمه الله تعالى
قد انكب على العلم واجتهد، حتى تميز بين العلماء وانفرد، واقد ترجمه العلامة الشوكاني بقوله: شيخنا المسند الحافظ، ولد تقريباً عام ألف ومائة وأربعة عشر ونشأ بزبيد، وأخذ عن علمائها، ومنهم والده، وبرع في العلوم دراية ورواية إلى أن صار حامل لواء الإسناد في آخر أيامه، ووفد إلى صنعاء في شهر ذي الحجة سنة ألف ومائتين وسبع، وسمع منه العدد الكثير والجم الغفير. وقد رووا عنه أسانيد الحافظ الشيخ إبراهيم الكردي، وهو يرويها عن أبيه عن جده علاء الدين، عن الشيخ إبراهيم. مات رحمه الله تعالى سنة ألف ومائتين وثلاث عشرة، وكان رحمه الله تعالى له حب لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويقول عند ذكر حبه لهم:
وهل يستوي ود المقلد والذي ... له حجة في حبه ودلائل
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.