عبد الرحمن بن محمد الذهبي ابن شاشة

ابن شاشو

تاريخ الولادة1055 هـ
تاريخ الوفاة1128 هـ
العمر73 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • اليمن - اليمن
  • دمشق - سوريا

نبذة

عبد الرحمن بن محمد الذهبي المعروف بابن شاشه الدمشقي نزيل الحرمين الشيخ الفاضل الكامل ترجمه الشيخ سعيد السمان وقال في وصفه أديب تردي من الكمال البرد المفوف وجاب البلاد لاقتناء مخبآته وطوف فلم شعثه المنبث ووصل سببه المجتث وأراد أن يرشف من بحره فكرع وافترع من عون شوارده ما افترع وتنقل من وطن إلى وطن إلى أن تجاوز صنعا وعدن الا أنه ما استقر حتى أذعن إلى الأوبة بالانقياد واستقر فأم أم القرى

الترجمة

عبد الرحمن بن محمد الذهبي المعروف بابن شاشه الدمشقي نزيل الحرمين الشيخ الفاضل الكامل ترجمه الشيخ سعيد السمان وقال في وصفه أديب تردي من الكمال البرد المفوف وجاب البلاد لاقتناء مخبآته وطوف فلم شعثه المنبث ووصل سببه المجتث وأراد أن يرشف من بحره فكرع وافترع من عون شوارده ما افترع وتنقل من وطن إلى وطن إلى أن تجاوز صنعا وعدن الا أنه ما استقر حتى أذعن إلى الأوبة بالانقياد واستقر فأم أم القرى وقال عند الصباح يحمد القوم السري فمكث مدة طويله وهو يكثر على تربة مولده نحيبه وعويله فأعمل الرواحل وطوى المراحل فأدرك المأمول وحط ثقل الحمول وقد رأيت له مجموعة تنبئ عن حيثيته عارض بها الأمين في نفحته وأراد أن ينهض فكبا وأتعب كاهلاً ومنكباً وأعانه ولا أقول أشابة بل عصابه وقدموه على أمر سد دونه باب الاصابة فحاول ما أراد أن يحاول وأين الثريا من يد المتناول فما كل رام مصيب ولا كل روض خصيب وشتان بين حلة مطرزة واخرى مرقعة مخرزة وبالجملة فله اطلاع ملأ منه الجوانح والأضلاع وله نظم أطلعت منه في مجموعته على القليل كالروض المطير البليل وهاك منه ما يساغ وما هو كالذهب المصاغ انتهى ما قاله ومن شعره ما كتبه للأديب عبد الحي الخال الدمشقي من مكة المشرفة بقوله من قصيدة مطلعها
الا مبلغ عني الأحبة من نجد ... بأني على ما يعهدون من العهد
أبيت لفقدي من أحب متيما ... يزيد بي الأعراض وداً على ود
أنهنه دمعاً من عيون أظنها ... مذاب عصى القلب يجري على خدي
أسائر نجم الليل سهداً كأنني ... واياه ذا فقد تقابل بالبعد
كأن الدجى بحر من الفكر دائماً ... أغوص به فالدر من موجه أبدي
كان الفلا أفق مواقيد نارها ... شموس أنارها من سماها على الوفد
كان مديد الأرض والركب فوقه ... سفين بلا جزر تسير ولا مد
كان المطايا فوق أظهرها لها ... قباب من الآمال شوقاً بها تفدي
كان الزمام الشوق منها لها غدا ... يقود فلا تدري الحداة بما تحدي
كان شدا الغلمان عند انقيادها ... لها صوت من تهوي يقول لها عندي
كان انثنا أيدي المطي ورفعها ... قدوداً لغواني الراقصات من الوجد

