عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن الموصلي الدمشقي
تاريخ الولادة | 1031 هـ |
تاريخ الوفاة | 1118 هـ |
العمر | 87 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن المعروف بالموصلي الشافعي الميداني الدمشقي الصوفي الاستاذ الكامل المربي شيخ الطريقة الأفضل أحد مشاهير المشايخ المعتقدين وهو وأسلافه مشايخ مشاهير لهم حفدة ومريدون وأملاك وعقارات وقد اشتهروا ببني الموصلي وينتهي نسبهم إلى الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ أبي بكر الشيباني رضي الله عنه وكان صاحب الترجمة شيخاً أديباً فاضلاً بارعاً ناظماً ولد في سنة احدى وثلاثين وألف وطلب العلم ومهر وساد وأقبل على مطالعة الدواوين الشعرية وله نظم حسن كثير وديوانه متداول وكان معتقداً عند خاصة الناس وعامتهم مبجلاً معظماً كريم الأخلاق كثير السخاء مصون اللسان وقد اشتهر بالأدب وبهر وفاق على أهل عصره ووالده كان فقيهاً فرضياً حسن الخلق مبذول النعم وله ثروة وافرة وتوفي في المدينة المنورة في محرم سنة أربع وخمسين وألف ودفن ببقيع الغرقد وولده المترجم ترجمه الأديب السيد الأمين المحبي في نفحته وقال في وصفه هو في الميدان سابق طلق عنانه وكأنما حشر الصواب بين بيانه وبناته من ملأ رتعوا بأنضر خميله وبذلوا ما شاء السماح من عارفة جميله مكانه في السراة ذروة الثمام وليديه في الجود آثار الغمام لا ينبئ الا عن ظل الكرامة الأندى ولا يبيت الا حيث المحلق والندي وقد متعني الدهر برهة بحضرته فتقلبت معه في بهجة العيش ونضرته وسمعت لفظاً غذاء الروح وشاهدت خلقاً فيض الملائكة والروح إلى تثبت يستخف الجبال الرواسي وانعطاف يلين القلوب القواسي وأنا من ذلك العهد لا افتر عن تذكره بخاطري وأتمثل شخصه في ضميري حتى كأنه حاضري وله أشعار كلها نكت للمستملي وملح للذيق المستحلي وفيها نخب للفتاك وسبح للنساك يقول ما يشاء فتستحسنه وتريد الطير تحكيه فلا تحسنه وقد أثبت منه ما يسترقص الجمادات طرباً ويترك في كل قلب مطرباً انتهى مقاله ومن شعره قوله
عجزا لرقاة عن الحجي ورقائه ... وكذا الأساة عن الأسى ودوائه
ثكلتهم الأعشاب ويح كبادهم ... لم يعلموا ما حل في سودائه
حلوا المراكب العزائم واتركوا ... كل يروح من ملا ببلائه
ابني الصبابة والهوى من بعدنا ... إني لكم هيهات من زرقائه
ليس الهوى بسفاهة من كالح ... مدعو الغرام ومنتدى عدوائه
إن الصبابة واللطافة والحيا ... علم عليه يدل من أسمائه
فهي الأمانة انبأث عن فضل من ... فتق العبير وخصه بردائه
وقوله من أبيات
لئن كنت أسعى كل حين اليكم ... وتوكسني الآمال عن حيكم غصبا
فلي أسوة بالنجم للشرق سيره ... مدا الدهر والأفلاك تهوي به الغريا
هذا من قول الأرجاني
أنحوكم ويرد وجهي القهقري ... عنكم فسيرى مثل سير الكواكب
فالقصد نحو المقصد الأسنى لكم ... والسير رأى العين نحو المغرب
وللمترجم
سلبوا الغصون معاطفاً وقدوداً ... وتقاسموا ورد الرياض خدودا
طعنوا القلوب بما تلاشى دونه ... طعن الرماح وسددوا تسديدا
