يُوسُف بن علي بن الهادي الكوكباني ثمَّ الصنعاني
القاضي الأديب الشَّاعِر الْمجِيد مُصَنف طوق الصادح الْمفصل بجوهر الْبَيَان الْوَاضِح ترْجم فِيهِ لكل من شعر فِي الْحَمَامَة وَجعله مسجعا بسجع غالبه البلاغة والجودة وَمن تصانيفه سوانح فكر الأفهام وبوارح فقر الأقلام وَله قصيدة همزية سَمَّاهَا البغية الْمَقْصُودَة فِي السِّيرَة المحمودة وَله ديوَان شعر سَمَّاهُ محَاسِن يُوسُف وَقد جرت لَهُ محن مَعَ أهل عصره لِأَنَّهُ برع فِي الْأَدَب وفَاق الأقران وَهَذَا شَأْن من نبل من نوع الْإِنْسَان وَحبس مرَارًا وسافر مَعَ بعض الْأُمَرَاء إِلَى زبيد فَجرى بَينه وَبَينه مُرَاجعَة فِي الْكَلَام حَتَّى أَمر بقتْله ثمَّ شفع فِيهِ وَحبس فَمَرض غيظا وكمدا وشارف الْمَوْت فَأطلق وَحمل على حمَار فَسقط من فَوْقه حَتَّى انْكَسَرت إحدى يَدَيْهِ تَمامًا للامتحان وتجلد حَتَّى وصل إِلَى بَيته فَمَاتَ وَمن نظمه القصيدة الَّتِى يَقُول فِيهَا
(فلق الأماني قد تبلج ... وشذى المسرة قد تأرج)
(والدهر قد وهب الحبور ... وهب روح رِضَاهُ سَجْسَج)
(وأتى الرّبيع بَحر فضل ... مروطة لما تبرج)
(فتزخرفت لقدومه الدُّنْيَا ... فَمَا أبهى وأبهج)
(والجو أصبح لازوردى ... المطارف لم يضرج)
(وَالرَّوْض زاه زَاهِر ... خضر ملابسه مزبرج)
وَهَذِه قصيدة طَوِيلَة كلهَا غرر وشعره فِي الذرْوَة وَإِن أنكر فَضله حَاسِد وَجحد مناقبه جَاحد وَقد ذكر الحيمي فِي طيب السمر وَوَصفه بِسَرِقَة الْأَشْعَار وَهُوَ أجل قدرا من ذَلِك فَإِنَّهُ مقتدر على أَن يأتي بِمَا يُرِيد اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون ذَلِك اخْتِيَارا لَا اضطراراً وَلم أَقف على تَارِيخ وَفَاته وَهُوَ من أهل الْقرن الثاني عشر وَفَاة لَا مولدا وَقد بَالغ فِي تَعْظِيمه الجرموزي فِي صفوة العاصر وَأطَال الثَّنَاء عَلَيْهِ بِمَا هُوَ بِهِ حقيق ثمَّ وقفت على تَارِيخ مَوته فِي سنة 1115 خمس عشرَة وَمِائَة وَألف
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمن
الكَوْكَبَاني
(000 - 1116 هـ = 000 - 1704 م)
يوسف بن علي بن الهادي الكوكباني ثم الصنعاني:
أديب يماني من أهل صنعاء. أصيب بمحن، وحبس مرارا، وأطلق، فحمل على حمار، فسقط، فانكسرت إحدى يديه، فمات بعد وصوله إلى بيته.
له " طوق الصادح - خ " في مكتبة الجامع بصنعاء ترجم فيه لكل من له شعر في الحمامة، و " سوانح فكر الأفهام - خ " في الأدب، رأيته في خزانة الليثي بمركز الصف بمصر. وديوان شعر، سماه " محاسن يوسف " .
-الاعلام للزركلي-