كان حصى البيداء أحشاء مغرم ... فلم تستطع وطئاً عليها من الوقد
كان هلال الأفق قابل حاجباً ... لطاعن سن قد أباد على العهد
كان ابن سبع والثمانون جبن من ... أناب اقتطاف الخد منه على الورد
كان الدجى والبدر لو أنه بدا ... محيا كحيل الطرف في حالك البردكان اغبرار الأفق ألفاظ كاشح ... تغير منه ناصع الجيد والخد
كان انسياب الزهر من حوله غدت ... فرائد در قد تناثر من عقد
كان ائتلاف الفرقدين محاكياً ... تلازم من أهواه عني إلى الصد
كان بنى نعش أما نبي التي ... تنازعها أيدي التبدد والرد
كان سنا المريخ وجنة صادق ... يخيل إني لاح في أعين الرمد
كان سهيلاً قلب وغد لقد أتى ... يبشرني بالسير ليلاً معي وحدي
كان السها مرآة في حندس الدجى ... تلوح ولا تبد ولكاذبة الوعد
كان الثريا شكل سعد لطالع ... لذلك غابت عندما هم بالقصد
كأني والشعراء في يوم فرقة ... لسابق علم ليس يدرك بالحد
كأني أرى الجوزاء شمل حواسدي ... وخادمها سعد السعود كما العبد
كأني وايم الله كالنسر واقع ... بطود امتناع من محمد أو عبدي
كطائر من أهوى باشراك خيلهم ... يرفرف بالمنتوف ريشاً وبالرعد
فواعجباً مني أباع بدرهم ... وعندي من الآداب ما ناف عن نقدي
ويجهل مني العذر من شأنه غدا ... يرتب أرباب الفضائل بالعد
أخو الفضل والتأليف والود والوفا ... وجامع شمل المجد سيدنا عبدي
سليل على ذي الأيادي ومن له ... رفيع فخار قد تسلسل عن جد
وذو ثروة منهم بدا خير فاضل ... يقوم مقام الجيش فضلاً عن الجند
له قلم إن جال في طرس حلبة ... من النظم قلت الجمع في صورة الفرد
له قلم إن جال في طرس حلبة ... من النظم قلت الجمع في صورة الفرد
وإن خال في سبك المعاني خياله ... هو الخال لا خال يخال بلا خد
حكى لفظه الدر النضيد صناعة ... ولطف طباع منه صافية الورد
تخيرته من بين قومي وإن أكن ... لقصدي منه لست أظفر بالقصد

ولكنما فرط المحبة ملجأ ... مكاتبتي والضد يعرف بالضد
وكتب أيضاً إلى الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي قصيدة يمدحه بها ومطلعها

أبدا لذاتك دائماً أتشوق ... فعلام برق لقاك لا يتألق
وإلى م لا تدني بعيداً ماله ... بسوى حبال الود منك تعلق
علقت بحبك منه روح قبل أن ... يبدو لها في ذا الوجود تخلق
وصبت لمعناك البديع فلم تزل ... بجميل ذكرك في العوالم تنطق
عجباً لها والطرف منها معرف ... عن حسنها وإلى جمالك ترمق
هل أفهمت سر المحبة أم لها ... علم بأن سواك من لا يعشق
أو أودعت معنى تمكن في الحشا ... فلها به بعد الخفاء تحقق
إذ ذاك تطرب إن شدت ورق الربا ... شوقاً لما تبدى جوى وتصفق
أم لاشتياق موهم منك اللقا ... أذلات حين الوعد منك يصدق
يا أيها الفتان لا ذقت الهوى ... ثوب افتتاني فيك لا يتمزق
أترع كؤوس الهجر صرفاً واسقني ... كأساً فكأساً انني لا أفرق
حمل فؤادي من متاعبك التي ... ما لا تطيق لحملهن الأينق
وأفتك بلحظك في جوانحي التي ... بسوى التهتك فيه لا تنخلق
واطعن بلدن قوامك الرطب الذي ... بسوى اجتناء دم الورى لا يورق
ما شئت ممن ليس يعرف ما الهوى ... الا بحبك لا كمن يتعشق
اني الصبور على مكايدة الهوى ... وعزيز دمعي فيه لا يترقرق
اني امرؤ ممن يقال بشأنه ... بين الوصال وصده لا يفرق
هذي وحقك حالتي إن شئت جد ... أولا فواصل انني بك موثق
مثل اعتمادي في معادي بالذي ... بولائه دون الورى أنا موثق