فتنوا الورى بلواحظ وتجاوزوا ... بالفتك من نهب العقول حدودا
تركوا الحلي شهامة واستبدلوا ... حلل المحاسن والبهاء برودا
فغدوا بها مستعبدين أولي النهى ... مما يشيقك طارفاً وتليدا
نظموا الثنايا في المباسم لؤلؤا ... تحت الزمرد والعقيق عقودا
تخذوا البنفسج في الشقيق عوارضا ... والياسمين معاطفاً وزنودا
بدلوا الخضور من الخناصر رقة ... واستبدلوا حقق اللجين نهودا
فهم الملوك الصائلون على الورى ... وهم الظباء القائدون أسودا
نظروا إلى الجوزاء دون محلهم ... فغدوا على هام السماك قعودا
من كل من جعل الدجى فرعا له ... والبدر وجهاً والصباح الجيدا
ريان من ماء النعيم إذا بدا ... خرت له زهر النجوم سجودا
كالماء جسما غير إن فؤاده ... أضحى على أهل الهوى جلمودا
تزداد من فرط الحياء خدوده ... عند استماع تأوهي توريدا
لو أبصروا النصاح فائق حسنه ... عذلوا العذول وجابوا التفنيدا
أو لو رآه راهب من بيعة ... ألقى الصليب ولازم التوحيدا
كم ذا تذكرني العقيق خدوده ... والطرف حاجر والعذار زرودا
وإذا بدا متلفتاً من عجبه ... بالجيدا ذكرني طلاه الغيدا
ما الظبي أحسن لفتة من جيده ... عند النفار وإن أقام شهودا
يحمي اللمى والخد عقرب صدغه ... عن وارد أو من يروم ورودا
قد رق منه الخصر حتى خلته ... عند اهتزاز قوامه مفقودا
ما خلقه الا النسيم السري ... بين الرياض وإن أطال صدودا
قال الأمين المحبي قلت ولولا إن قصدي استجلاب الثناء لهذا الفاضل الأديب لضنيت بهذه الأبيات خوفاً من أن لا يراعي حقها عند أهل التأديب ولوددت لو علقت في جبهة الاسد الكاسر أو ضمت للنيرات في الفلك العاشر وقد عارض بها الأبيات المشهورة المنسوبة إلى محمد الشهير بعبد الله وهي قوله
غصبوا الصباح فقسموه خدودا ... وتناهبوا قضب الأراك قدودا
وتظافروا بظفائر أبدت لنا ... ضوء النهار بليلها معقودا
صاغو الثغور من الأقاح وبينها ... ماء الحياة قد اغتدى مورودا
وراوا حصى الياقوت دون نحورهم ... فتقلد وأشهب النجوم عقودا
واستودعوا حدق المها أجفانهم ... فسوا بهن ضراغماً واسودا
لم يكفهم خد الأسنة والقنا ... حتى استعاروا أعيناً ونهودا
روى مسنداً إلى أبي عمرو بن شامل المالقي قال لقيت يوماً الشيخ الخطير أبا محمد ابن المالقي وكان رجلاً صالحاً مجاب الدعوة فقال لي أنشدني فأنشدته الأبيات المنسوبات إلى محمد الشهير بعبد الله وهي هذه المذكورة قال فلما أممتها صاح الشيخ وأغمى عليه وتصبب عرقاً ثم أفاق بعد ساعة وقال يا بني اعذرني فشيئان يقهراني ولا أملك عندهما نفسي النظر إلى الوجه الحسن والشعر المطبوع وبيت النهود مما يكثر السؤال عنه وقد رأيت في شعر ابن عمار الأندلسي ما هو مثله وهو قوله
كف هذا النهد عني ... فبقلبي منه جرح
وهو في صدرك نهد ... وهو في صدري رمح
وأنا لم أدرك وجهه ثم رأيت في شعر ابن خلوف ما يبينه بعض البيان وهو قوله
وقدود كأنهن رماح ... قد علتها أسنة من نهود
وللمترجم
هم يحسبون دموع العين مذ عطفوا ... هي الدموع التي يوم النوى ترد
وانما هي نصل حل في كبدي ... من نبل جفن ولم يشعر به أحد
