الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى محمد بن محمد ابن أبي مدين.
[كنيته:]
يكنى أبا المجد، وأدركته، ورأيته.
وكتب في الحضرة المرينية، ثم كتب العلامة لأمير المسلمين أبي الحسن علي المريني في حين كان بجبل عامر بن محمد الهنتاتي.
حاله: -رحمه الله تعالى-:
كان شاعرا أريبا، وطالبا لبيبا. ذا سمت جسيم، وظرف وشكل وسيم.
أنشدني لنفسه:
عزّ صبري ولم أكن بالجهول ... عندما آذنوا لشدّ الحمول
ها أنا في الطّلول أرسل دمعا ... ليس إلا به شفاء العليل
لم تكن أدمعي بأوّل دمع ... طلّه العاشقون بين الطّلول
فدموعي الغزار طوفان نوح ... وضلوعي الحرار نار الخليل!
5 لهبوب الشّمال ملت ارتياحا ... فكأني شربت كأس شمول
والتزام الرّبوع صيّر جسمي ... مشبها منهم لكلّ نحيل
آه ممّا أضرّ بي من غرامي ... واشتياقي ولوعتي وغليلي
سادتي هل إلى الوصال سبيل؟ ... إننّي لم أجد له من سبيل!
إن أمت في الهوى فغير نكير ... كم لها في ذوي الهوى من قتيل!
10 فارحموا من شكا لغير رحيم ... بعدكم واستنال غير منيل
نال عزّا بكم وذلّ لديكم ... فاعجبوا منه للعزيز الذّليل!
وبشوقي بعثت قلبي رسولا ... فارفقوا؛ لا يحلّ قتل الرّسول
أنا عبد لكم على كلّ حال ... كنتم؛ ليس لي بكم من بديل!
أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن - إسماعيل بن يوسف الخزرجي الأنصاري النصري المعروف بابن الأحمر.