عثمان بن قطلوبك بن طورغلى الفخر

قرايلوك

تاريخ الوفاة836 هـ
أماكن الإقامة
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • أمد - تركيا
  • إرزنجان - تركيا
  • الرها - تركيا
  • ديار بكر - تركيا

نبذة

عُثْمَان بن قطلوبك بن طورغلى الْفَخر التركي الأَصْل التركماني. أَمِير التركمان بديار بكر وَصَاحب آمد وماردين وَغَيرهمَا وَيعرف بقرايلوك.

الترجمة

عُثْمَان بن قطلوبك بن طورغلى الْفَخر التركي الأَصْل التركماني.
أَمِير التركمان بديار بكر وَصَاحب آمد وماردين وَغَيرهمَا وَيعرف بقرايلوك.
كَانَ أَبوهُ من جملَة الْأُمَرَاء فِي الدولة الأرتقية أَصْحَاب ماردين ثمَّ انْتَمَى ابْنه لتيمورلنك وَصَارَ من أعوانه وَدخل مَعَه الْبِلَاد الشامية لما طرقها ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَاسْتولى على آمد وولاه النَّاصِر فرج نِيَابَة الرها لما قتل جكم وَأرْسل إِلَيْهِ بِرَأْسِهِ فقوى بذلك وضخم أمره وَلَا زَالَ فِي نمو إِلَى أَن تجرد الْمُؤَيد شيخ إِلَى الْبِلَاد المشرقية وَتوجه إِلَى إبلستين وَعَاد على كختا وكركر رَحل قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد صَاحب تبريز وبغداد إِلَى جِهَة قرا يلوك هَذَا فبادر وَأرْسل قصاده إِلَى السُّلْطَان يعْتَذر عَن نَفسه فِي ذَنْب مِنْهُ سَابق وَيَقُول: إِن لم يعف عني السُّلْطَان لَا أجد لي بدا من مُوَافقَة قرا يُوسُف فَأَجَابَهُ وجهز إِلَى قرا يُوسُف يستعطفه عَلَيْهِ ويأمره بِالرُّجُوعِ عَنهُ وَلم تنحسم مَادَّة الْعَدَاوَة بذلك بل توجه صَاحب التَّرْجَمَة بعد إِلَى أرزنكان وَبهَا بير عمر نَائِب قرا يُوسُف فَخرج إِلَيْهِ وتقاتلا فانكسر بير عمر وَقتل وجهز قرا يلك بِرَأْسِهِ إِلَى الْمُؤَيد ثمَّ لما مَاتَ قرا يُوسُف استمرت الْعَدَاوَة بَين بنيه وَهَذَا فَتوجه إِلَى أرزنكان وحاصرها وَوَقَائعه مَعَ اسكندر بن قرا يُوسُف مَشْهُورَة وَكَانَ من الرِّجَال قُوَّة وشجعة وإقداما قتل ملوكا كجم من عوض نَائِب حلب الملقب بالعادل بِسَهْم أَصَابَهُ مِنْهُ فِي المعركة والبرهان أَحْمد صَاحب سيواس وبير عمر وَلما تسلطن الْأَشْرَف برسباي وطالت أَيَّامه تغير مَا بَينهمَا وجهز لقتاله عسكرا غير مرّة وَأخذت الرها مِنْهُ وَقبض على ابْنه هابيل وَحبس بقلعة الْجَبَل حَتَّى مَاتَ ثمَّ تجرد هُوَ بِنَفسِهِ إِلَيْهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَوصل إِلَى آمد وَنزل عَلَيْهَا وحاصرها زِيَادَة على شهر ثمَّ رَحل عَنْهَا بعد وُقُوع الصُّلْح بَينهمَا وَأرْسل لَهُ بخلعة وَفرس بسرج ذهب وكنبوش زركش مَعَ نَائِب كَاتب السِّرّ الشّرف أبي بكر بن الْأَشْقَر وَاسْتمرّ قرا يلوك على حَاله بديار بكر إِلَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَسَار إسكندر من تبريز إِلَى قِتَاله هَارِبا من أَمِير زه شاه بن تيمور حَتَّى نزل بِالْقربِ من أرز الرّوم وَبلغ قرايلك فَجهز عَليّ بك ابْنه فِي فرقة من الْعَسْكَر وَهُوَ بأثرهم فَالتقى الْفَرِيقَانِ فاستظهر عَسْكَر هَذَا أَولا فَثَبت إسكندر بِمن مَعَه ثمَّ حملُوا حَملَة رجل وَاحِد على عَسْكَر هَذَا فكسروه وَذَلِكَ خَارج أرز الرّوم وسَاق إسكندر خَلفهم فقصد عَسْكَر قرايلك أرز الرّوم ليتحصنوا بهَا فحيل بَينهم وَبَينهَا فَرمى قرايلك بِنَفسِهِ إِلَى خَنْدَق القلعة ليفوز بمهجته وَعَلِيهِ بدلة الْحَرْب فَوَقع على حجر فشدخ دماغه ثمَّ حمل وعلق إِلَى القلعة بحبال فدام بهَا أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ مَاتَ وَذَلِكَ فِي الْعشْر الأول من صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَقد بلغ التسعين أَو زَاد عَلَيْهَا وَدفن خَارج أرز الرّوم فاجتهد اسكندر حَتَّى عرف قَبره فَأخْرجهُ وَقطع رَأسه وَرَأس ولديه وَثَلَاثَة رُؤُوس من أمرائه وَأرْسل بِالْجَمِيعِ مَعَ قاصده إِلَى الْأَشْرَف فطيف بهَا ثمَّ علقت على بَاب زويلة ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ دفنت كل ذَلِك وَقد زينت الْقَاهِرَة ودام فِي الإمرة زِيَادَة على خمسين سنة ومستراح مِنْهُ، وَقد لخصت تَرْجَمته فِي التَّارِيخ الْكَبِير فَقلت أَمِير التركمان بديار بكر وَافق تمرلنك على أَفعاله القبيحة وَكَانَ فِي مقدمته ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَاسْتولى على آمد وولاه سُلْطَان مصر نِيَابَة الرها وَمن أَجله خرج الْأَشْرَف برسباي فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وصحبته من العساكر مَا يفوق الْوَصْف وَآل الْأَمر إِلَى الصُّلْح وَاسْتمرّ بعد يُخَادع وَيظْهر الخضوع والإذعان إِلَى أَن كَانَ بَينه وَبَين إسكندر بن قرا يُوسُف مَقْتَله انهزم قرايلك مِنْهَا وَرمى بِنَفسِهِ إِلَى الخَنْدَق فَوَقع على حجر فشدخ رَأسه وَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته وَذَلِكَ فِي الْعشْر الأول من صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسيرَته طَوِيلَة كَمَا عِنْد ابْن خطيب الناصرية وَمن تبعه وَكَذَا طولهَا شَيخنَا فِي أنبائه، وَنقل عَن الْبَدْر بن سَلامَة أَنه لما استولى على ماردين استصحبه فَوَجَدَهُ فِي عيشة شطة إِلَى الْغَايَة وَفِي غَالب زَمَانه مشتغل بِالشَّرِّ وتفرق أَوْلَاده بعده الْبِلَاد وانكسرت شوكته جدا فَجهز وَلَده عَليّ بك ينتمي إِلَى سُلْطَان مصر ويلتزم أَن يكون فِي جِهَته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مُخْتَصر.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.