فانحل ماء وقد أمسى يقطره ... من اللهيب دموعا ذلك الكبد
ومن غزلياته الرقيقة التي هي السحر في الحقيقة قوله
أما وبياض الدر من ذلك الثغر ... وما فيه من خمر وناهيك من خمر
أمانا وما بالطرف من كل صارم ... يجول بأجفان ملئن من السحر
يصول به في الناس ألطف شادن ... بقلب على العشاق أقسى من الصخر
أسأل عذاراً فوق خد كأنه ... سلاسل مسك في صحاف من التبر
والا فنمل دب فوق شقائق ... مبلل أطراف الأنامل بالحبر
بعيد مناط القرظ أشهى لمعسر ... إذا ماس تيهاً بالدلال من اليسر
وأحلى من الماء الزلال على الظما ... وأوقع معنى في النفوس من النصر
يكاد من القمصان أولاً وشاحه ... إذا فكت الأزرار من لطفه يجري
فكم ثم دون لجيد منه مآرب ... من الخصر تدعو العاشقين إلى النحر
ومذ خبروني إن كوكب خده ... يقارنه المريخ أيقنت بالشر
ركبت هواه بكرة العمر راكباً ... مطايا شبابي وارتياحي مع الهجر
فأشفقت منه في الظهيرة راجلاً ... يريني نجوم الأفق في ظلمة الفجر
متى قلت هذا الصدغ أبدى عقارباً ... وإن رمت أجني الورد أحماه بالجمر
وإن ملت نحو الثغر قالت عيونه ... يزيدك هذا الخمر سكراً على سكر
قريب مرام النفس لطفاً وإنه ... لأعلى منالاً في الأنام من البدر
ترقى به شعري فعز مناله ... وأمسى كعقد الدر يزهو على الصدر
لئن جادت الأيام يوماً بوصله ... يميناً فإني قد صفحت عن الدهر
قوله والا فنمل إلى آخره من قول الوزير المغربي
أوحى لوجنته العذار فما ... أبقى على ورعي ولا نسكي
وكأن نملاً قد دببن بها ... غمست أكارعهن في مسك
ثم رأيت ما هو عين المأخذ في قول المعز البغدادي
كأن عذاريه اللذين تراسلا ... هلالان من مسك وبينهما بدر
منمنمة فوق الخدود كأنما ... مشى فوقها نمل بأرجه حبر
وقد ضمن المترجم هذا المصراع بعينه في أبياته المشهورة حيث قال
أنبت عذار أم شقائق روضة ... مشى فوقها نمل بأرجه حبر
أم العنبر المفتوت من فوق وجنة ... أسالته نار الخد فانبهم الأمر
فحيا عذاراً أذهل الصب مذ بدا ... وإن ضل فيه العقل واختلط الفكر
يتيه به لدن القوام مهفهف ... لخ في اختلاس العقل من حسنه غدر
هلال إذا ما قلت أمسى جبينه ... صدقت ولكن دون طلعته البدر
تعلم منه الظبي لفتة جيده ... ومن طرفه الوسنان يستنبط السحر
متى صافحت سمعي مدامة لفظه ... ترى كل عضو في داخله السكر
يمازج ألفاظ البلاغة صوته ... فيبدو لنا دراً في ضمنه خمر
وتشكو ارتجاج القرط صفية جيده ... كما بات يشكو من غدائره الخصر
يخبر عن كأس المنون بصده ... ويقتلني منه إذا هجر الهجر
به غزلي أضحى وفيه مدائحي ... ومني لمعنى حسنه النظم والنثر
وقوله سابقاً يكاد من القمصان لولا وشاحه إلى آخره من قول بعضهم
أخشى التماس يديه من ترف به ... وأظنه لولا الغلائل سالا
ولخالد الكاتب
قد صاد قلبي وصار يملكه ... فكيف أسلو وكيف أتركه
رطيب بسم كالماء تحسبه ... يسلك في القلب منه مسلكه
يكاد يجري من القميص من ... النعمة لولا الوشاح يمسكه
وقوله فأشفقت منه إلى آخره من قول بعضهم العرب تصف اليوم الشديد بظهور النجم فيه قال أبو صخر الهذلي