الكامل الحبر الالهي الذي ... بسواه نهج الحق لا يتحقق
صور الكمال به غدت مجلوة ... وعليه إن حققتها تتعبق
المستضئ بنوره في طمسه ... من لم يظن الفرق فيه يخلق
تجري جداول فيضه في طرسه ... إن راح للمعنى البديع ينمق
أورام أن يبدي الكمال بصورة ... الامكان يبدو الابتداع المطلق
لا يستحيل عليه شيء منحة ... فالأمر فيه ظاهر ومحقق
وإليه يرجع كل معنى إن بدا ... بتخالف في المشربين يوفق
سعياً عفاة الهدى نوراً قبل أن ... بكؤوس أفراح الندامة تشرقوا
واستقبسوا من نور حضرة قدسه ... قلباً به دين الجهالة يحرق
واستنطقوا من رمز عقد كلامه ... سراً لولا من قبل أن لا تنطقوا

واستغنموا أوقاته فهي التي ... لذرى المعارف سلم فيه ارتقوا
واستنبؤا عنه المعالي إن بدت ... بفرائد من نظمه تتمنطق
هذي هي الحور الحسان تبرجت ... يقتادها حب له وتشوق
منه به ظهرت له إن شئتموا ... قولوا بوحدة ذاته أو فرقوا
تالله ما روض الأماني أصبحت ... أغصانه بثمارها تتقرطق
والزهر قد نشر الربيع به ردا ... عرف المنى من نوره يتنشق
والطل يرشح من جنى وروده ... ورقيق كأس شقيقه يتشقق
والنرجس الغض المشير بطرفه ... ما آن بالأرواح أن تتصدقوا
هذا زمان اللهو قبل أوانه ... لا تغفلوا عنه ولا تتعوقوا
إن البنفسج ليس يترك ما بنا ... من حمقه فهو العدو الأزرق
والماء يغضب غيرة فيمر في ... أطراف شقة زهره ويشقق

والورق تعرب في تفنن لحنها ... بترنم طوراً وطوراً تصعق
مع فتية شربوا كؤوس صبابة ... مملوءة من قبل أن لا يخلقوا
من كل مفتون لعشقة شادن ... يسقيك راح العشق منه المنطق
دووجنة صقلت حيا فكأنها ... كأس بخمرة ريقه تتدفق
ذو صورة تكفيك منها نظرة ... عن أن ترى وجهاً سواه يعشق
تندي خدود الروض من حجل ومن ... حمق شقائقه جوى تتشقق
أنى تبدي في حنادس فرعه ... بدر له الأقمار طوعاً تطرق
وبحار كل في محاسن وصفه ... معنى له قلب البلاغة يخفق
عنه بأحسن من سماع حديث من ... برحابه سوق الفضائل ينفق
مولى الوجود ومن به وبذاته ... وبوصفه ظهر الكمال المطلق
وله
وجاهل يقدح في ... عرضي وليس يفهم
بأن ذمي مدحة ... لكونه لا يعلم
وهو قول العلامة النجم الغزي
يا أيها الحاسد لو تفهم ... إنك تطريني ولا تعلم
تذكر وصفي وترى أنه ... ذم ومنه مدحتي تفهم
ولأبن الوردي
سبحان من سخر لي حاسدي ... يحدث لي في غيبتي ذكرا

لا أكره الغيبة من حاسد ... يفيدني الشهرة والأجرا
ومثله لأبي حيان
عداتي لهم فضل علي ومنة ... فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتست المعاليا
وقريب منه قول المتنبي
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل
ومدح الحسد ورد في كلام الشعراء كثيراً منه قول بعضهم
فلا خلاك الله من حاسد ... فإن خير الناس من يحسد
وقول الآخر
ولكن على الآلاء كثر حواسدي ... ولا خير في نعمي قليل حسودها
وللمترجم قوله
إن احتجاب جماله متعذر ... إذ عم كل الكون نور سنائه
لكن تواري غيرة أن لا يرى ... من لم يذق للعشق من قتلائه
هو من قول الفاضل إبراهيم بن عبد الرحمن السؤالاتي
في أزرق الملبوس مر معذبي ... متمائلاً كالغصن في خيلائه
ورقي دخان التبغ غشى وجهه ... من فيه مثل الغيم يوم شتائه
وكأنه لما بدا من شرقه ... بدر تبدي في أديم سمائه
ستر الجمال عن العيون مخافة ... أن لا تكون الناس من قتلائه
وللمترجم
وجائر الحكم أمسى ... يقول والقلب حائر
قصدي أهاجر صفني ... فقلت يا حب هاجر
هو من قول القطب الرباني عبد الغني النابلسي
وأهيف القد وافى ... يقول والشوق وافر
قصدي أسافر صفني ... فقلت يا بدر سافر
ومن شعر المترجم في العذار قوله

حاش لله ليس ذاك عذارا ... انما الوهم قد أراك اعتذارا
بل معاني تلقى لنا كسطور ... قد أبانت عن الهوى أسرارا
أشباكاً صنع الآله براها ... كي تصيد العقول والأفكارا
أو خيالاً سرى برائق خد ... أوهمته خمر اللمى أسكارا

أو صحافاً من اللجين توشت ... آي حسن لذي الغرام عذارا
ومثله قول الأديب الماهر الأمير منجك الدمشقي
لقد كتبت يد الرحمن سطراً ... بصدغك ظنه الواشي عذارا
ومن شعر المترجم في النحول قوله
ولو أنني ألقيت في رأس شعرة ... من الجفن لم تشعر بي العين من سقم
لذلك لو مازجت بالجسم نقطة ... من الخط ما امتازت عن الخط في الحجم
ولو رام فرض الجسم مني توهما ... أخو فكرة أعياه ذلك بالوهم
وللشعراء في النحول مبالغات منها قول ابن العميد
لو أن ما أبقيت من جسمي قذا ... في العين لم يمنع من الأعضاء
وقول بعضهم
ولو أنني علقت في رجل نملة ... لسارت ولم تدري بأني تعلقت
ولو نمت في عين البعوض معارضاً ... لما علمت في أي زاوية بت
وقول الأديب سعيد السمان
بادرتني من النوى مدح ... أحرمتني لذائذ الأنس
وبراني ولا أقول ضني ... غير أني خفيت عن نفسي
فانظرن حالتي ترى عجباً ... خارجاً عن اطاقة الأنس
وللمترجم

وخصر خفي لا يكاد إذا مشى ... يلوح لموج قد علا رد فيه
كأن النجوم الزهر أود عن حبه ... وخافت بأن يبدو فدرن عليه
ومن ذلك قول الأديب محمد بن علي الحرفوشي
له خصر بألحاظ ... الورى ما زال منتطقاً
ومن ذلك قول المتنبي
وخصر تثبت الأحداق فيه ... كأن عليه من حدق نطاقا
وقول السرى
أحاطت عيون العاشقين بخصره ... فهن له دون النطاق نطاق
وأصله لعلي بن يحيى من أبيات يغني بها وهي
وجه كان البدر ليلة تمه ... منه استعار النور والاشراقا
وأرى عليه حديقة أضحى لها ... حدقي وأحداق الأنام نطاقا
ونقله الشهاب الخفاجي إلى العذار مضمناً مصراع بيتي المتنبي وأجاد

عذار خط في الوجنات خطا ... هوى كل الأنام به وفاقا
ترى الأبصار شاخصة إليه ... وماء الحسن في خديه راقا
تصورت العيون به فأمسى ... كأن عليه من حدق نطاقا
ولم أدر في أي سنة كانت وفاته غير أنه في سنة ألف ومائة وإحدى عشرة كان موجوداً رحمه الله تعالى

الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل. سلك الدرر في أعيان القرن

 

 

 

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الذهبي المعروف بابن شاشو (أو ابن شاشة) :
أديب. من أهل دمشق. رحل إلى اليمن، وجاور بمكة سنة 1092 - 1109 هـ وعاد إلى دمشق.
له (الفواتح المكية والروائح المسكية) في التراجم، لعله كتابه المطبوع باسم (تراجم بعض أعيان دمشق) على نسق الريحانة، و (مجموعة) فيها بعض نظمه، و (روضة الخيال فيما وقع في الخال) رسالة، و (غاية المرمى في علم المعمى) و (نفحات الأسرار المكية ورشحات الافكارالذهبية - خ) اشتمل على نيف و 50 ترجمة لفضلاء يمنيين من معاصريه وهو القسم الخامس من تاريخ صنفه في التراجم .

-الاعلام للزركلي-