إني أرى والطرف في سيري ... وضح النهار وعالي النجم
وقد تصرف فيه المتأخرون وتظرفوا كابن لؤلؤ في قوله
أمولاي أشكو اليك الخمار ... وما فعلت بي كؤوس العقار
وجور السقاة التي لم تزل ... تريني الكواكب وسط النهار
ولمجبر الدين بن تميم
بابي أهيف تبدي وحيا ... بابتسام عدمت منه اصطباري
فأراني بوجهه ومحيا ... هـ نجوماً طلعن وسط النهار
ولقد أبدع وأغرب الشهاب الخفاجي في قوله من قصيدة نبوية
أتى يوم بدر وهو بدر تحفه ... نجوم سماء أطلعتها كتائبه
فمذ يرزوا في النقع شاهدت العدا ... بهم يوم بؤس لا تغيب كواكبه
ولصاحب الترجمة قصيدته المشهورة التي مطلعها
دعيني فلا والله ما يكشف البلوى ... سوى من لهذا الخلق من نطفة سوى
فلا تقرعي باباً سوى باب فضله ... ولا تظهري يوماً إلى غيره شكوى
ولا تجنحي للغير في كشف حادث ... فغير جناب الله لا يدفع الاسوا
ولا تهرعي الا إليه إذا جفا ... سحاب قافي غير ألطافه رجوى
ولا تسأمي من مر عيش وسالمي ... إلي من بعيد بعيد من فضله حلوا
آله تعالى لا نقوم بحمده ... ولا أحد منا على شكره يقوى
يقلبنا في الخلق سابق حكمه ... علينا بما تأبى النفوس وما تهوى
تبارك منشئ الخلق من صلب آدم ... ضروباً فذ وفقر مهان وذو جدوى
فهذا ندا الأيسار أبرد عيشه ... وهذا بنار الفقر أحشاؤه تكوى
وهذا تراه في المساجد راكعاً ... وهذا يعاني اللهو في حانة القهوا
وهذا الدرس العلم أصبح طالباً ... وهذا يروم اللهو في الروض والزهوا
شؤون قضاها الله قدما على الورى ... وآدم لم يخلق هناك ولا حوى
دعني من التدبير فالأمر كله ... تدبر من قبل الوجود ولا غروا
إذا كان أمر الله في الخلق سابقاً ... فتدبيرنا فيه هو الخبط في عشوا
وهي طويلة وله من اخرى مطلعها
خضبوا الخدود ورصعوها الانجما ... واستخدموا لركابهم بدر السما
شربوا الشموس فأظهرت بوجوههم ... شفقاً ألم على الصباح مخيما
وتروا القسي حواجباً وتعمدوا ... كسر الجفون وفوقوها أسهما
عقلوا الحجى بذوائب من عنبر ... جذبوا القلوب وأوردوها بعدما
بذلو العوالي بالقدود وأثخنوا ... فيها جراحاً ظافرين العلقما
نصروا البعاد على الوصاف كأنهم ... نظروا الممات على الحياة مقدما
اتبعت طرفي ذا نواس منهم ... طمع التداني عامداً فتبسما
ملك تبدى راكباً في موكب ... رحل التصبر عن فؤادي عندما
نبت العذار بخده فكأنه ... مسك به أمسى النضار موسما
لم يكفه صل الذوائب مرسلاً ... حتى أدار على الشقيق الأرقما
وتطفلت تحكيه لما إن بدا ... شمس النهار فصدها وجه الدمى
صدع الشروق لثامها فتقهقرت ... نحو الغروب مخافة إن ترجما
منها
قد راح يلوي الجيد عني معرضاً ... والجفن يهطل من نواه العندما
أوقفت ذلي والخضوع بموقف ... ترك الأسود لحره تشكو الظما
وطفقت أجذب ذيل نسكي خاشعاً ... نحو العفاف صيانة فتبرما
أواه مما حل بي من شادن ... أحنى الضلوع ورض مني الأعظما
مولاي رفقاً بالفؤاد فإنه ... لو كان رضوي في يديك تهدما
لا تلوعني بالصدود معاطفاً ... لطفاً أجل من الحياة وأعظما
وقوله
ومالي أرى الأيام تنكر صحبتي ... وترمقني شزراً بطرف مريع
كأني واياها صحاف تضمنت ... مديح أبي بكر يقلبها شيعي
وله أيضاً
تأملت في خديه تحت عذاره ... صحائف بيضاً ما سناها بغائب
وإني من هذا أولئك ناظر ... بياض العطايا في سواد المطالب
وللمترجم معا رضا أبيات الشاب الظريف بقوله
يا أحكم الناس أسيافاً وأسبقهم ... في مهجة الصب فتكادونه الأجل
وأنور الوجه في الديجور من قمر ... تحت الأكاليل مسبول ومنسدل
ما السحر ألعب في الألباب من حدق ... دار الشمول بها من طرفك الكحل
كلا ولا البرق للأبصار أخطف من ... شقائق الحدان وافى بك الخجل
من نظم ثغرك وهو الدر مبتسم ... خمر يزيدك فيه الشهد والعسل
في فترة الحسن من لحظيك قد فتكت ... بواتر الطرف أم من قدك الأسل
ومذ تمادت بنا الآجال واختلفت ... عقائد القوم من للحب قد جهلوا
جاءت تجدد أحكاماً لدولته ... في ملة العشق من أصداغك الرسل
لم يدر ما الصحو مذ بانت ركائبكم ... صريع جفن لأرباب الهوى ثمل
استودع الله قلباً سار مرتحلاً ... بالخرد الغيد ماذا السهل والجبل
وأبيات الظريف هي هذه
يا اقتل الناس ألحاظاً وأعذبهم ... ريقاً متى كان فيك الصاب والعسل
في صحن خدك وهي الشمس مشرقة ... ورد يزيدك فيه الراح والخجل
ايمان حبك في قلبي يجدده ... من خدك الكتب أو من لحظك الرسل
إن كنت تنكر إني عبد دولتكم ... مرني بما شئت آتيه وأمتثل
لو أطلعت على قلبي وجدت به ... من فعل عينيك جرحاً ليس يندمل
وللمترجم
ورد العذار مياه حسن خدوده ... ورأى نعيماً خالداً فأقاما
وتلا عليه خاله من جيده ... إني اتخذتك للجمال اماما
وله في القبله نامه وأجاد
عوضت عن قبلة إذ راح يشبهها ... خفوق قلب شجاني أنت قبلته
لا يستقر مدا الساعات منزعجاً ... ولا لغيرك لم يعهد تلفته
ومذ حكاها ولم تحكيه ملتفتاً ... اليك وجهتها كيما تشابهه
وكان المترجم جالس في بعض الحوانيت في دمشق فمر أحد الأعيان فقام المترجم تعظيماً له كيما يسلم عليه فلم يلتفت نحوه ومر فاغتاظ من ذلك وأنشد مرتجلاً
وليس لعير الشيخ إذ مر معجباً ... وقوفي توقيراً لرفعة شأنه
ولكنني أخشى يمزق شوكه ... ثيابي ولم أشعر لسلب عنانه
وله قوله
أسامر عشقاً من خلائقه القتل ... وحيداً ولا وعد هناك ولا مطل
وأصبح ظمآناً وقد عقر الظمأ ... فؤادي ولا وبل يبل ولا طل
وكم أخصبت سحب الأماني مطامعي ... مجازاً ويوميها من الوابل المحل
ورب عذول فيه أشقى مسامعي ... بعذل فيالله ما صنع العذل
أقول له والطرف يقذف مهجتي ... دموعاً لها من كل ناحية هطل
وبي من غرام لو تجسم بعضه ... ومر بأهل الأرض لأفتتن الكل
ترقى إلى قلبي بكل دقيقه ... جميع هوى العشاق وانقطع الحبل
وكانت وفاته في سنة ثمان عشرة ومائة وألف ودفن بتربة مسجد التاريخ في ميدان الحصار عن أولادهم وهم الشيخ أحمد الذي جلس بعده مكانه خليفة والشيخ حسن والشيخ إبراهيم رحمهم الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.
عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن الموصلي:
من أكابر شعراء عصره. مولده ووفاته في دمشق. له (ديوان شعر) .
-الاعلام للزركلي-